المقالات

عذرا يا رسول الله فكل مناسباتنا أصبحت سياسية

621 20:55:00 2013-01-11

عباس المرياني

تمثل ذكرى استشهاد نبي الاسلام والرحمة محمد صلى الله عليه واله وسلم هذه الأيام حدثا مؤلما وجرحا غائرا في عمق الزمن يحاكي تلك الايام السوداء التي انتقل فيها رسول الله الى جوار به وهو يعلم ان أمته لم تستوعب الدرس بكل ثقله وان عصبية العشيرة وجلافة الصحراء لا زالت تمثل التحدي الأكبر لرسالته السماوية وان خطر الانتقام من اهل بيته سيكون هو العنوان الأبرز بعد فترة غيابه المؤلمة رغم كل وصاياه بأهل بيته.وكان ان انقلب القوم على أعقابهم وحدث ما كان يخاف منه على أمته وعلى اهل بيته ورسالته حتى تلاقفوها كما تتلاقف الصبية الكرة وتركوا الرسول مسجى في حجرته بين أحضان الامام علي عليه السلام وحزنه وحسرته وانشغلوا يتقاسمون الارث الكبير والحمل الثقيل الذي تركه رسول الله ولم يراعوا قيم وأخلاق العرب ونخوتهم.والحزن على رسول الله محمد (ص)هو الاحزن الأكبر والألم الأعظم الذي تعيشه الامة الإسلامية لفقده وغيابه وهذا الحزن والألم يتكرر كل عام ويتجدد كلما داهمت الخطوب الأمة الإسلامية وأطيح بوجودها وكبريائها ومن يوم فقد الرسول والانقلاب على شرعية اهل بيته وحتى يومنا هذا رغم كل ما يقال ويكتب عن فتوحات وانجازات لم يبقى منها الا الأثر والذكر والقشور الا ما ركز أصوله وأسسه الرسول محمد (ص).واستذكار ايام استشهاد الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم واجب وحق على كل مسلم ومسلمة وهو يدخل من باب استذكار القيم والمعروف ورد الجميل اذا لم يكن من باب الولاء المطلق بنهج السماء وعرفانها بنعمة الإسلام ونعمة السير في خط الولاية لاهل البيت عليهم السلام ،والمنطق يحتم ان يكون الاستعداد والتهيء لهذا اليوم المحزن بقدر وعظمة صاحب الذكرى وبحجم الانجاز الذي حققه النبي الامي الأمين وان يكون العزاء خالصا لوجه الله ومواساة للرسول واهل بيته الاطهار خاصة وان هذه الايام تمثل امتداد لملحمة التاريخ التي سجلها شيعة الامام علي عليه الاسلام في ذكرى اربعينية الامام الحسين(ع)وكتبوا عناوين بارزة في سجل التاريخ كاكبر تجمع تشهده الكرة الأرضية احتضنته كربلاء الحسين(ع).ان الجميع مدعوا لاستذكار هذه الذكرى الأليمة والتعبير عنها بطريقة خالصة بعيده عن الغايات والأهداف الرخيصة بل ان من العار والشنار ان يسعى البعض لتسييس هذه المناسبة العزيزة لطرف او جهة معينة او يجيرها باتجاه هدف عابر او قضية وقتية،ويمكن اعتبار موقف المرجعية الدينية في النجف الاشرف هو المنهج الذي يجب على الجميع الاقتداء به عندما رفضت تسيس هذه المناسبة من قبل جهة سياسية خاصة وان ذكرى استشهاد نبي الرحمة يجب ان تكون منطلقا للوحدة والتفاهم والسلام لا ان تكون ممرا رخيصا لتحشيد الشارع وتازيم الموقف والشد الطائفي.ان ذكرى استشهاد الرسول محمد (ص) اعظم من كل قضية واكبر من كل الغايات والدسائس وليس مهما ان لا يكون رجال السياسة بمستوى هذه المهمة لأنهم نسوا المبادئ وانشغلوا بمصالحهم الحزبية والشخصية.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك