بقلم : قاسم محمد الخفاجي
البعض من كتاب المقالات همهم الوحيد تشويه سمعة كثير من الشخصيات الدينية والوطنية كشخصية المرجع الديني الكبير السيد علي السيستاني لا لسبب سوى انتمائه للطائفة الشيعية ولعظيم دوره في المجتمع العراقي ، أنا شخصياً أحاول إن لا أزج بنفسي بمهاترات وسجالات مع أناس لا أصل معهم الى نتيجة بسبب قناعتي بأنهم لا يريدون إن يقتنعوا برأي غير رأيهم سلاحهم ليس العقل والمنطق بل سلاحهم العداء والحسد والتلفيق وتزويق الافتراءات والأكاذيب على من يعادونه أو يحسدونه ، لذا كما ذكرت أرغم نفسي على الترفع عن الخوض في الباطل ومقابلة الإساءة بمثلها واردد دائما هذه الأبيات :وذي سفه يخاطبني بجهل فأنف إن أكون له مجيبايزيد سفاهة وأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا
منذ اليوم الأول لسقوط النظام الديكتاتوري السابق والسيد السيستاني يستأنس السياسيون بآرائه وهو يدير الأمور التي يلجأون إليه بها بعقلية وحكمة ودراية وواقعية كبيرة ،ولا أبالغ عندما أقول لولاه لغرق العراق في محيط الفتن والحروب والمواجهات العرقية والقومية والطائفية .
كان لابد من ممارسة سياسة هادئة وعاقلة وصولا الى التحول الاجتماعي والسياسي المنشود ، كان المرجع الديني السيد السيستاني يؤكد بأن استقلال العراق واستقراره يكون بتظافر الجهود من كل الأطياف والقوى والاتجاهات السياسية والاجتماعية في البلاد ، واستخدام الأساليب المتحضرة والديمقراطية والمدنية سبيلا لتجنيب العراق المزيد من إراقة الدماء وإزهاق أرواح الأبرياء . هذا التوجه يواجه الاستنكار والاستهجان من قبل أولئك الذين يريدون سفك دماء العراقيين لكي يحولوا البلد الى ساحة مفتوحة وغير مقيدة بقانون لتصفية الحسابات وقتل الخصوم واراك القانون والنظام وذبح الناس وإدخال العراق في فوضى ، إذ إن بعض الإطراف داخل وخارج العراق لا تريد ان يستقر العراق لان استقراره لا يصب في مشروع الطائفية التي يريدونها لتقتلع كل عناصر التعايش والإخاء والانسجام المذهبي الديني والتاريخي الذي تطبع عليه العراق .إن المتتبع لفتاوى السيد السيستاني يرى أنها تحرم قتل النفس البريئة وتمنع التعامل مع المحتل والاحتكاك به حتى انه رفض مقابلة الحاكم المدني الأمريكي (بول بريمر) وغيره من السياسيين الأمريكيين وتذكير قيادته وجنوده وضباطه بأنهم محتلون في كل لحظة من جهة أخرى مقرون ذلك بالعمل مع القوى السياسية العراقية سواء في مجلس الحكم أو خارجه لتسهيل شؤون أبناء الشعب العراقي الإدارية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية وتمكينهم من مهمتهم الوطنية وعدم وضع العقبات في طريق نجاح تلك المهمة .من حسن حظ العراق انه يتمتع بوجود شخصية مثل السيد السيستاني حيث إن هذه الشخصية الجليلة التي كانت تحتل المرتبة الأولى بالأهمية فقد كان وما زال لهذا العالم دورا أساسيا بإشاعة السلم بين أبناء الشعب العراقي بعد إن حاولت بعض الجهات إثارة النعرة الطائفية وأخذت تقتل المواطن اعتمادا على الهوية وبناءا على اسمه ولقبه وانتمائه المذهبي ، فهو دعا العراقيين الى ضبط النفس ليفوت الفرصة على المتربصين الذين يعملون على تفتيت وإضعاف هذا البلد.
https://telegram.me/buratha