الحاج هادي العكيلي
قد يضرب المثل القائل (( جوية العجل على ذيله)) للتنبيه على معرفة مواطن الداء وتشخصيه ، فقد يصاب العجل ( ولد البقرة ) حين تضعه أمه بمرض يعرف عند القرويين ( أبو هدلان ) ومن أعراض هذا المرض تراخي أذان العجل فيعتمد أهل القرى الى معالجته بطلاء جلد العجل بالطحين ، فأذا لم يجد نفعاً عمدوا الى أخر العلاج هي الكي بالنار للعجل من ذيله .
وما يجري الان في المنطقة الغربية من العراق على أساس السياسة العرجاء التي تعيها الحكومة في النظرة غير المتوازنة الى المطاليب الشعبية . أن الاستراتيجية الجديدة لتلك المنطقة في الامساك بعنق الحكومة لاظهار الشعب في تلك المناطق بمظلوميته وبالحقيقة هو رَهن لتمرير المخططات الاقليمية والعربية في العراق .ولا ندري لهذه السياسة من نهاية أم انها مستمرة لتدمير البنى التحتية وارهاق أرواح الابرياء تحت ذرائع متعددة منها تنطوي على مقاومة الشيعة بدلاً من الارهاب لانهم مصدر للارهاب ، ومنها تنطوي على مبدأ حقوق الانسان للمطالبة باطلاق القتلة والارهابيين من السجون وسلب حقوق الانسان الضحية لتلك الاعمال الارهابية ،
ومنها ينطوي تحت مبادرة أخرى من مثل تحقيق العدالة والامر برمته لايعدو ان يكون حفاظاً على المصالح وحسب .لا يجوز ان ندعو الى التظاهرات ونرفع شعارات طائفية تؤدي الى تمزيق الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد ، كل هذا يحدث ونحن في حيرة من أمرنا ، هل هي نهضة طائفية جديدة لتعيدنا الى خط الشروع الاول ونبدأ من جديد ندور في الحلقة ذاتها ، أم هي خطة دولية واقليمية وعربية لتصفية حسابات مستغلة محرك أبناء المنطقة الغربية .وبالحقيقة انها سياسة هوجاء سرعان ما يكتشفها المتظاهرون ويرمي من يقف خلفها بحجر ،والذي لايعي الى المخطط ويدعي ان هناك له مطاليب فعلى الحكومة ان تنظر بتلك المطاليب والاخذ بها وتحقيقها بما يتناسب مع الدستور والقوانين الفاعلة وليس التجاوز عليها لتصبح انطلاقة نحو تحقيق الغايات غير المشروعة وتعتبر سابقة خطيرة .وبعد أن أحست المرجعية الدينية بخطورة الموقف السياسي في العراق بادرة الى أعلان مبادرة تتضمن عدة فقرات لحل الازمة السياسية وقد رحبت بها جميع الاطراف السياسية والشعبية فعلى من يريد ان يتوصل الى حل الازمة ان يأخذ بتلك المبادرة ويضعها موضع التطبيق لا ان تضع على الرفوف او الاعلان عنها بانها مبادرة جيدة في الاعلام فقط ، لكي لا نعطي لاعدائنا واعداء العملية السياسية الفرصة لاستغلال الوقت . لقد تبين بان اعراض الازمة قد بانت ليس من تراخي أذان العجل بل من التصريحات والشعارات والممارسات فلا نعتمد على حل تلك الازمة بالمؤتمرات واللقاءات التي لاتجدي نفعاً ، وقد فعلت المرجعية الدينية بالمعالجة لاول مرة كما فعل اهل القرى لمعالجة مرض ( أبو هذلان ) بطلاء جلد العجل بالطحين ولكن أن لم يجد نفعاً فسوف يعمد الشعب الى الكي الديمقراطي بواسطة صناديق الاقتراح عسى ان يكون أخر العلاج نفعاً.
https://telegram.me/buratha