المقالات

نظير الهزائم السياسية تفاءلوا بالنصر ولو في ملعب الـ (طوبة)

733 00:55:00 2013-01-16

القاضي منير حداد

رائحة النصر المنبعثة من حشائش ملعب كرة القدم، تفغم انوف الشباب، فيندفعون موغلين في التفاؤل، وهذا حسبهم، فهم شباب، في عمر غض لا يتحمل هزائم السياسة التي احبطت فرح العراقيين بسقوط الطاغية المقبور صدام حسين.الشباب غير معني بتحمل مسؤولية اخفاق الكبار الذين يعدون آباء سياسيين للوطن، يأكلون الحصرم وأبناء الشعب يضرسون؛ ما يجعل كرة القدم، وسواها من السعادات الشخصية البسيطة، مبعث فرح مؤقت، يشمل حواس الصبي باعطافه، فيلهيه عن القلق العام، باستقرار شخصي، ويشغله عن الاضطراب المطلق، بهدوء نسبي.. خاص.لذا تترتب على مباراة بكرة القدم، واضحة النتيجة، مثل مباراة منتخبنا ضد المنتخب اليمني في خليجي واحد وعشرين مساء السبت.. الثاني عشر من كانون الثاني 2013، استحقاقات عاطفية، بلورها الشباب في مسائر للفرح، شغلت برد الشتاء بصعادات ضوئية، واهازيج تناكف الساسة، الذين يجدون مناصبهم اكثر رسوخا في الثبات، كلما تلجلج الشعب منقسما على نفسه.اذ اجمعت الاهازيج على الترديد: "هذا الكاس إلنا.. للشيعة والسنة" في صرخة تلقائية تؤكد، ان الله فطر العراق من شيعة وسنة ومسيحيين وصابئة وأيزيديين وعرب وكرد وتركمان، وهي ليست مشكلة الا بقدر ما يريدها، خلفاء بني العباس الضعفاء، مشكلة، يحتمون بها، وراء انقسامات الاشاعرة المعتزلة والسنة والشيعة، يتخذون من الاقوى اولياء، ذودا عن عروشهم الخاوية التي ورثوها وهم غير مؤهلين للتبسط في الجلوس عليها، أمراء يئمون الجواري، مخمورين في محراب الشيطان.تبعا.. انساق وراءهم حكام العراق على تعاقب الدهور، من زمن الدويلات الى العثمانيين والانكليز، حتى الملكية وجمهورية العسكر.خراب فكري يسلمنا الى فساد مالي يحط تعبا على خازوق الجندرمة فيصليه العسكر رشقة رصاص تقتل البريء قبل المسيء وتطمر الاحياء في معتقلات الامن العامة، ولما حررتنا امريكا من طغيان صدام، قفز شذاذ الآفاق على العملية السياسة يمتطونها مصدر مال جف له ضرع العراق الحلوب، الذي اغرقوه بالارهاب عمدا كي ينشغل عن المطالبة بالخدمات تطبيقا لمقولة الحجاج: "لأجعلن لكل رجل منكم شغلا في بدنه".غياب الخدمات وتأويل المطالبة بها، على انها اصطفاف طائفي ضد الوطنية، كلام اكبر من حداثة اعمار الشباب المبتهجين بفوز العراق على اليمن، كرويا.ما يوجب ايجاد اساب للفرح، تتفاءل بها الاجيال ريثما يجيء نصر الله والفتح، بمجار للامطار، لا يهرب بتخصيصات مقاولتها ابن عم ولي سياسي معصوم عن الملاحقة القانونية، وتمطر السماء مولدات كهربائية عملاقة، تنتصب من تلقاء صلاة (الكهربة) يؤديها معمم قبل تسلم حقوقه الشرعية من اضرحة الائمة.يحتاج العراقيون الف مباراة يفوز فيها منتخبنا، كي يفرحون، من دون خدمات ولا صحة ولا ماء ولا مجار ولا كهرباء ولا تبليط ولا مدارس ولا وظائف، يحتاج العراقيون تفاؤلا يفرج عن احتقانات الظروف المفتعلة، نظير حاجتنا لافتعال اسباب للفرح تفرج عن طاقات الشباب في مسارب مثلى.كرة القدم، وسلية ملائمة لأرساء دعائم سياقات معنوية تنتظم الوان طيف شعب يصطف منتصرا ولو في ساحة الـ (طوبة) شيعة وسنة.. عربا وكردا.. طوائف وقوميات أخرى، كلها من دون خدمات تتفاءل بوطن منتصر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك