سعيد البدري
يبدو ان مسلسل الاطراء والحديث عن محاسن المحسنين واصحاب العقول النيرة لاينتهي ومع وجود المبادرات والنوايا المخلصة لايجاد الحلول تبرز نوايا سيئة لاتريد للحلول النفاذ الا عبرهم وكأنهم الهة لايمكن جدالهم او توجيههم بالشكل الصحيح الذي ضلوه وابتعدوا عنه, فمنذ ان اعلنت المرجعية الدينية الشريفة عن رؤيتها بضرورة انصاف المظلومين وتحسين الاداء الحكومي مرورا بجملة مبادرات متسلسلة متصلة قادها السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي وانتهاءا بموقف المرجعية الدينية بضرورة اتباع التهدئة فيما يخص التظاهرات الاخيرة الى اننا نسمع بعد كل مبادرة سيلا من الترحيب والمباركة والتأييد لكن ماذا بعد ذلك؟؟ هل راينا فعلا او تطبيقا يقود لانجاحها والغريب اننا لانعلم حقا بيد من هي خيوط اللعبة ولماذا يرمي هولاء الكرة في ملعب غيرهم في حين نحتاج الى ارادة حقيقية بدل ارادة الترحيب وعرض المواقف اعلاميا . ان ما نخشاه فعلا ان يمضي هولاء واقصد اطراف الازمة دون استثناء بعيدا ويتناسون كل هذه المبادرات مصرين على السير في غيهم وطغيانهم بقيادة البلاد نحو حافة الهاوية, وبدل كل هذا الضجيج الذي نسمع من الاخرين فلابد من قول فصل ينتهي بتبني رأي المرجعيات الدينية وعقلاء القوم وعدم تجاهل لغة الحل بدعوى مقاطعة الفريق الاخر لجلسات مجلس الوزراء او اللجوء الى خيار اجراء انتخابات مبكرة و(دسترة) الامور في غرف مظلمة سيكون اخرها تنصيب البعض انفسهم حكاما مطلقين حين حل البرلمان الذي بات بين ليلة وضحاها معطلا لحركة البلاد ومكبلا لتطلعات شعب ينزف ويقتل والى ان يحين موعد الانتخابات والتي لانعلم هل ستقام ام لا فلا ندري اية سيناريوهات مخجلة التي ستكون في قابل الايام لكننا على يقين ان المماطلة والتسويف والتمسك بالمناصب والكراسي وتغليب لغة المصالح الضيقة ونحن او هم فوق طائلة الحساب والقفز على مصير البلاد لن يقودنا الى المبتغى وسنبقى نراوح في دائرة الفعل ورد الفعل وتبادل الاتهامات وحرب التسقيط وتحشيد الانصار, بينما نحن نعاني شلل الدولة باكملها واعادتها الى لعبة المربعات التي سئمنا ترديدها فهل من حلول وما هي النوايا ؟؟ اكشفوها لنا واطلعونا عليها لعلنا نجد لكم العذر ونصمت لتكونوا انتم المتكلمين واصحاب القرار الصائب وهو ما نشك به اصلا .. ان الترحيب بالمبادرات الحقيقة النابعة من رؤية متزنة واضحة لاتقبل التأويل واللبس والمزايدة امر جيد قطعا والمنتظر ان يشكل نواب الكتل السياسية خصوصا قوى التحالف الوطني والعراقية قوة ضغط لمنع اطراف الازمة من المضي قدما في تخريب البلاد والدفع باتجاه التهدئة واللجوء الى الحوار كونه المخرج الوحيد مع فسح المجال امام المبادرة الاخيرة للمرجعية بأن تأخذ طريقها على ان تعالج الملفات العالقة في اطار الدستور والتفاهمات المشتركة بلا مطاولة ودخول معارك كسر الارادة ولي الاذراع المتبعة حاليا . اما الخيارات الشاذة التي نسمع عنها من اقالة وزراء وحل برلمان والتلويح بزج الشارع في المواجهة فاعتقد انها لن تحل الازمة وسنكون جميعا في مهب ريح الفتنة عندها يكون ايسر ما عليكم"قول اين كانت عقولنا من رؤية خطرها " (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) ... فهل انتم متعضون.
https://telegram.me/buratha