المقالات

قرة عين الشعب بعودة اعضاء الشعب/

3347 23:28:00 2013-01-16

جمعة العطواني

كنا نتصور ان عهد العراق الجديد يتميز عن مرحلة الطاغوت البعثي من خلال ان القرارات لاتتخذ ب(جرة قلم )او (مزاج سياسي) ، بل انها قوانين تتخذ في داخل قبة برلمان يمثل الشعب خير تمثيل ، وهذا ما يضفي قيمة شرعية ومشروعية على تلك القوانين ، الا اننا تفاجانا بان شيئا من هذا القبيل لم يحصل كيف ؟

حيث طلت علينا اللجنة الوزارية برئاسة الدكتور حسين الشهرستاني لتعلن عن تعديلات على قانون المساءلة والعدالة اقرها مجلس الوزراء ، ويتضمن التعديل (السماح لجميع البعثيين من هم بدرجة عضو شعبة بالعودة الى دوائرهم ، او طلب الاحالة على التقاعد ، مع الاحتفاظ بجميع حقوقهم ) ، ولم يبق ممن شملوا بقانون المساءلة والعدالة الا من هم بدرجة عضو فرع فما فوق !

ثم يعلن رئيس هياة المساءلة والعدالة عن اكمال ملفات اكثر من عشرة الاف مشمول بقانون المساءلة والعدالة لغرض احالتهم على التقاعد او العودة الى دوائرهم، وارجاع اكثر من 4200 دار لاصحابها من كبار البعثيين الذين شاركوا بهدم دور الشيعة على رؤوس اصحابها في تسعينات القرن الماضي !!!

انه مكر السياسين الذين وصلوا الى مرحلة من الاستعداد للتضحية بكل الاستحقاقات السياسية والاجتماعية من اجل البقاء في السلطة ، فالسلطة اصبحت (قدس الاقداس ) امام اغلب الساسة الشيعة ، فالحديث عن ابناء المقابر الجماعية وعذاباتهم خلال خمس وثلاثين عاما من تسلط البعث والبعثيين على رقاب العراق لم يسلم منهم بيت من بيوت اتباع اهل البيت ( ع) اصبح حديثا مجا فجا لدى البعض، وانك عنما تتحدث عن الواجب الاخلاقي والشرعي الذي يفرض على الطبقة السياسية الشيعية تحديدا بالعمل على عدم السماح لاولئك الذين انتفخت بطونهم من المال الحرام الذي حصلوا عليه مقابل ذبح وتركيع واذلال شيعة امير المؤمنيين (ع) تجد اغلب السياسين الشيعة يشمئزون من هذا الحديث ، كونه يتقاطع مع (متطلبات) المرحلة .

ان ما انجزته هياة المساءلة والعدالة بشهر من خلال ارجاع اكثر من عشرة الاف بعثي بدرجة عضو شعبة وفرقة بايام ، يتجاوز ما انجزته مؤسسة الشهداء بعشر سنيين . ان من يقرا بدقة قانون المساءلة والعدالة ويرى الاستنثاءات التي اجريت عليه مؤخرا يجد انه لم يبق من القانون الا اسمه ، حيث افرغ هذا القانون من كل محتوى فيه ، واذا كان هناك من يتمسك بشماعة ان (هذا القانون يستثي اعضاء الفروع فما فوق في حزب البعث المقبور ) ، فنقول لهؤلاء ان اعضاء الفروع فما فوق لم يعودوا بحاجة الى استثناءاتكم فقد رفض هؤلاء العملية السياسية بكاملها ، وعملوا توأمة مع تنظيم القاعدة في قتل العراقيين ، وهم يتلقون الدعم المالي والسياسي من قطر وتركيا ، وحتى من امريكا التي عقدت معهم مؤتمر في حمص في عام 2007م ، ولو وجدتم فيهم رغبة للعودة الى العراق لما قصرتم في استثنائهم من هذا القانون .

ان افراغ هذا القانون من محتواه وابقاء الاسم كشعار، لايعدو الا ان يكون رماد يذر في عيون ضحايا البعث ، من ابناء الشهداء ، ومعذبي السجون من اجل اسكاتهم خشية ان يقولوا لماذ الغيتم هذا القانون ، وخشية ردة الفعل من ضحايا البعث ، انه دهاء معاوية اختمر في قلوب بعض ساسة الشيعة ، هاهي مقولة السيد الشهيد محمد باقر الصدر( قدس) شاخصة اليوم امام كل من يدعي انه خريج مدرسته ، اذ يقول السيد الشهيد ( عرضت عليكم دنيا هارون ورفضتموها ؟) ، بمعنى عندما تعرض عليكم دنيا هارون الرشيد العباسي ولم تقبلوا بها ، كونها تتقاطع مع مبادئكم عند ذلك من حقكم ان تقولوا (لعنة الله على هارون )، هاهم ساسة شيعة العراق تعرض عليهم عشر معشار دنيا هارون واشتروها بدما العلماء الشهداء ، وبعذابات الرجالات ، الذين قدموا ارواحهم من اجل ان يكونوا مصداقا لقول الشهيد الصدر ( لو كان اصبعي بعثيا لقطعته ) . تلك الدماء التي ورث ثمارها ساستنا اليوم ليتاجروا بها باثمان بخسة ، فلم تقطع الاصبع كونها بعثية ، بل لم يكتفوا بعودة صغار البعثيين ، بل اليوم عادوا ليعيدوا كبار البعثين ( عضو شعبة ) ، بل وتحتسب لهم سنوات الجريمة سنوات خدمة ، مكافاة لهم على ما ارتكبوه من جرائم بحق العراقيين .

