كاظم الجابري
.....هناك ترقب حذر في الشارع العراقي بعد سماعه طلب كتل الائتلاف الوطني من السيد عمار الحكيم الدعوة الى اجتماع الطاولة المستديرة للنظر في حل الازمة الراهنة بين الحكومة والمتظاهرين في المحافظات الغربية شمال بغداد , بعدما شهدت الايام الاخيرة تطور ملحوظ في علاقة المالكي بالسيد عمار الحكيم وتبادل الزيارات والحوارات من اجل ايجاد سبل تعاون مشترك وحوارات مشتركة تخص العلاقة الحزبين الكبيرين والوضع السياسي الراهن .والسؤال المطروح هنا هل يستطيع السيد عمار الحكيم ان يقوم بما لم يستطع القيام به رئيس الجمهورية جلال الطالباني قبل تأزم وضعه الصحي ؟ وذلك من خلال جمع الفرقاء على طاولة الحوار لحل الأزمة الراهنة والخروج منها بتوافقات تضمن حق الجميع باستخدام تأثيره الكبير على الطرف السني وعلاقته الجيدة مع القائمة العراقية وبقية الاطراف الاخرى المشاركة في العملية السياسية .ان عملية الخروج من الأزمة مفتاحها بيد المالكي نفسه لأنه هو من تسبب بتأزم الأوضاع وهو من يمسك بخيوط حلها لأنعدام ثقة الأطراف المتنازعة به وخوفهم من عدم إيفاءه بوعوده كما فعلها أكثر من مرة في تعاطيه مع ملف اتفاقية اربيل وملف علاقة المركز بالاقليم .ان السيد عمار الحكيم قادرعلى إنقاذ العراق والعملية السياسية من شراك المأزق الذي وضعتنا فيه سياسة المالكي في ادارة الدولة , إلا انه بالمقابل يجب ان يحذر من ان يوقعه المالكي بشراكه , لانه ليس لديه ثبات في الموقف وخطواته محسوبة تصب في مصلحته الحزبية والشخصية وقد ينقلب على عقبيه كما فعلها في ازمته مع الكرد وغيرها من المواقف التي امتدت إليه فيها يد المجلس الاعلى لتنقذه من الغرق في بحر قراراته وخططه التوسعية التي تهدف الى إعادة العراق الى الحكم الشمولي السلطوي الذي لا يؤمن بالشراكة الوطنية ويريد للعراق ان تقوده فئة او طائفة .ان ثقة الأطراف السياسية المتنازعة بالسيد عمار الحكيم تجعل دوره محوريا في الخروج من الأزمة شرط ان يلتزم المالكي بما ستنتج عنه لقاءات المصارحة والمصالحة ونتائج اجتماع الطاولة المستديرة والتي نأمل من السيد عمار الحكيم السعي وبسرعة الى دعوة الفرقاء السياسيين اليها لانها السبيل الوحيد لحل الازمة .
https://telegram.me/buratha