المقالات

المرجعية، بيضة القبان .....بقلم: د.عادل عبد المهدي *نائب رئيس الجمهورية المستقيل

822 17:14:00 2013-01-16

 

ينتقد البعض المرجعية لعدم تدخلها وينتقد اخرون كثرة تدخلها.. وكلٌ يريد جذبها لرؤاه.. ويحاول غيرهم استغلال مواقفها بتفريغها من مضامينها..

فتدور الايام وتتغير المطالبات، اما هي فثابتة بمواقفها وموازينها. نظمت مقاومة الاحتلال ووقفت مع الجيوش العثمانية رغم ظلم الدولة، فحفظ بيضة الاسلام لها اولويتها. قادت ثورات الاستقلال والعشرين..

 وعندما جاء الاستحقاق، وغبن ابناء الجنوب والفرات، لم تعلن الثورة بل مارست الضغط والنصيحة.. وعندما جاءت الجمهورية وحصل تطرف اصطبغ بلون الدم تصدت له..

وعندما اراد قاسم اجتياح الكويت وضعت الحواجز امامه.. وعندما جاء انقلاب 1963 محولاً القصور والملاعب والبيوت لسجون وغرف تعذيب ومنصات اعدام، ادانت ذلك..

وبعد مجيء عارف واندلاع العمليات العسكرية افتت بحرمة مقاتلة الكرد، في وقت دعم وعاظ القصر العمليات. وقفت ضد الظلم بغض النظر عن المذهب والقومية والدين. ومع صدام وسيطرة مسلسل الدم لينال اكثر فاكثر المراجع العظام واسرهم والمجتهدين الكبار وابناء الشعب، تهجيراً وتخويناً واعداماً وسجناً واختراقاً وارتهاناً، وقتلهم صبراً، تُركت المرجعية وجراحها، ولم يقف كثيرون معها، ولو باضعف الايمان.

فالمرجعية قوية عندما تسكت وعندما تتكلم.. وتعمل ليل نهار بوسائلها وبدون ضجة وادعاء.. واجبنا التعلم منها بدل اعطائها الدروس.. فهناك من اذا ركب البحر ينسى ان المرجعية هي البحر بهدوئه وامواجه. كلمات قليلة دقيقة بلغتها وتوقيتها وتتعطل سياسات دول عظمى، كما في قضية الدستور، فهذه هي المرجعية.. وعندما تخرج الملايين وتجدد بيعتها لائمة العدل، فهذه هي المرجعية. ومع كل المآسي والمقابر الجماعية لكنها منعت من الانتقام.. وطالبت دائماً بترك الامر لقضاء عادل نزيه.. وانهاء الاجراءات الاستثنائية التي تؤسس لظلم جديد على انقاض ظلم قديم. ورغم القتل الجماعي الذي استهدف الشيعة، خصوصاً، من قبل ارهابيين يرفعون الوية التسنن، بهدف الفتنة، لم تترك مقولة السنة انفسكم وليس اخوانكم فقط..

وعندما يُظلم السنة من حكومة فيها اغلبية شيعية، تقاطع المرجعية المسؤولين وتدعم حرية المتظاهرين وضرورة الاستجابة لمطالبهم المشروعة.. وترفض السياسات التمييزية البعيدة عن الدستور وتوازناته وتكامله، كما ترفض التفسيرات الخاطئة له. هكذا المرجعية.. وهكذا يجب ان تكون كل المرجعيات.. فان تعلمنا جميعاً الدفاع عن الاخر، وليس عن انفسنا فقط، فلن نخاف هجوم الاخر ولن يخاف هجومنا.. وسنقبر الفتن الطائفية والقومية واي شكل لها، مرة والى الابد

تح:علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد الغبان
2013-01-17
أحسنت 10\10 نتمنى الاستمرار في كتاباتكم القيمة . بارك الله فيك
محمد المالكي
2013-01-17
صدقت أيها المحترم في كل ما ذكرت ..... فواجبنا هو ان نسمع لها ونطيع ..... صح لسانك ودام بيانك .....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك