المقالات

ايران المظلومة

905 09:55:00 2013-01-15

الشيخ حسن الراشد

لماذا ايران مظلومة ؟

هل هو شعار للتملق والتزلف ام ان هناك شواهد تثبت ان ايران ما بعد العهد الملكي او الشاهنشاهي تحولت من دولة موالية للصهيونية والامبريالية العالمية الى بلد مظلوم يتعرض لابشع اشكال التشويه والانتهاك للحرمة الانسانية عبر نشر الاكاذيب والافتراءات والتقارير المفبركة ضدها من اجل ليس فقط عزلها وتهميش دورها بل وتدميرها وتحويلها الى دولة ضعيفة مفككة ومهشمة بل وحتى فاشلة وذليلة ؟؟ وهل هذه الحملة الشعواء ضدها والثمن الذي تدفعه هو نتيجة لسياساتها المستقلة عن مراكز القرار الاستعمارية وسعيها من اجل ان تكون دولة متقدمة وقوية ومكتفية ذاتيا على كل الاصعدة ؟؟

ايران لم تكن في يوما من الايام دولة معتدية ولا مهاجمة خاصة بعد انتصار الثوة الاسلامية وقيام الجمهورية الاسلامية حيث كانت سياستها ومازالت قائمة على دعم الشعوب المستضعفة والنأي بنفسها من اي عمل عدواني وكان لمثل هذه السياسة ثمن دفعته و تدفعه بشكل مستمر حيث تعرضت للحصار الظالم وتعرضت لحرب شعواء شنها البعثيون الصداميون المجرمون وبدعم صيهوني وغربي وتمويل خليجي من اجل تدميرها واعادتها الى المربع الاول الذي كانت فيه يوم ان كان الشاه الايراني بنظامه يحكمها وهو يأتمر باوامر الغرب ويفرض هيبته على دول المنطقة وكان اقزام الخليج والعرب يتوافدون على اعتاب قصر " نيافران " يقدمون له قسم الولاء والخضوع ويشاركونه الفجور والعهروالعمالة .

ايران اليوم مظلومة لانها تتعرض لابشع الهجوم الاعلامي من قبل من باعوا شرفهم للاجنبي وسلموا الاوطان لمحافل ال ماسون وال صهيون وتحالفوا مع اعداء الانسانية والدين من اجل اسقاط نظامها الوطني المستقل الذي نجمه في صعود مستمر ويتلألأ في الافاق بفضل جهود ابناءه وسعيهم نحو الحصول على علوم المعرفة في كل جوانب الحياة .

ان الحملة الاعلامية الشرسة التي تتعرض لها ايران من قبل ادوات الصهيونية والاذناب هي فريدة من نوعها لم يتعرض لها اي بلد حيث ان الانظمة الذليلة في الخليج وحكام العمالة لاسرائيل تنفق الملياراد من الدولار من اجل اضعافها وافشال تجربتها وتشويه سمعتها وترويضها وابتزازها بل و مولت مشاريع الارهاب والفتنة الطائفية ونشر الثقافة الشوفينية من اجل دق اسفين الفرقة بين شعب ايران والشعوب العربية والاسلامية ولعل المحاولات الحثيثة التي بذلتها وتبذلها الانظمة الفاجرة العربية وخاصة الخليجية لمنع حصول تقارب بين ايران وشعوب المنطقة عبر نشر الاباطايل والافتراءات واشاعة الفرقة المذهبية خير دليل على هذا التوجه الشعبوي الشوفيني والطائفي و التضليلي الحقير .

هل هناك اكثر ظلما من ان يرفع علم بني صهيون واسرائيل في ارض كنانة مصر ويسرح ويمرح الاسرائيليون فيها فيما يمنع بلد مسلم مثل ايران من اقامة اي علاقة مع مصر وشعبها خشية كما يدعيه الافاكون والمفترون وعملاء الكيان العبري من نشر التشيع والفكر الشيعي !؟

في الحقيقة كان الثوار والمناضلون لا يعتبون على مصر المبارك في رفض التقارب بين طهران والقاهرة كون ان النظام السابق كان ملتزما باجندة خارجية وكانت اسرائيل ودول العمالة في الخليج تمارس سياسة العهر والتشويش لمنع التواصل بين الشعبين وكانت تلك الدول تقوم بدور التجييش الطائفي والبلبلة من اجل ابعاد مصر عن ايران ولما جاء الاخوان المسلمون الى الحكم استمرت السياسة ذاتها وبايعاز خليجي

وضغوط اجنبية وكأن ايران هي التي تحتل فلسطين وهي التي جيشت الغرب والناتوا لغزو اراضي المسلمين !!

هل هناك ظلم اكثر من ان يمنع ايران يكون لها اي تواجد فكري وسياسي وثقافي في بعض البلدان بحجة منع انتشار التشيع فيما تلك البلدان تحولت الى بؤرة الفساد الاخلاقي ونشر الفكر الماسوني وثقافة التطبيع مع اعداء الله والانسانية ؟؟

هل هناك ظلم اكثر من ان يطلق على بلد مسلم يدين بدين محمد عليه افضل الصلاة والسلام وشعبه يتوجه في اليوم خمس مرات نحو القبلة للصلاة ويتخذ من القران نهجا ومن الاسلام شريعة وقانونا ومن المقاومة للظلم والعدوان والاستعمار شعارا ان يطلق عليه ببلد المجوس ويصف ابناؤه بانهم مجوس ؟؟

وهل يعلم من يطلقون على الايرانيين بالمجوس ماذا تعني هذه الكلمة ؟

رب العباد في كتابه لم يعطي حق تقسيم البشر والشعوب لاحد الا لنفسه فكيف اعطى الاعراب والشوفينيين ودعاة الفتنة هذا الحق لانفسهم رغم ان المجوسية هي دين اقلية قد لا تتجاوز المئات في ايران ذات الـ90 مليون انسان اغلبهم مسلمون وموحدون يحجون كغيرهم من المسلمين سنويا وبعشرات الالاف الى بيت الله الحرام ويؤدون شعائر الحج كما امر به الله وسنة نبيه عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام ‘ فيما المجوسية اختلف عليها المؤرخون في انهم اما عبدة النار واما انهم يتخذون من النار وسيلة للتقرب الى الله واما انهم اصحاب كتاب سماوي يحترمه كغيره من الاديان المسلمون وغير المسلمين ..

يقول الله في كتابه الكريم :

((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)).صدق الله العلي العظيم الحج 17

هذه الاية المباركة تسلب حق الفصل بين البشر واتباع الديانات وحتى المؤمنين من الناس في يوم القيامة ويعطى رب العباد هذا الحق لنفسه كي لا يتمادي العنصريون والشعوبيون والطائفيون في غيهم لمنح انفسهم حق تقسيم البشر والفصل بينهم اشرار واخيار ! هذا الحق الذي يريد التكفيريون حكره لتفسيراتهم الاجرامية والارهابية من اجل الفصل ونشر ثقافة الفرقة والتقسيم بين البشر مسلمين وغير مسلمين ..

ولربما ان الاية المباركة التي وضعت المجوس في مصاف اهل الكتاب هي استباق قراني لضرب ثقافة التكفير ولمنع استغلال الظاهرة الدينية والمذهبية لايجاد الفرقة والفتنة بين الناس وتحويل امر الفصل في قضية من هذا النوع الخطير الى رب العباد ومنزل الاديان والفرقان .

هذه الاية المباركة رغم ان لاعلاقة بايران الاسلام بالمجوسية بعد ان اعتنق اهلها الاسلام في غابر الزمان الا ان الاية الكريمة تفضح العنصريين والشوفيين والطائفيين وتكشف زيف التكفيريين ودعاة الفصل الطائفي والقومي ..

ايران اليوم تحمل راية الدين المبين ووترفع شعار نصرة المظلوم وتعمل جاهدا على النهوض بالامة الاسلامية والشعوب المقهورة والمظلومة لا تستحق مثل هذا التحامل عليها وشن الهجمة الظالمة اعلاميا وطائفيا ضدها .

الاختلاف في المواقف السياسية والخلاف في امور فكرية لا يعني ان نخلع على من نختلف معه كل صفات الشر والشيطان ونحتكر الحقيقة فقط لانفسنا .

ايران اليوم هي بوابة العزة والكرامة للامة .. ايران اليوم شعار الاستقلال والقوة والمنعة .. ايران اليوم رمز للشرف والتحرير ‘ وما يروجه الطائفيون والشوفينيون ودعاة الفتنة والعنصرية ليس الا فقاعة كفقاعة الصابون .

فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ )) صدق الله العلي العظيم

الشيخ حسن الراشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو يحيى الواسطي
2013-01-15
بسم الله الرحمن الرحيم سماحة الشيخ الراشد المحترم ان الله يدافع عن اللذين امنوا الآية الكريمة كفيلة على عدم قدرة اعداء الله من كافة ماذكرت مادمنا عى يقين ان ايران الاسلام المحمدي الاصيل على حق ولا تعمل الا بما امرها الله ونهاها عن المنكرات التي يقوم بها اعدائه جميعا وليعلم الجميع ان اعداء الحق كثيرون واصحابة قليلوا العدة لكنهم كثيروا القوة كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله فنم يااخي قرير البال (اللهم اجعلنا من المظلومين ولامن الظالمين) والله المستعان على مايصفون والحمد لله رب العالمين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك