عباس المرياني
قد يكون الائتلاف الوطني قد تاخر كثيرا في تقييم اوضاعه ومعرفة المكان الذي يقف فيه وقدرته على المشاركة الفعلية في قيادة البلد ومعالجة الازمات المتكررة والمفتعلة من قبل بعض الاطراف الرئيسية المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية لما لهذا الائتلاف من مقومات ومميزات كبيرة ومؤثرة يمكن من خلالها توجيه دفة الامور واستثمارها بصورة صحيحة في حلحلة الأزمات والمساهمة في بناء البلد ،ورغم تاخر التشخيص من قبل الائتلاف الوطني الا ان تاخره افضل من ان لا ياتي ابدا.ويمكن اعتبار تكليف السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي من قبل الائتلاف الوطني للتدخل في حل الازمة السياسية العاصفة من خلال تبنيه لمبادرة نابعة من رؤيته العملاقة ودعوة رؤساء الكتل السياسية للاجتماع والتحاور والتفاهم وتفكيك الازمة ووضع الحلول المنطقية التي لا تتعارض مع الدستور امر بمنهى الواقعية وينسجم تماما مع الامكانيات الكبيرة التي يتصف بها السيد الحكيم سواء الفكرية او المقبولية ،وليس من غضاضة او تجاوز او تضعيف او تقليل من شان الجميع اذا قلنا ان ما لدى الاخرون مجتمع عند الحكيم الا ان ما عند الحكيم لا يملكه الاخرين.وكان يمكن للائتلاف الوطني ان يقوم بانجازات كبيرة سواء على مستوى بناء الدولة المدنية العصرية الحديثة او في معالجة الازمات المتكررة او الحد منها لو انهم اتفقت كلمتهم على تكليف السيد عمار الحكيم بمهام فلترة الساحة السياسية والوقوف الى جانبه لان رؤية السيد الحكيم لا يمكن ان تخيب او تتداخل فيها الاهواء والمصالح بدليل ان كل ما دعا اليه الحكيم وما شخصه سواء في رؤيته لمستقبل حكومة المالكي او الحلول المقترحه من قبله لمعالجة الازمات المتكررة كانت كلها صائبة ودقيقة.وطلب الائتلاف الوطني من السيد الحكيم التدخل لحل ومعالجة الازمة الحالية ياتي ضمن سياق المخاوف من نتائج الازمة الحالية وصعوبتها وبالتالي فان هذه الصعوبة وهذه التداعيات تحتم ان ينهض بها الرجال الاكفاء والقادرين على القيادة وتقديم الحلول الصحيحة ومؤكد فان الائتلاف الوطني متيقن من ان السيد عمار الحكيم لديه المؤهلات والصفات والدوافع الحقيقية للنهوض بهذه المهمة على اكمل وجه.وطلب الائتلاف الوطني بتكليف السيد الحكيم للنهوض بهذه المهمة الصعبة ينطلق من مقبولية رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي من قبل جميع الكتل السياسية وبالتالي فان هذه المقبولية ستكون جواز المرور الذي يمكن من خلاله الوصول الى المحطات دون وجود عوائق وعراقيل غير محسوبة العواقب.وقد يكون التوافق في الرؤية بين طرح المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف لمعالجة الازمة الاخيرة والازمات السابقة وبين رؤية وطرح السيد عمار الحكيم عنصر قوة مضاف لاختيار الائتلاف الوطني ولموقف السيد الحكيم في تحركه على القوائم الأخرى للخروج من حالة الاحتقان الطائفي والكساد السياسي الذي يغلف حراك هذه الايام.ان تكليف السيد عمار الحكيم من قبل الائتلاف الوطني يبقى تحرك من طرف واحد ويحتاج الى تكاتف وموافقة الكتل الاخرى وهذه الموافقة والرغبة في التعاون وايجاد الحلول والالتزام بها لا يمكن ان تتحقق الا اذا فكر الجميع بنفس وطني خالص وبعيد عن النفس الحزبي والطائفي وبعيد عن الاحقاد والخوف من النجاح.
https://telegram.me/buratha