يروي احد الضباط يقول في احد الاجتماعات للقيادة العسكرية الحالية اجتمع عدد غير قليل من كبار ضباط الجيش العراقي الجديد ( القديم ) وكلهم بعثيون كبار ، فقال المسؤول الكبير ساخرا ( لاينقصنا فقط ترديد شعار البعث - امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة- الذي كنا نردده ايام البعث )

هنيئا لامهات الشهداء ، وهنيئا لاخوات الشهداء ، وهنيئا للمعذبين في قعر سجون البعث على هذا الاستخفاف بكرامتهم ومشاعرهم ، بهذه العودة اللاميمونة للبعثيين وهنيئا لهم بهذه الطبقة السياسية التي جرفتها سيول دماء المعذبين حتى عادوا يؤاخون البعثيين وينادمونهم على موائد السياسة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي احمد
2013-01-29
اخواني الى متى نبقى متفرقين اين اسلامنا اين ايماننا والباري عز وجل يقول ادفع بالتي هي احسن نثير الطائفيه في كل رد وفي كل موقع ثم نلعن الطائفيين اين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكه وهم اللذين طردوه وحاربوه وراى منهم اشد انواع الاذى ولما امكنه الله منهم قال اذهبوا فانتم الطلقاء
احمد محمد علي
2013-01-26
لقد قالها الشهيد الصدر أبا جعفر هل عرضت عليكم دنيا هارون؟ نعم لقد عرضت دنيا هارون على هؤلاء فنسوا حظهم وغرتهم الدنيا ، دنيا السلطة والمال فتناسوا كل تلك الدماء الطاهرة الزكية التي سيلت على ارض علي ( ع) دماء ال حكيم وال صدر دماء علماؤنا وشهدائنا وابنائنا ونسائنا واخواتنا ، ولكن للحق فاني اعرف العديد من حزب الدعوة لم يقبلوا باي منصب حكومي ولم يلتحقوا بركب هؤلاء ، قالها الشيخ في محاضراته وأقولها حافظوا على سلاحكم يا شيعة علي فلم تنتهي معركتنا مع البعث والوهابية
علی
2013-01-26
یا اخوان الشیعه : لا تبالغوا فی نقدکم اللاذع کی لا یستفید العدو من کلامکم بما لا ترضون به و انصحوا الاخ المالکی و مساعدیه و انصروه و کونوا متعاطفین معه مع التحذیر و التنبیه له بما یجب بکلام طیب .فان دوله المالکی کاننت فی هذه الاعوام تحت ضغط الرب النواصب الذین یظهرون احقادهم الیوم فی مظاهرات الانبار و نینوی بلا خوف من التفجیرات رغم مرور شهر لانهم یعرفون الارهابیین ، لم یقع فیهم تفجیر واحد لانهم ید واحده و مع ذلک انجز مکاسب عظیمه و المشاغبین من الشیعه کانوا متعاونین مع اعداء الشیعه طوال هذه الا
الدكتور شريف العراقي
2013-01-23
اين يذهب المالكي والشهرستاني من عقاب الله
حسين .العراق
2013-01-22
اللهم العن البعث الكافر وكل الذين انتموا اليه والعن من يويد البعث المجرم ويدعو لعودته بغير تسمية على راسهم صدام الكافر واستشهد بقول الشهيد الثاني (من نال شرف العضوية في حزب البعث الكافر فلا شرف له ) الله ينتقم منكم يا بعثية
حميد
2013-01-21
لااجيد الحديث في الكلام المنمق والمعسول وبصراحه انظر لكل من يتكلم بهذا الطريقه المعسوليه وبدون تطبيق بأنه منافق فلنتكلم بصراحه ,لي رأي ومتمسكا به وكلما دار حديث مع اصدقائي استشهدت به, رأي أنظر للبعث بأنه ايديولوجيه تخريبيه بمعناه الواسع والشامل أنظر للاسف لشعبي وبعد مرور عشره سنوات هو لازال في داخل هذه الايديولوجيه وينفذ اجندتها مع علمه بخرابها انظر كذلك بان البعثين ولوا صحيح ولكن ايديولوجيه البعث لازالت ,فمتما الشعب رفض هذه الايديولوجيه عند ذاك يمكن القول لامجال لعوده البعثين
عباس حميد صالح البلداوي
2013-01-21
