نوال السعيد
سواء وصفناها بأنها مبادرة كمبادراته التي طرحها بخصوص محافظة البصرة ومحافظة ميسان، وبخصوص رعاية الطفولة، وذوي الاحتياجات الخاصة، او نظرنا اليها وتعاملنا معها كأفكار ومقترحات ودعوات، فأن ماطرحه رئيس المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم في مؤتمر اليوم الاسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة يوم السبت الماضي، يمثل التفاتات مهمة جدا لقضايا لاتقل اهمية عن قضايا الامن والسياسة والاقتصاد والخدمات، لانها يمكن ان تؤسس لعملية اصلاح وتوجيه وترميم لمكون اساسي في المنظومة الاجتماعية العراقية وغير العراقية، الا وهو المرأة،،، تأسيس مجلس وطني اعلى للمرأة فكرة قد لاتكون مطروحة مسبقا، وقد لاتكون قد درات في خلد معظم الناس الذين هم في مواقع المسؤولية والمعنيين بشؤون المرأة من مؤسسات حكومية ومنظمات مجتمع مدني، لان الجميع مشغولون اما بقضايا حيوية وحساسة وخطيرة بنظرهم مثل الامن والخدمات وما الى ذلك، او مشغولون بالصراعات فيما بينها حول المواقع والامتيازات والسلطة والنفوذ، ولاتعنيهم مشاكل المرأة كما لاتعنيهم مشاكل الاطفال ومشاكل الخريجين العاطلين عن العمل، ومشاكل المرضى من كبار السن الذين لايجدون مايكفي من المال للعلاج، ولاتعنيهم ملايين الناس التي تعيش اسوأ الظروف الحياتية في بيوت الصفيح والعشوائيات التي باتت ابرز مظاهر البلاد الحضارية والمدنية!!!.يقولون وماذا تريد المرأة وماهي مشاكلها؟؟.. ولهؤلاء اقول ويقول غيري من ملايين النساء ان المرأة في العراق تعاني معاناة مركبة، فهي حالها حال الرجل ترزح تحت وطأة الظروف الصعبة جدا من الناحية الاقتصادية والامنية والحياتية، ومضافا الى ذلك فأنها تأن تحت وطأة القيم والتقاليد الاجتماعية والعشائرية البالية، ومن اضطهاد اخلاقي وسلوكي يبدأ من البيت ويسري الى الشارع والى اماكن العمل والى كل الميادين، ولان المجتمع اهمل القيم الدينية الصحيحة وراح يبحث عن القشور الزائفة لذلك وقعت المرأة ضحية اولى لذلك الضياع والتشتت، ومن هنا كان ماطرحه الحكيم مهما وحيويا فيما لو بادرت الجهات المعنية الى التعامل معه بجدية وعملت على تحويله الى واقع عملي، ولم تدخله في غياهب المزايدات والحسابات السياسية التي عطلت كل شيء في البلد، وراكمت المشاكل والازمات على ابنائه.
https://telegram.me/buratha