المقالات

لغة التباهي والغلبة الى متى !!!

517 13:31:00 2013-01-12

عون الربيعي

باختصار شديد ما يحدث في العراق هو تحشيد ونزول قسري للشارع كرد فعل عما يفعل الطرف المقابل وهو يشبه الى حد كبير ما عاشته لبنان قبل عقود لكن المسالة عندنا اعقد واكبر بحكم ان الاغلبية في لبنان وهي سنية تمكنت وعبر اتفاق الطائف وبعد اقتتال مرير وحرب اهلية من نيل حقوقها وكذا الطوائف والمكونات الاخرى التي تتمتع بحقوق ممارسة شعائرها وحريتها وما يرتبط بكل ذلك من امور بديهية هي حقوق للانسان اما ما عندنا وعلى مستوى حقوق افراد المكونات فهو مصيبة عظمى ولا يشبه أي بلد اخر على وجه المعمورة حيث منذ سقوط ديكتاتورية البعث لازالت الاغلبية تعيش وكأنها اقلية فهي الافقر والاكثر عوزا واقصد هنا القواعد العريضة التي تريد الطبقة السياسية الثرية التباهي بها وتحريكها لتنفيذ اجندتها وتأكيد غلبتها قطعا, نعم هذه القواعد هي الاكثر فقرا من بين المكونات الاخرى والسبب قد يكون في السياسات المتبعة لادارة البلد وكذا فان هذه الاغلبية تعرضت بشكل منظم لاكبر حملة ابادة منذ عقود عبر حروب دموية خاضها النظام ومن ثم حرب الارهاب تحت مسمى الجهاد الذي نظرت له السلفية الوهابية على يد مفتي حكومات دول بعينها ابرزها السعودية وقطر وكانت اهم ادواته هي ذات الادوات التي قمعت الشعب العراقي طوال الفترة الماضية وليس ادعاءا ان كبار الشخصيات السياسية في معسكر الاقلية كانت متحمسة وتنظر بعين واحدة لهذه الابادة على امل تحقيق المكاسب على الارض وقائمة التعداد قد تطول وكان اغلبهم يتحمس بل ان الرضا كان حاضرا بين صفوفهم وهو ما يفسر وجود ارهابيين نعرفهم يتمتعون بالحماية والدعم من قبل نواب حاليين وقادة احزاب وتيارات في المناطق الشمالية الغربية والغربية من البلاد ومحيط بغداد بعلم ومعرفة المالكي نفسه الذي جمع الملفات واخرجها من صندوقه وقت اراد التصعيد هنا او تغطية على قضية وقد يكون ما دفعني بشكل صادق للخوض في هذا الموضوع هو حجم التباهي بالغلبة وتناسي المشكلة الاساسية التي اعتقد ان الطبقة السياسية دفعت بتفجيرها ودفعها الى الواجهة على شكل ازمات متتابعة صغيرة وكبيرة لكن هل يجوز مثل ذلك ولماذا المتاجرة من قبل كل الاطراف!! فكتب الدعوة الى التحشيد وجمع الانصار من قبل المقرات الحزبية في كل المناطق قائمة وهو ما يذكرنا بالتجييش والعسكرة وقد نرى ذلك جليا عبر الخطاب الهستيري المدفوع الثمن للعيساوي ومحاولات ازلامه تهييج الجماهير في الانبار في الجانب المقابل ومع هذا الضخ الاعلامي والخطاب الذي يصدر بعناية يخرج الناس في الجنوب والوسط مهرولين للدفاع عن فكرة وقضية ليست جديدة لكن وسائل الخبث والمكر في من يقفون ورائها فهل نحن اعداء ام ابناء بلد واحد .. ان زمن العنتريات قد انتهى والمطلوب من قبل كل الاطراف الانصات لصوت المصلحة وطي صفحة اجندات الخارج فهذا الوطن للجميع ومن يريد العيش فيه بسلام فعليه ان يلتفت الى مصالحه والا فلن نصل الى نهاية الطريق وقبل ذلك فنحن لن نصل لبدايته التي لن تكون سهلة في ظل هذا التصعيد والمواجهة التي اعتقد ان القوى السياسية مستفيدة منها لتأمين مصالحها واستمرار تربعها على الكرسي .ان ما يحدث من تحشيد وتظاهرات وتظاهرات مضادة وما يرفع فيها من شعارات بعضها مقصود ومهين للطرف الاخر مقلق جدا وستكون العواقب وخيمة في قادم الايام فالنزول للشارع سلاح ذو حدين ولعب بالنار لا نريد تجربته لان من سبقنا في تجربته لم يحصد شيئا غير الخراب والدمار والتعطيل والى اين وصلوا بكل هذا ؟؟ لاشيء قطعا , لذلك فلابد من الاستماع لصوت العقل ومعرفة السبب الرئيس لكل هذه المشاكل التي ترى المرجعية ان من الاسباب التي ادت وما زالت تؤدي إلى المزيد من الازمات وتأزيم الشارع العراقي هو تسييس الكتل السياسية للكثير من الامور والملفات والقضايا التي يجب ان تأخذ حقها الدستوري والقانوني من الاستقلالية في اختصاصها بعيدا عن مزاج الكتل السياسية اما المطلوب من الجميع في هذه النقطة تحديدا هو الحفاظ على حيادية واختصاص واستقلالية هذه الملفات والقضايا وعدم استغلالها سياسيا لتحقيق مكاسب مرحلية وجر الشارع الى مواجهة لا رابح فيها ولا منتصر فهل سنكف عن التظاهر والتحشيد والتحشيد المضاد مجتمعين لفسح المجال اما مثل هذه الرؤية ان تنفذ وتكون واقعا يخدمنا!! ام نستمر في شتم بعضنا وكل منا له قناعاته التي لن تتغير مطلقا مادام هذا الوضع قائما وهو وضع شاذ لايصح الاستمرار به او التشجيع عليه لانه سينتهي بنا الى طريق مسدود ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك