المقالات

الحل بين المرجعية وليلة الهرير /

589 15:46:00 2013-01-14

حافظ آل بشارة

لم يعد أحد يتذكر لماذا ثارت ثائرة الانبار والموصل وسامراء ، فقد نسي الناس قصة اعتقال افراد حماية الوزير رافع العيساوي ، فالأزمة الكبيرة تزيح الأزمة الصغيرة والقصة التي تجري الآن مختلفة تماما عن القصة الأصلية ، فتحت التظاهرات ملفات اخطر ، اتضح ان الحكومة بيتها من زجاج وتضرب الناس بالحجارة ، او تسكن في صريفة وتلوح بالمشعل ، الأزمة بدأت بفتق صغير لتنتهي بشق يصعب رتقه ، تحدث هذه الحالات عندما يكون الطرف البادئ بالهجوم بلا سيناريو مستقبلي ، وبلا خندق احتياطي محصن ، وبلا جواب عن سؤال : ماهي الخطوة التالية ؟ اي دولة عندما تكون غارقة في بحر من التلكؤ والفساد والتراجع والفوضى لا يمكنها معالجة اي ملف ، سترتكب اخطاء ستراتيجية أخطرها الخطأ في ترتيب الأولويات ، اعتقال أفراد حماية وزير متهمين بالارهاب قرار صحيح ولكنه لا يصلح ان يكون اولوية حاليا ، ربما هناك عدة وزراء يشملهم هذا القرار الحساس وقد يشكلون جبهة للهجوم الاستباقي ، ما حدث لحد الآن يشكل درسا جيدا في الادارة والسياسة ، ويكشف هشاشة البنية السياسية للدولة وقرارها ، الحكومة اعتقلت عشرة افراد وهي تنفذ قرارا قضائيا مخطئة في التوقيت والأسلوب ، لكنه خطأ جسيم ومكلف ومن اجل اصلاحه ستضطر الى اطلاق سراح آلاف السجناء والسجينات ربما بينهم مجرمون خطرون وتضع الدستور وعددا من قوانين الدولة تحت طائلة التغيير والتشكيك ، كما تحفز الأزمة تأسيس الاقليم السني عمليا ، بدل ان تعيد الحكومة قيمومتها الدستورية على اقليم كردستان فأنها الآن فقدت السيطرة على محافظات أخرى تحت مسمى المحافظات السنية ، جعلت ملامح الاقليم السني تتشكل ولا شرط ان يكون اقليما علنيا ، المهم ان مقومات نشوءه تطفو على السطح ، ومنها : قدرة الشخصيات والاحزاب المحلية على تعبئة الشارع ضد المركز ، سهولة الشطب على الدستور والقوانين العراقية ، سهولة العودة الى تمجيد البعث المنحل وصدام ، احياء التخندق الطائفي ، غربة قوات المركز في الغرب وميل جميع الاطراف الى نشر قوات محلية ، الحصول على دعم اجنبي على خلفية سياسية وليس انسانية . درس آخر للأزمة ان الحكومة اذا تحرشت بمكون ما ستدفع الثمن مضاعفا ، درس آخر للأزمة : ان الأمم المتحدة بالمرصاد ومندوبها مارتن كوبلر زار المرجعية وخرج بتوصيات تهدئة ، وهو تلويح بامكانية تدويل الأزمة اذا فشل الحل الوطني كما في سورية وبكل ما يعنيه التدويل من مخاطر ، المرجعية استقبلت كوبلر ولم تستقبل وفد الحكومة ! لكنها أرسلت الى ركاب المروحية حلا من خمس نقاط انطلقت كخمس مفخخات لتربك اروقة المنطقة الخضراء ، عادت المرجعية لاطفاء النيران ورجال السلطة يطرقون ابوابها وهم يتلفتون قلقا ، بين هذا وذاك هناك من يتمنى تفريق صفوف المعتصمين بسيف البرد ، دعاء وصلاة استبراد ، بأن تمر عليهم ليال كليلة الهرير في صفين ، كان المقاتلون من الشام والعراق في تلك الليلة (يهرون) من البرد تحت ضرب السيوف وطعن الرماح ، و(الهرير) صوت ارتجاف مع همهمة ، والفرق ان جيوش صفين لا تمتلك كل هذه التدفئة الحديثة والبطانيات الخليجية والتركية الناعمة . وللأجانب درسهم المحزن في هذه الأزمة ، فقد فشلوا في شراء الضمائر بالدولار و(المفطح) ، كان صوت العقلاء مدويا ... دروس مختلفة في الشكل واحدة في المحتوى ، هكذا تبدو الأزمة وكأنها سائرة باتجاه الحل ولكن بأثمان مضاعفة ، فمن لم يرض بجزة سيرضى بجزة وخروف .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو زهراء الأسدي
2013-01-14
قبل ان ترى هذه الحكومة النور وبعد الانتخابات وازمة اختيار الرئاسات الثلاثة ، قلتها في شبكة انصار الحسين بما أن أساس هذه الحكومة ( باطل ) كل ما سيأتي ويحدث فهو باطل ، وهذه نتيجة طبيعية لمثل هذه الحكومة المهزوزة من أساسها وليأكلها الشعب المسكين الذي اختار رئيس هذه الحكومة وأسقط من وقف بوجه الفساد والمفسدين !! نحن منذ الانتخابات الى يومنا هذا من أزمة الى أزمة وحتى تنتهي مدة هذه الحكومة سيبقى الحال على ما هو عليه اذا لم ينتفض الشعب ويسقط المجرمين والفاسدين ، ولكن المصيبة انه مايزال هناك متمسكون بهم.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك