عباس المرياني
أثار تكليف السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي من قبل الائتلاف الوطني بضرورة التدخل وحل الأزمة الراهنة من خلال جمع الفرقاء السياسيين الى طاولة حوار حالة من الارتياح المصحوب بالترقب والأمل دون ان يذهب أصحاب هذا الترقب الى حد التفاؤل المفرط بنجاح المهمة وحل الازمة ليس تشكيكا بقدرات وإمكانيات السيد الحكيم في حل الأزمة والعبور بالبلاد الى بر الأمان ولكن تداخل المهام وارتباطها بنوايا اطراف اخرى مؤثرة قد يكون حجر عثرة في طريق الحل.
ومن البديهي ان السيد الحكيم يتشرف بان يكون مساهما في تحقيق الاستقرار والتوحد بين مكونات الشعب العراقي لانه نذر نفسه لهذه المهمة وقدم من اجل ذلك الكثير من التضحيات ولم يتوقف في محطة من محطات الاستحقاق، غير مبالي بكل المكاسب ولا متدافعا مع الاخرين من اجل التمترس في مواقع ومسميات يمكن الانسياق من ورائها لتحقيق اهداف شخصية وحزبية لكن ذلك يعني ايضا ان السيد الحكيم لن يكون في غير المحل والمكان الذي يستحقه ويجب الوقوف فيه.
ان السيد الحكيم لا تعجزه هذه الازمة ولا غيرها ويملك من الرؤية والتشخيص لكل المشاكل والازمات الحلول المنطقية التي ترضي الجميع وتسير بالعراق الى بر الامان لو ثنيت له الوسادة .... لكن تداخل المهام وتفرد الاخرين وحسدهم وحقدهم على ال الحكيم سيكون حجر عثرة في الوقوف امام اي مشروع يسير به من اجل حلحلة الازمة وتفكيك حلقاتها وبالتالي فان زعيم المجلس الاعلى لن يتحرك الا بضمانات وتعهدات من قبل جميع الاطراف المعنية وخاصة الاطراف التي نتحالف معها حتى يكون قادرا على اتخاذ القرارات والضمانات المطلوبة لطمأنة الاخرين واشراكهم بصورة فعلية وهنا تكمن العلة!!.
الشيء الغريب والذي لا يمكن فهمه او الاقتناع به هو هذا الخواء والعداء الذي يمارسه بعض اطراف التحالف الوطني حصرا اتجاه اي مبادرة يتم طرحها من قبل السيد الحكيم والوقوف ضدها مع العلم ان كل ما يطرحه يصب في مصلحة هؤلاء ومصلحة جميع ابناء الشعب العراقي ولا يحتكره لنفسه او لمكونه او كتلته بينما تتقبله الاطراف الاخرى بقبول حسن وتتمنى لو ان هذه المبادرات يتم تفعيلها من قبل التحالف الحاكم،وكم من مبادرة ورؤية اطلقها الحكيم رفضت ابتداءا لكنها تحولت الى منهج وواقع فيما بعد واثبتت للاخرين ان منهج السيد عمار الحكيم هو المنهج الصائب وهو منهج لا يبتعد قيد انملة عن منهج المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف.
ان ما قام به التحالف الوطني من تكليف الجعفري قبل ايام كان رسالة واضحة وهي ليست مضرة على كل حال بالنسبة لنا لان ما يهمنا هو الحل وليس عقد الاجتماعات وشكل هذه الاجتماعات ولكن هل يمتلك السيد الجعفري الرؤية التي يمتلكها السيد الحكيم لحل هذه الازمة والازمات السابقة وهل لديه المقبولية عند الاطراف الاخرى كما هي بالنسبة للسيد الحكيم وهل يلتزم باوامر المرجعية وهل يتمكن من اخذ تعهد من المالكي بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
ليس مهما ان يقوم السيد الجعفري بعقد طاولة مستديرة للحوار لكن المهم هو ماسيتم طرحه من افكار ورؤى لمعالجة الازمة فوق هذه الطاولة والخروج بنتائج ايجابية لخدمة ابناء الشعب العراقي وتفكيك الازمات ومنع تفريخها.
https://telegram.me/buratha