بدءاً نعزّيك على ثقل المهمّة التي كُلّفتم بحملها نيابة عن الائتلاف الوطني لحلحلة الازمة السياسيّة ,وفي ذات الوقت نهنيء انفسنا بها لعلمنا اوّلاً بأنكم ممن يصحُّ فيهم قول الشاعر : وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم وثانياً لأنّه اقرار بفشل مخططات البعض الخائبة لتهميشكم حين صرّحوا بانهم سيجعلوا المجلس منظمة مجتمع مدني مهمّتها توزيع الماء على زوّار الحسين عليه السلام,ظنّاً منهم ان خدمة زوّار ابي عبد الله الحسين مهانة ومذلّة متناسين ان كل ماعندنا من كربلاء، وغافلين عن قول الشاعر: وان النار ليس تمسّ جسماً عليه تراب زوّار الحسينِ سيدنا الجليل :انَّ أُسِّ المشكلة هي في عدم شعور قطاع كبير من شعبنا بالأمان .
فالحلول التي ترضي الجميع هي التي تطبّق دونما إستثناءات ,فالعيب ليس في قانون المسائلة والعدالة لكنّه في الاستثناءآت التي تنتج من تطبيقه والتي تتيح للحكومة ان تستثني حامل 22 نوط شجاعة وسيفي القادسية وصديق "الرئيس" وتجعله رئيساً لجهاز امني خطير!! وتستثني مدير امن منطقة جنوبيّة ليصبح قائد قوات، وتستثني قيادي في فدائيي صدّام لتجعله قيادي في مديرية الاستخبارات او في مكتب القائد العام!
وكان شفيع هؤلاء وامثالهم بالمئات وبالالاف انهم شيعة ,وكأن انتمائهم المذهبي عاصم لهم عن الاجرام ,ولو كان كذلك لما تفانوا في خدمة الطاغية المجرم. في مقابل ذلك تنام آلاف معاملات التقاعد والبيع والشراء في هيئة المسائلة والعدالة لأن اصحابها بعثيّون سنّة,وكأن المجرم الشيعي الطف وأرق من المجرم السني، (رغم ان كل الدلالات تشير الى ان الشيعي حين كان ينضوي تحت خيمة صدّام، كان يتصرّف بمنتهى الشراسة،لان عقله الباطن يوحي له بانه مشكوك بولاءه لصدّام، لكونه شيعي فعليه ان يوغل في دماء ابناء طائفته خلافاً للسني الذي كان يتصرّف بشعور من الثقة والامان)...
وكذا الامر في قانون مكافحة الارهاب والمادة اربعة ارهاب فإنها هي الاخرى نموذج لقانون مطلوب في حرب العراق الشرسة ضد الارهاب ,ولكن الكارثة في التطبيق لهذه المادة وفي تمادي بعض ضعاف النفوس من صغار وكبار القادة العسكريين والامنيين والمحققين بحملات الاعتقال على الهويّة ,والتي كانت مصدر اثراء وفساد مالي يزكم الانوف,فمن يريد ان يثري من هؤلاء (الذين نتمنّى ان يكونو قلّة )فإنّ فرصته تسنح حين يسمح موقعه بالاغارة على ناحية او قضاء سنّي فحينها ليس اسهل من اعتقال 100 رجل ثم مساومتهم على الافراج وحينها يبيعون مالهم وحلالهم ليخرجوا من الاقبية!!
ودليلنا على ذلك بسيط جداً ففي حسبة رياضيّة لاأسهل ولاأوضح منها :فإن علينا ان نخمّن كم عدد كل الارهابيين في العراق من اقصاه الى اقصاه..هل هم الف ..الفان ..ثلاثة آلاف ..لنقل انهم خمسة آلاف رغم انه رقم خطير جداً لانه يعني قرابة الالف خليّة ارهابية ..دعنا نقول انهم عشرة آلاف وهذا مستحيل ولكن حتى لو صحَّ فلنسأل انفسنا كم اعتقلت القوات الامنية من بداية عملها لحد الان ؟سنجد انها في حملاتها قد اعتقلت قرابة المائة الف ,فكيف يتم اعتقال عشرة اضعاف الارهابيين المفترضين ولا يتم في ذات الوقت القضاء على العشرة آلاف وعلى الارهاب ؟!! ان الاجابة تكمن في ان الاعتقالات كانت (عامي شامي ) ولو كانت دقيقة لقضينا على كل خلايا الارهاب في كل العراق ,وبالفعل اضطر القضاء للافراج عن ثلاثة ارباع المعتقلين ولكن بعد ان حُلِبوا ,فمابالك اذا كان 95% منهم من ابناء الغربية ومن السنّة ؟!!.
إذن نحن امام مظلوميّة حقيقيّة ,دون ان يغيب عنّا استغلال سياسيين فاسدين من ذات المحافظات لمظلوميّة هؤلاء لأغراضهم وربما لأغراض دول وأجندات ,ولكن لو رُفعت المظلوميّات لحرمنا مجرمينا (الذين يحلبونهم) ومجرميهم (الذين يحلبون أحلامهم ),ولرضي الجميع بالقوانين والانظمة الخالية من الاستثناءآت ,والا قل لي بربّك من يعترض من اصحاب المركبات على الضوء الاحمر في ترفكات الشوارع حين يضيء في التقاطع؟ الاجابة :لاأحد لأنّه ينظِّم السير ويسري على الجميع ,ولكن اذا أضاء ولم يلتزم به موكب لمسؤول او سيارة تابعة للشرطة فحينها ينقم كل اصحاب المركبات ويشتموا القانون ويلعنوا سنسفيل ابو الترفيك لانه حين تبدأ الاستثناءات فإنها تشرشح القوانين. نحن نحتاج في هذا المنعطف الى وقفة مصارحة مع الذات ونحتاج الى تفكيك مطالب المتظاهرين عن مطالب الساسة الذين يستغلون معاناتهم ,فحرام ان نظلم هؤلاء مرتين.وللحديث بقيّة....منسي القانع
19/5/13116
https://telegram.me/buratha