سالف سكلاف
في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق وافتعال الازمات من هذا ومن ذاك وضياع الدولة في دهاليز السياسيين وانعدام الرؤيا لمستقبل واضح المعالم ,وتصاعد نبرات الاستقطابات الطائفية في دولة القانون من جهة والقائمة العراقية والمنطقة الغربية من جهة اخرى وهذه الازمة التي جاءت بعد فترة ليست بالطويلة من ازمة اخرى كانت تستقطب الحس القومي بين دولة القانون والتحالف الكردستاني والتي لاتزال ايضاً تُلقي بظلالها على المشهد السياسي العراقي .
وبعد كل هذه الازمات التي تجعل العراق على شفا حفرة ,توقعنا من دولة القانون اصلاح مايمكن اصلاحه حتى لايصبح العراق فريسه مُعّدة للذبح من قبل الاشقاء الاعداء وهم الذين لم ينتهوا بعد من سوريا!
وبدل من ذلك نرى تهجماً وحملات اعلامية من قبل دولة القانون على التيار الصدري وكتلة شهيد المحراب وتمجيداً غير مسبوق بدولة رئيس الوزراء وتصويره للناس على انه حامي العروبة ضد الاكراد وحامي مذهب التشيع ضد السنة وهو صمام الامان للعراق من التقسيم, ولم يبقى الا ان يكون هو القائد الاوحد للعراق والتي عقمت بطون الامهات ان تُنجب مثله.
والمتابع لاحوال كتلة المالكي لاتخفى عليه ان دولة القانون تعتاش بالازمات والتسقيط لحلفائها السياسيين لانها تنظر اليهم بمنظار المنافس لا بمنظار الحليف وانا هنا لا انبري للدفاع عن التيار الصدري لان اقلامهم لم تجف حتى ينبري غيرهم للدفاع عن رموزهم, ولكني اريد ان اذكر انه لولا التيار الصدري لما جلس المالكي على كرسي رئاسة الوزراء ولولا تيار شهيد المحراب لاستطاعت القائمة العراقية ومن دار في فلكها من سحب الثقة عن الحكومة التي يترأسها صنم دولة القانون, على الرغم من رفضهم المشاركة في حكومة السيد المالكي منذ البداية.
ان المالكي ولعلمه بعدم وجود مقبولية سياسية له ولاستحالة حصوله على عدد كاف من المقاعد التي تخوله تشكيل الحكومة المقبلة كان لابد له من افتعال الازمات بل وولادة ازمات جديدة مستخلصة من ازمة قديمة كانت قد حلت او على وشك الحل,باالاضافة الى شعور السيد المالكي بالافلاس السياسي فهو يريد الحصول على مكاسب سياسية قدر الامكان وهذا بالطبع لايأتي الا من خلال تصوير المالكي بطل قومي عربي شيعي وطبعاً لايوجد هناك بطل اذا لم توجد الازمات علاوة على ذلك سيكون المواطن والاعلام مشغولين بالازمة دون النظر الى واقع الخدمات المتردي يوماً بعد اخر ولتغطية الفشل الذريع في ادارة الدولة العراقية سواء على المستوى السياسي او على الصعيد الاجتماعي.
لذا كان لابد للمالكي من ابواق اعلامية فاسدة ومفسدة تنشر فكر الازمات وبدل من ان يكون الاعلام صوت المواطن المغلوب على امره والرقيب على اداء الحكومة اصبح يدور في فلكها فلا نسمع منهم انيناً ولانجوى.
ان تصعيد وافتعال الازمات اتى بالعديد من النكبات التي يمكن تلخيصها بعدة نقاط:
§ ازمة المالكي مع اقليم كردستان ادت الى حصول رئيس الاقليم على شعبية واسعة لم يسبق ان حصل عليها علماً انه من المتعصبين للقومية الكردية ولايدين بولاء الا لقوميته.
§ ازمة المالكي مع المنطقة الغربية والقائمة العراقية عند اعتقال حماية وزير المالية العيساوي ادت الى ارتفاع شعبية العيساوي في تلك المنطقة الى اكثر من 65% في احدث استطلاع للرأي مقابل تراجع اسماء معروفة في الوسط السني.
§ مسك الارض من قبل رجال الدين السلفيين في المحافظات الغربية وعدم قدرة احد على الدخول الى تلك المحافظات دون اذن مسبق من قبلهم حتى لوكان رئيس الوزراء نفسه.
§ تراجع دور المعتدلين في السيطرة على المتظاهرين مما يجعل الحكومة العراقية مظطرة للتفاوض والتعامل مع المتشددين والمدعومين من دول الجوار وبالخصوص من قبل اللوبي القطري-السعودي-التركي على الرغم من كون الازمة كانت في بدايتها نابعة من الداخل ولكن التصرفات الغير محسوبة من قبل جهات في الحكومة العراقية تدين بولائها للمالكي اخرجتها الى المحيط الاقليمي.
§ جعل اخواننا السنة يطمعون بارجاع ماسُلب عنهم في 9/4/2003 حيث انه من البديهيات السياسية ان كل حاكم وان كان جائراً ظالماً لابد له من وجود مؤيدين لحكمه حتى يستطيع التحكم في غالبية المجتمع ومن الواضح ان اغلب مؤيدي الدكتاتور المقبور هم من المنطقة الغربية.
§ امكانية تدخل دول الجوار في الازمة العراقية ودعم اهل السنة بالمال والسلاح لاستعادة العراق في احضان اللوبي القطري-السعودي- التركي.
والمأساة الاخرى هي دعوة الابواق الاعلامية للسيد المالكي بالغاء قانون المسائلة والعدالة لانتفاء الحاجة له وتقريب البعثيين لاستعادة شعبية السيد رئيس الوزراء في المنطقة الغربية وفي نفس الوقت نقل الخلاف والمعركة من المنطقة الغربية الى تيار شهيد المحراب والتيار الصدري والذين اسماهم الكاتب بالمتأمرين على المالكي!
ثم يرجع هذا البوق الذي اردت بمقالي هذا الرد على مايقوله ويتبجح بنشره حيث يقول ان على المالكي تنظيف مؤسساته من خضير الحزاعي ووزير التعليم العالي لانهم يشوهون صورة المالكي عند الشعب العراقي, عجيب من اتى بهم غير المالكي من سيس القضاء غيره ومن تدخل في السلطة التشريعية غيره ومن الغى قوت الشعب غيره حين الغى البطاقة التموينية,ومن ارجع العراق قرناً من الزمان غيره ومن فتت وحدة الصف الشيعي غيره اقول يكفيه عاراً وشناراً ان الامام السستاني لم يستقبله ولو مرة في فترة رئاسته الثانية والحليم تكفيه الاشارة.
https://telegram.me/buratha