قرة عين المالكي بهذه الانجازات العظيمة التي حققها للشهداء ولاسرهم وحتى الان المجرمين المسؤولين عن مجازر بلد ما تقدموا للمحكمة ولا تحاكموا مع الاسف هذا المالكي اللي صعد بدم شهداءنا مستعد كل يسوي حتى يبقى بالسلطة ويقدم اي تنازل للبعثيين المجرمين المهم يرضون عنه ولكن هل قدم شئ لعوائل الشهداء هل حضرته شكل لجنة لتفقد عوائل الشهداء مثل لجنة الشهرستاني هل زاروا المدن المنكوبة بجرائم صدام كل شئ لم يقدمو وبخيرها ما خيروني وبشرهم عموا علي وتعالو دافعو عنا بوجه الطائفيين الانجاس والله عيب عليكم وموتكم اهون
العلوية
2013-01-20
والله ندفنهم بالحياة وناخذ حقنة بايدنا وبعد مانهتم
بدر الربيعي
2013-01-20
قرة عين حزب الدعوة المجاهد!!!!! قال السيد الشهيد الصدر ..لوكان اصبعي بعثيا لقطعته ...نم قرير العين سيدي ابا جعفر يامن وهبت نفسك الزكية لهذا العراق الذي تربع على كراسي الحكم فيه الدعوجية الجدد ( انصاف الثورات ) فانهم قد تصالحوا مع اخوانهم البعثية وذهبت دماء الشهداء الى الجحيم والمعذبين في السجون والمشردون والايتام لخاطر عيون ابو اسراء من اجل ان يبقى جالسا على كرسيا خاويا ...وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والموت للبعثية ومن والاهم
ام محمد
2013-01-19
لم يكفينا البعثيين المسمومين والقتلة الموجودين وبكثرة في الدوائر وخاصة في وزارة الثقافة ..الله يكون في عوننا نحن ضحايا الزنديق صدام ابن ابيه. والله انهم يقتلوننا ببط.. الا من ينقذنا من هؤلاء. واضيف.. منهم من يتبجح ويدعي انتمائه الى المجلس وهذا ما حدث معي.
عراقي
2013-01-18
ما فرق بين دكتاتورية المالكي و دكتاتورية صدام ؟؟ كلاهما ادخل العراق في متاهات مظلمة بسبب عقلية القائد الضرورة
العابد
2013-01-17
(حاكم ظالم وشعب مستضعف ذليل)هذا هو الوضع الطبيعي لهذا البلد وهذه هي الحقيقة المره والتاريخ خير شاهد على ذلك.
عماد الزهيري
2013-01-17
ربما لا يختلف عاقل مع ما طرحه الشيخ العطواني لكن علينا نسأل ما هي الاسباب الاخرى غير ما ذكر أليس تفرق الشيعة عن حقهم واجتماع اعدائهم على باطلهم السبب الرئيسي في كل التنازلات السابقة والتي سوف تأتي لاحقا
المهندس علي
2013-01-17
يظهر ان السياسين اصحاب الامتيازات والدرجات الخاصة نسوا معاناة وعذاب الشعب العراقي ونسوا الشهداء اللذين اعدموا وشهداءالمقابرالجماعية وحلبجة والانفال ونسوا جرائم البعث الشنيعة ضدجميع شرائح المجتمع العراقي وكذلك لم يسلم منهم حتى الحيوان والنبات.وان عوائل الشهداء لازالت تعاني!ياساسة لاتتاجروا بدماء ضحايا البعث وكفى تنازلات.نرجوا من القنوات الفضائية الشريفة ومنها قناة الفرات ان تعرض جرائم البعث الصدامي يوميا كي لاينسى السياسين ماجرى على الشعب العراقي لانهم مع الاسف التهوا بامورهم الخاصة ونسوا الشعب!!
ابو سجاد
2013-01-17
عندما خرج الشهرستاني بتلك الطلعة الا مبروكة وهو يقدم لمن قتل ابناء هذا الشعب المظلوم كل مايريدون من امتيازات وحتى الذين هربو الى خارج البلد بالعودة واستلام امتيازاتهم الممنوحة ليس من جيب الشهرستاني ولكن من قوت هذا الشعب يعني وهب الامير بمالايملك البعثيين الذين تلطخت ايديهم بدماء هذا الشعب كل هذا من اجل الكرسي حب الكرسي اكبر من حب الدين واكبر من حب القيم واكبرمن حب تلك الدماء التي سالت وتفجرت بايادي من منحهم الشهرستاني كل هذه الامتيازات ولكن الشهرستاني لم يذق طعم المر الذي ذقناه من البعثية ؟؟؟
علي
2013-01-17
هنيا للشهب العراقي قلتها سابقا ان المالكي يبيع الشيعة والسنة والشعب العراقي كله بما فيهم عائلته في سبيل الكرسي ولاثبت الايام ذلك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك