المقالات

الدولة تحمي الفاسدين!

555 06:03:00 2013-01-12

جبار التميمي

ليس اعتباطا أن ننظم إلى دول العالم الثالث أو مجموعة الدول النامية أو أن نكون في أسفل قائمة النزاهة لدول العالم أو في أعلى قائمة الدول الأكثر فسادا، وليس من المستغرب أن نكون في أعلى قائمة الدول التي تنتهك حقوق الإنسان ،لانتعجب إذا كانت عاصمة بلدنا من العواصم الخطرة ،لانستغرب بأن القتل في بلدنا كثير ولا نستغرب عندما يسرق السياسيون المال العام في وضح النهار إذا كان الشعب ينتخبهم ،ولماذا الحيرة إذا كان البرلمانيون لايشرعون القوانين التيمن شانها القضاء على الفساد أو التي تلك توفر الأرضية لمناخ استثماري يزيد من فرص العمل ،فلماذا العجب من حكومة اتحادية وحكومة محلية لاتتفق مايخصص لها من مالية ضمن الموازنة العامة ،وما الداعي بالإسراع لأعمار المعامل والمصانع ولحماية المنتج الوطني من المستورد ،عندما توفرت كل هذه المواصفات لك أن تعرف انك في العراق ليس العراق شاذا عن دول العالم المتخلف في هذه الحالة حتى ضمن منظمة اليورو لوحظ أن الدول ذات الاستقرار الاقتصادي والنمو المتصاعد تأخذ كامل مستحقاتها المالية من الصندوق الأوربي لإجراء المزيد من الخدمات لمواطنيها يقابلها بقاء مبالغ مالية غير مصروفة لدول تعيش خالة فساد إداري ومالي في حين إنها تحتاج إلى خدمات اكثرمن الدول الأخرى ،هذه الظاهرة تكررت مع الحكومات العراقية المتعاقبة بعد السقوط كذلك مع الحكومات المحلية للمحافظات غير المنتظمة بإقليم فما تزال اغلب الوزارات لم تتفق لما خصص لها من مالية ضمن الموازنة العامة لكل عام وسط تزايد في عدد من الموظفين الذين لايجدون لما يقومون به من عمل سوى تنفيذ أجندات الأحزاب المهيمنة على هذه الوزارة أو تلك ، ولكن الأكثر خطورة من ذلك نجد أن السياسيين قد تركوا مواقع عملهم وتحولوا إلى مقيمين على شاشات التلفاز يكيلون التهم ويخلقون المشاكل لبعضهم أو يتسترون على بعضهم لتغطية حادثة فساد في سرقة المال العام ، وعندما يسأم العراقيون من هذه الحالة فلابد للمتنفذين من التصعيد حتى في استخدام الجيش وسيلة لتصفية النزاعات .ليس هناك في مفهوم العمل السياسي أن يلجأ شعب بمختلف فئاته وطبقاته إلى التفكير في حل مشاكل سياسية ،فالعديد من البرامج التلفزيونية تعرض الكثير من المواطنات والمواطنين ممن يطرح الأفكار والحلول لمشاكل السياسيين العراقيين ،وكأن المعادلة انقلبت فبدلا من مطالبتهم بتوفير الخدمات وخلق فرص العمل راحوا يطالبون باللجوء إلى التهدئة والجلوس على طاولة الحوار ما يعكس تراجع مشاكل المواطنين أمام مشاكل السياسيين وفي خضم انقلاب الموازين وتصاعد الحالة مع اقتراب الانتخابات يغيب عن الصورة مشهد تقديم المفسدين من جميع الأطراف إلى المحاكم فعلى الرغم من ارتفاع الأصوات المطالبة بالقصاص ممن انكشف أمرهم في الصفقات فأن مايجري من مسرحية في البرلمان والقضاء العراقي انه تحول إلى ساحة لتبرئة المفسدين فلا وزير حكم بالفساد على الرغم ماانفق على الكهرباء من أموال ،ولا وزير أو وكيل ثبتت عليه سرقة أموال الحصة التموينية على الرغم من تسرب ملياراتها من اجل مواد رديئة ونقص كبير في مكوناتها ولاحكم على احد بسبب الرشاوى في أجهزة كشف المتفجرات نعم على الرغم من محاسبة روسيا لمر تشيها في صفقة السلاح المبرمة مع العراق بتوقيع رئيس الوزراء لم نشهد لحد اليوم محاكمة أي مسؤول عراقي ،أما الملف الأمني وعلى الرغم من المشادات الكلامية في البرلمان بسبب تهريب إرهابي القاعدة من سجن البصرة وآخرين من سجن تكريت وأحداث أخرى متشابهة لم يقدم احد للمحاكمة أما الخدمات فهي تتوارى خلف زعيق (المسعولين) على شاشات التلفاز فلا تستغربوا فعلى الرغم من كل ذلك لمن نسمع بوزير قد استقال فالحكومة العراقية خرساء بعد أن فقدت ناطقها الرسمي ...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك