بقلم محمد أبو النواعير ..
قد يكون العنوان غريبا قليلا على الأخوة القراء , وقد يكون له تزامنا فكريا ونفسيا مع أحداث سياسيه يعيشها بلدنا العراق , وقد تسبح سفن الفكر البشري للمتلقين الأعزاء في بحور من الخيالات وتداعيات المعاني , فيربطون بين العنوان وبين أمور كثير تقود وتقود الى أفكار كثيرة وهذه الأفكار قد تقود بدورها الى أفكار أوسع وأوسع , بحيث لايبقى للعنوان من باقية في ذهن القارئ ... وهنا أريد أن أقطع على القارئ سلسلة أفكاره , وأفاجئه بما خالج نفسي لكي لا يذهب بعيدا بخلجات نفسه , ويتهمني بالتهم الجاهزة .. فأقول :لقد أدهشني تسارع الأحداث السياسية في هذا البلد , حتى أني بت أقارن وأمازج ما بين مبدأ الإزاحات الزمنية الذي طبق في العلوم الطبيعية المعاصرة , وما يجري في البلد وأرى مصداقه واضحا كإزاحات زمنية بل إزاحات سياسية , حتى أني لا أستبعد أن العراق سيدخل في هذه الأيام موسوعة غينيس , لتميزه بوجود مكائن حديثة جدا وسريعة جدا لتفقيس الأزمات السياسية وبشكل إنشطاري أحيانا.. فما نبدأ بأزمة ولم تتبين ملامحها كاملة حتى إنفجرت الأخرى , وبعدها الأخرى والأخريات , وكل واحدة تفقس وتنشطر بما يريد خالقيها من ظلم , لا ما يريده الله ..وسأحاول التطرق لموضوعين أو لحدثين مهمين , في رأيي قد تكون لهما تداعيات كبيرة في المستقبل , الحدث الأول هو ما يحدث الآن من مظاهرات كبيرة , أو أنا أسميها مباريات , حيث يحاول كل فريق أن يظهر أحسن ما عنده من خطابات لتحشيد أكبر قدر ممكن من جمهوره .. ولكن ما لفت إنتباهي وإنتباه المتابعين هو نزول شعرات كبيرة كهتافات وككتابات في مظاهرات الأخوة السنة تهتف بزوال حكم الصفويين أو المجوس , والمقصود عندهم طبعا هم : كل من شارك في هذه الحكومة من ابناء الشيعة ... لطيف جدا , إلى الآن الجو محتقن وكل طرف يريد أن يفرغ ما في جعبته , ولكن ,, انا أسأل الأخوة القائمين على المظاهرات , ولا أعلم من يكونوا ولأي حزب أو جهة ينتمون , أسألهم : إذا كان هدفكم من ذلك هو إضعاف المالكي أو إسكاته أو تقليل شعبيته حتى لا يتسلط مرة أخرى في الإنتخابات القادمة على رقابكم أوعلى (نسائكم ) .. فأنا أعتقد أنكم تتصرفون بغباء سياسي كبير جدا , فأنتم في مظاهراتكم وبشعاراتكم الآنفة الذكر قد جعلتم المعركة بينكم وبين أخوتكم الشيعة , وأخرجتم المالكي منها , أخوتكم الشيعة الذين سامهم المالكي من العذاب مثلكم , فبتصرفكم الأهوج هذا سوف تجعلون جميع الشيعة يصطفون خلف المالكي كالبنيان المرصوص وينسون خلافاته معهم , لا فرق فيهم بين المؤيدين للمالكي , وبين المعارضين أو المعادين له من الشيعة , بل أنكم بخطابكم الأخرق هذا ستجعلون كل الأصوات الشيعة تنزل في جيبه , حتى من غير أن يخسر مليونا وحدا على دعايته الإنتخابية .. ولا أعلم كيف يفكر أولئك الذين يسمون أنفسهم البعثيون أو أيتام النظام أو أقطاب السنة أو سياسييهم او عقلائهم , فالسذج يعتقدون الى الآن أن إمكانية إعادة أمجادهم السابقة أمر ممكن , وهو أمر مستحيل , فالشيعة في العراق