بقلم:نوال السعيد
كنت اتصور ان قناة العراقية الفضائية وعموم شبكة الاعلام العراقي سيتحسن ادائها وتعالج بعض نقاط ضعفها حينما تولى مسؤوليتها الاستاذ محمد عبد الجبار الشبوط، لما له من تجربة اعلامية مهنية طويلة وثقافة وفهم للواقع السياسي الذي نعيشه في العراق، ولكن للاسف ذهبت تصوراتي ادراج الرياح، فالاستاذ الشبوط اثبت انه شخص مثله مثل غيره الكثيرين يبحث عن المناصب والامتيازات والوجاهات ليس الا، وان انتقاداته الحادة واللاذعة وملاحظاته حول اداء الحكومة وبعض رموزها وفي مقدمتهم رئيسها السيد نوري المالكي لم تكن سوى تعبير عن غضب واحتقان واستياء لعدم حصوله على الموقع الذي يستحقه بحسب مايراه استنادا الى تأريخه النضالي وتجربته المهنية. فالشبوط تماهى بصورة شبه كاملة او كاملة مع الوضع العام في البلاد بكل سلبياته واخطائه، وبدلا من ان يصحح مسيرة ومنهجية شبكة الاعلام العراقية فأنه راح يكرس اخطائها وسلبياتها وانحرافاتها الاخلاقية والمهنية والسياسية، واصبح كل همه ارضاء طرف معين يمسك بزمام الامور وفي يديه البذل والعطاء، وفي امكانه ان ينصب فلان ويقصي علان، ولان الاستاذ الشبوط لايرغب مغادرة موقعه فأنه رأى ان عليه ان يروج ويطبل لصالح من كان ينتقده بالامس اشد الانتقادات.كيف بالاستاذ الشبوط ان يقبل وهو السياسي صاحب التأريخ النضالي المشرف، والاعلامي المحترف والكاتب والمثقف الحر ان تعرض قناة العراقية برنامجا تافها وضحلا عن السمك ولاتبث ولو مقاطع من خطاب لزعيم سياسي له ثقله وحضوره وفاعليته وجماهيره، وهو يتناول فيه طبيعة المخاطر والتحديات التي تواجه البلد، في اعتقادي وفهمي القاصر ان السبب الذي جعل الاستاذ الشبوط او مساعديه في شبكة الاعلام العراقي يعرضون برنامج السمك ويتجاهلون خطاب عمار الحكيم في مؤتمر الانتفاضة الشعبية هو حتى لايخشرون رضى السيد المالكي، ولايثيرون غضبه عليهم، والذي يمكن ان يلقي بهم الى الشارع.
https://telegram.me/buratha