علي العطواني
لايمكن لعاقل في هذا البلد ان لايعترف ان الأمور وصلت فيه الى حد فاق جميع ألوان خطوط التحذير ودرجات الخطورة وبات يهدد بوصول الإحداث الى ما لايتمناه المبتلين وغير المنتفعين على هذه الأرض المنكوبة والمبتلاة بصناع للازمات دون النظر الى ما يمكن ان تتركه من اثار وما يمكن ان تخلفه من نتائج سيدفع ثمنها الأبرياء وحدهم وليس من باستطاعتهم حمل حقائبهم وترك الأرض ان احترقت بأهلها.ابتلى هذا الوطن وساكنيه برعاة وولاة واناس لا يستطيعون العيش دون أزمات ومشاكل وحروب وقتل وجوع وتهجير وتشريد و(ياكاع ترابج كافوري) و(عليهم يالنشامى) و(يلاكونا لو بيهم زود) وغيرها من الأناشيد والأهازيج التي تفوح منها رائحة الموت والدمار والهلاك والخراب ، لايجيد أولئك الولاة والمسؤولين منذ تشكيل الدولة العراقية التفكير بكيفية انصاف الناس ومحاولة بناء الوطن والمواطن اللذان تهدمت فيهما الكثير من الأمور الى الحد الذي وصلنا فيه الى رفع صور رؤساء دول اجنبية ربما تكون معادية في سبيل أغاضة شخص او حزب او جهة او طائفة.لايفكرون بكيفية انتشال هذا الوطن ومواطنيه من الواقع المرير الذي وصلوا اليه بل يحاولون وبإصرار غريب ومستنكر المبالغة في اغراقه في مستنقع وحل تغطيه ادران وشوائب مصطبغة بالوان الحرص على القومية والطائفية تدفعها أجندة مجهولة ربما لايستطيع الكثير الجزم بمصدرها ليفتحوا الأبواب على مصراعيها لتدخلات من أقوام وبلدان ودوائر كانت تحلم ان تطأ إقدامها ارض البلاد للزيارة فقط.يوما بعد اخر والأزمة في هذا البلد اشبه بماكنة تفقيس، مشكلة تلد اخرى، حتى قبل ان تحسم المشكلة السابقة تظهر لنا ازمة جديدة تغطي على السابقة دون ان تحل تلك ولتظهر ازمة ثالثة ورابعة وخامسة دون حل للأولى والثانية وهكذا العملية مستمرة وإنتاج الأزمات دائم والملفات في تزايد .من يحاول إيجاد الحلول لهذه الأزمات سيعجز بكل تأكيد رغم ان الخيرين يواصلون الجهود ، ولكن لأي منها سيعالجون وهم يمتلكون، رقع محدودة لفتق يتوسع يوما بعد اخر ، لتصبح تلك الحلول كمن يدق المسامير في حائط من القش لعدم اكتراث أطراف تلك الأزمات باتساع الحريق غير مبالين حتى بوصوله الى ديارهم ان كانوا يعيرون أهمية لهذه الديار التي أوجدتها أموال لم يبذلوا فيها جهدا وجاءت بطرق ليس للشرعية فيها يد.أطراف الصراعات الذين تجد صورهم وهم متعانقون وضاحكون فيما بينهم وتجمعهم الولائم ويتواصلون ليل نهار ، ينقلبون في لحظات الى إبطال قوميون او طائفيون تحت لافتات وأقوال وشعارات وطنية تحاول الكسب الانتخابي دون الالتفات الى مايمكن ان تجره تلك الأفعال والأقوال من ويلات ربما تحول ساحات البلاد الى ساحة معركة يسقط فيها حسين وعمر وازاد ورافائيل ضحايا والنتيجة دم عراقي يراق بيد عراقية نتيجة تصعيد من افواه تدعي العراقية والوطنية والحرص على البلد.هنا لابد ان يتوقف صناع القرار الحقيقيون ونقصد بهم ابناء الشعب العراقي بوجه صناع الازمات ليضعوا لهم حدا ويجبروهم بدون استخدام العنف على احترام الوطن والمواطن وعدم اعطاء الفرصة لمن يلتزم فقط بما يخدم مصالحه ولا يبالي بما هو غير ذلك لأن يتمادى بالاستخفاف بهذا البلد ومن اجل استمرار المسيرة بما يبني العراق وينفع العراقيون.
https://telegram.me/buratha