اليوم أصبحوا قوة أمنية وقوة سلاح , والأهم قوة إقتصادية وسياسية ( كفكر وكممارسة ) كبيرة لا يمكن بسهولة معها إعادة سبل السيطرة القديمة عليهم .. فنصيحتي لكم : أعيدوا ترتيب أوراقكم , وتصرفوا بحنكة السياسي الذي يريد فعلا الحصول على مغنم .. الموضوع الثاني ,,, وآه آه من الموضوع الثاني , فهو يتعلق بنفس شخص أبا إسراء ,, هذا الرجل حقيقة قد سار بخطى كان يعتقد أنه ومستشاروه تتلائم مع عقلية الفرد العراقي , وبالأخص الشيعي , ولكن ( كلشي يزود عن حده ينكلب ضده ) , فصناعة الأزمات كاداة سياسية أفرحت المالكي وأتباعه , وأفرحتهم أكثر بأنهم إعتقدوا انهم أصحاب برائة الإختراع فيها , بإستحداثها في العراق , وهم يعلمون جيدا أن شخصية الفرد العراقي البائسة عانت وعلى مدى قرون طويلة من أزمة تواتر وديمومة الأزمات في هذا البلد , حت أصبح العراقي مدمنا على حدوث الأزمات , حتى لا نجد يوما فردا يعيش في العراق إلا وتعود على السؤال التالي : ها شنو الأخبار , شكو ماكو .. فكانت هذه الطريقة في نظر المالكي هي الترياق السحري الذي يسحر به اعين الناس ويسترهبهم ,, ويبقيهم على غفلتهم , ولكن الذي حصل هو أنه إتجه من مفهوم صناعة الأزمات , إلى مفهوم صناعة الأعداء , فبدأ بإستعداء الكل وضد الكل , وبدأ يضرب النار في كل الإتجاهات , وإن كانت عمليات صنع الأعداء التي قام بها كانت بترتيب تصاعدي , إلى أن فرغت الساحة من الأعداء , أو فلنقل فرغت من الغرباء , وبدأ ينطلق بهوجائه نحو الأخوة ليصنع منهم الأعداء ... كل ما قلته في النقطة الثانية إستوحيته من مقالة قرئتها من على موقعه الألكتروني المسمى : عراق القانون ,, حيث انزل أحد الأخوة(المالكيين) والذي لم يذكر إسمه على مقالته خوفا من عقاب الله !!! أنزل مقالة بعنوان : المالكي .. بين المجلس والتيار .. يتهجم فيها على رجالات تيار شهيد المحراب والمجلس الأعلى بتجاوزات لفظية , تفتقر لأبسط مقومات المصداقية لإفتقارها لأدلة يمكن أن تقنع القارئ , إضافة الى أن تزامن ما ذكر في المقالة يدل على أن ماكنة صناعة الأزمات الخاصة بالمالكي ,قد ألقت إليه من غيبها السحري بكرة مكتوب عليها إسم المجلس الأعلى , ليتبنى مالكي العصر نبوءة هذه الكرة , ويعمل مع أخوته ما عمل مع السابقين ... فبحثوا في ثنايا ودهاليز مكرهم الشيطاني , فلم يجدا ما يمسكونه على هذا التيار ولا على حكيمه من شيء .. فكان إطلاق التهم الجزاف البهتانية أسهل الطرق في هذا الموقف , ليكثر القال والقيل , ويتيه الأمر على البسيط المسكين من الشعب ... ولكن أقولها لهم .. لم يكن لحكيمنا يوما طمعا في إمارتكم هذه , ووالله لعفطة عنز أهون لديه من إمارتكم التي تستقتلون عليها , إلا ّأن يقيم حقا أو يدحض باطلا , وما شهدناه يوما يخصف نعليه إلا وهو متوجها لفقير او يتيم أو مريض يتفقدهم أسوة بجده , يبتغي بذلك القربى من الله , ويأمل أن يفرح قلب جده أمير المؤمنين : بإقامته ل.................الدولة العصرية العادلة .............. والله أعلم ..
https://telegram.me/buratha