محمد حسن الساعدي
يبدو ان العراق ودع عامه بمظاهرات انطلقت في المنطقة الغربية قبل أيام على أثر اعتقال أحد حراس عضو القائمة العراقية ووزير المالية بتهمة القيام بأعمال وأنشطة إرهابية .وقد شهدت هذه المدن خروج مظاهرات على أثر هذه الازمة الجديدة التي تضاف الى الازمات في العملية السياسية ،هذه التظاهرات خرجت من كونها مظاهرات عفوية ديمقراطية وهذا ما اكده الدستور والقانون العراقي ، إذ انها تحولت الى صيحات ونداءات طائفية وأخذت بعداً خطيراً جداً، حيث بلغت اوجها منادية بسقوط العملية السياسية والحكومة ، وإلغاء المادة 4 ارهاب ، وخروج كافة المعتقلين وغيرها من مطاليب ، إذ كان الهدف واضحاً من وراء مثل هذه التظاهرات والتي جاءت متزامنة مع التوتر السائد في العراق والمنطقة العربية ، اذ كان الهدف الاعلان عن ولادة الاقليم السني في المنطقة الغربية ، وهذا بالضبط حال المظاهرات التي خرجت أبان عام 1991 وإعلان الحكم الذاتي وإقليم كردستان ، أذ ان النوايا بتت واضحة المعالم وظهرت مبكراً وفضحت النيات المبيتة ، إذ انكشفت هذه النوايا من خلال مطالبات المتظاهرين والتي وصفت بالتعجيزية، والدخول الى بغداد والاعتصام وإعلان هذه المناطق انه مناطق سنية .لذلك ومن خلال هذه النوايا المكشوفة والتي لاتحتاج الى جلسة حوار أو مصالحة أو زيارات متبادلة او مجاملات لاقيمة لها أمام هذا المخطط الكبير ، لان هناك خريطة معدة ومرسومة مبكراً في العراق ، وقد اعطي الامر بالتنفيذ من الخارج ، لذلك لا داعي لمثل هذه التحركات التي لاتغني ولا تسمن من جوع ، هذا المخطط الذي سيكسر ظهر العراق اذا نفذ وأصبح امراً واقعياً ، وبدعم من دول المنطقة واللوبي الاسرائيلي .القضية ليست مسألة ديكتاتور حكم العراق او ربما صراعاً على السلطة بقدر ماهو مخطط لإفشال العملية السياسية خصوصاً اذا قرأنا الشعارات التي انطلقت في التظاهرات ، وما هذه الدعوات إلا اعلام لتوجيه الرأي العام نحو الصراع بين السياسيين وعلى السلطة ،،، إذ أننا هنا نطرح التساؤل : لماذا لم ينسحب الوزراء السنة من الحكومة ؟ ولماذا لم ينسحب نواب وأعضاء القائمة العراقية من النواب ؟ ولماذا لم ينسحب النجيفي من رئاسة مجلس النواب ؟ ولماذا ما زالوا مستمرون بعملهم الى هذا الوقت بالرغم من التظاهرات والاعتصام ؟من يتظاهر اليوم في الفلوجة والرمادي والموصل ومدن اخرى هم انفسهم مشاركون في العملية السياسية وفي الحكومة ولهم وزراء ، ولهم 91 نائباً في مجلس النواب ، ورئيس مجلس النواب واحداً من هولاء النواب ، وما هي إلا لعبة انطلت على ابناء شعبنا العراقي ، إذ صورت لهم ان هناك طرفاً مظلوماً ومحاولة لإقصاء الاخوة السنة من العملية السياسية والحكومة ، وهو دليل واضح على ضعف وقولة الوعي السياسي لدى السياسيين انفسهم وادعمي هذه التظاهرات ،أذ ان هذه الثورة الانبارية جاءت لتضيف ازمة جديدة تضاف الى ازمات العراق السياسي بعد بدء عصيان مدني ، في وقت يتواصل التوتر بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان .أعتقد ان العراق يمر بمرحلة خطيرة وحساسة ، وبمفترق طرق كونه خضع لنوايا خطيرة تريد النيل من وحدة شعبه وأرضه ، من خلال اشعال نار الفتنة الطائفية والعودة بالبلاد الى احداث 2005 - 2006 .اليوم على الجميع ان يعلنوا البراءة من الارهاب والإرهابيين ، وإعلان الولاء للعراق وشعبه ، والتصدي لأي محاولة خبيثة ونوايا خلف الحدود تريد السوء بالعراق ، من خلال المشاركة الوطنية في الجلوس بين الفرقاء تحت قبة البرلمان لتكون هي الحكم والفيصل ، وممارسة القضاء لدوره القضائي في محاسبة الارهاب والفساد اينما كان ووجد ، وعلى الجميع ان ينظر بعين الحرص على دماء الناس وما حصدته ماكينة الارهاب من دماء بريئة من شيوخ ونساء وشباب وأطفال ، جيب على الجميع الانتماء لهذا الوطن فقط وان يكون هدفهم حمايته من التهديد الخارجي ومن المخططات المشبوهة التي تريد النيل من وحدته ووحدة شعبه الجريح .
https://telegram.me/buratha