حيدر عباس النداوي
امر محير هذا الذي يغلف حالة التناقض التي يعيشها الكثير من ابناء شعبنا وهم يعلنون ولائهم المطلق لشخص رئيس الوزراء نوري المالكي رغم ان الجميع يقر بوجود اخطاء قاتلة وفساد ليس له حدود سواء كان مالي او اداري في كل مفاصل الحكومة كذلك يسلم لك بان زمن نوري المالكي لم يزرع غير المشاكل والازمات ولم يحصد الشعب غير الفقر والفوضى والفشل،لكن العلامة الفارقة التي تبقى ملازمة لمنطق هؤلاء انه لا يوجد من هو افضل من المالكي في الساحة السياسية في الوقت الراهن وكان النساء لم تلد غير المالكي،وانه الوحيد المدافع عن حقوق الشيعة وان اليد الواحدة لا تصفق وان مختار زمانه يعمل بمفرده وان غدر الاخرين الباحثين عن المناصب هو من يسبب طمع الاخرين والكثير من التناقض والتخبط العشوائي الذي يعجز الفهم امام ادراكه.ومؤكد ان ذاكرة العراقيين سريعة العطب لان مثل هذه النعوت والصفات قيلت من قبل بحق علاوي كما اعتبروا الجعفري القوي الامين في وقت لم يكن السيد المالكي غير نائب خجول ورئيسا للجنة الامن والدفاع النيابية ومن قبل كانوا يرون في القائد الضرورة صدام ابو الحفر بطلا قوميا وهكذا كل الملوك والزعماء والرؤساء ومؤكد ان من يخلف المالكي سوف لن يفشل في الحصول على ثقة العراقيين وبمفاتيح بسيطة قد لا تكلفه كثيرا.ومن الواضح ان الاعلام وخاصة الاعلام الشعبي الموجه واعلام الحكومة وامكانات الدولة المالية الهائلة قد لعب دورا كبيرا في تجذير هذا المفهوم عند اتباع المالكي وعند عوام الناس والمنتفعين من الذين ربطوا مصيرهم بمصير المالكي بعد ان نجحوا بخلق وعدو وهمي لدى الناس والعوام وهذا العدو الوهمي سواء كان ماديا او معنويا لا يوجد من يقف امامه غير شخص السيد المالكي.ومثل هذا المنهج الذي يقوم به السيد المالكي من تخويف وترويع من اجل استمراره بالحكم مستخدما امكانيات الحكومة المالية والاعلامية الهائلة يمثل حالة من الانكسار والانتكاس للتجربة الديمقراطية الفتية ويمثل كذلك استهانة وتحقير لمشاعر البسطاء الذين رهنوا مصيرهم وامنياتهم بمصير رئيس الوزراء من اجل ان يقدم الخدمات ويقضي على البطالة ويوزع الاراضي ودور السكن واطئة الكلفة على الفقراء وما اكثرهم ويوفر الامن والامان ويقضي على الفساد المالي والاداري ويوقف المحسوبية والرشوة ويعيد بناء العراق وفق طراز حديث مستثمرا الامكانات المادية الهائلة التي تنوء بها مفاتح خزينة الحكومة العراقية الا ان شيئا من هذه الامنيات لم يتحقق بانتظار السنوات المقبلة عل رئيس الوزراء ينتهي من صناعة الازمات ويلتفت الى حقوق ابناء الشعب العراقي.كما ان اشاعة هذا المنهج وتخوين الكتل السياسية الاخرى وتحميلهم مسؤولية اخطاء الحكومة ورئيسها يمثل منهج منحرف وبائس ولا ينم عن الشعور بالمسؤولية .لن يستمر المالكي الى ما لانهاية ففي منطق الحكم لو دامت لغيرك لما وصلت اليك وفي منطق القضاء والقدر هو كل يوم في شأن وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت وفي الوضع العراقي لا تلعب صناديق الاقتراع الكلمة الفصل بل تلعب التوافقات والتدخلات الخارجية وتقلبات التيار الصدري وزعيمه السيد مقتدى الصدر الكلمة الفصل في ترشيح رئيس الوزراء ومؤكد ان الناس التي رأت في المالكي الزعيم الاوحد سترى في غيره ما لم تراه في المالكي وعندها ستعرف كم كانت مخطئة وكم هي بائسة لانها اضاعت اربع سنوات من عمرها ومن عمر الاجيال العراقية.
https://telegram.me/buratha