ابو هاني الشمري
ملحمة الامس التي خاضها الفريق العراقي الفتي لن ينسى تفاصيلها جمهور الكرة وجمهورالسياسة لوقت طويل من الزمن لتداخل الرياضة بالنذالة والسياسة ودونية الاخلاق العربية وانحطاط وانبطاحية السياسيين العراقيين.
رغم ان دورة العاب (خليجنا واحد) كما تحب دول الخليج الستة ان تسميها هي دورة تافهة غير معترف بها من الاتحاد الدولي للعبة لانها لعبة مشايخ يتفقون على اعطائها لمن يريدون من فرقهم (عدا العراق طبعا) فان العراق يشارك بها عن طيب خاطر لسببين اولهما هو انها وسيلة جيدة لتدريب اللاعبين العراقيين وثانيها من باب الحفاظ على الاخوة العربية التي لانستطيع ان نقول لها (تف على هيج اخوة) احتراما لبعض القومجية العروبيين (الذين يسكنون في المحافظات المتمردة التي تريد اخراج قحاب القاعدة من اخوات صابرين) لانهم يشاركوننا البلد ويسهلون دخول الخنازير الانتحارية الى مدننا كي تحول اجساد ابنائنا ونسائنا وشيوخنا الى اشلاء متناثرة. وبهذا العمل سوف نحافظ على وحدة العراق التي لابد منها!!!
اسود الرافدين اسم على مسمى ولا يحتاجون الى تعريف فملاعب الخليج تعرفهم جيدا والفريق الخليجي الذي يقابلهم يحسب لهم الف حساب بل يحيك ضدهم مليون دسيسة عسى ان يخرج باقل عدد من الكرات التي ستوضع في مرماه.
طبخة خليجي لهذا العام كانت مليئة بالمفاجآت للاسود ولانها بطولة مشايخ كما اشرنا سابقا فقد طبخها (عيال خليجنا واحد) بشكل جيد لكي تكون هذا العام بحرينية المقاس عسى ان تخفف الضغط على حكومة خليفة المتهرئة من الضربات المباركة لثوار الشعب البحريني الابي .. فمنذ اللحظة الاولى لتوزيع الفرق الخليجية كمجموعات وضعوا اقوى الفرق في مجموعة واحدة (اقصد العراق والكويت والسعودية) عسى ان يتمكن احد الفريقين من اخراج العراق مبكرا لكي تصبح الساحة خالية لفرق (خليجنا واحد) ولكن قدّر الله ماكان وبقي العراق رغم ذلك وفاز على اعتى الفرق المرشحة للبطولة. فكان لابد لمشايخ خليجنا واحد البدء بتشغيل (الخطة ب) والتي تتضمن من ضمن خفاياها الماكنة الاعلامية القذرة والاسلوب الاعرابي الهمجي لنيل مايريدونه فكانت الاستفزازات موجودة في كل وسائل اعلامهم القبيحة بقبح اخلاقهم والمتتبع لها سيجد انه يحتاج الى ايام طويلة كي يحصيها فمنها على سبيل الحصر ليس الا ... مراسلوهم الذين اعلنوها صراحة انهم مع البحرين ومن بعدها انهم جميعا مع الامارات وكأننا نحن العراقيون نلعب ضد ست دول مجتمعة!! وجائت مباراة البحرين لتعلن عن اخلاقية جمهور الكرة الموجود في الملعب والذي هو بلا شك يمثل جمهور المشايخ لان اهل البحرين الثائرين ضد حكومتهم اعلنوها صراحة انهم لايشرفهم المنتخب البحريني الذي اكثر لاعبيه من المجنسين ... وعلى هذا الاساس فان الجمهور الذي كان متواجدا في الساحة هو من بطانة المشايخ بلا جدال.. الامرالآخر الذي يجب ان يعلمه جمهور الرياضة هو ان كل الرياضيين المنتفضين ضد مشيخة آل خليفة من امثال اللاعب الرائع على حبيل واخوه والاخرين ممن لاتحضرني اسمائهم هم داخل سجون النظام بتهمة التظاهر لاسقاط الحكومة!!.
اول استفزاز ضد العراق وشعب العراق هو الاستهزاء بالنشيد الوطني العراقي في مباراة العراق والبحرين!! وكنت تمنيت حينها ان تكون لدى رئيس اتحاد الكرة وبطانته ذرة من غيرة ليأمر الفريق بالانسحاب من البطولة ويتركها لمشايخ (خليجنا واحد) بعدما حدث من استهزاء وتصفير اثناء عزف السلام الجمهوري العراقي!! ولكن من اين تأتي الغيرة لاناس فقدوا نقطة الحياء التي على جباههم. وبدأت المباراة وكان التقدم عراقيا ... ولكن من منا لم يشاهد ماجرى للحارس نور صبري حينما اراد التصدي لضربة حرة اعطاها لهم الحكم وكيف كان جمهورهم يوجه الاشعة الخضراء على وجه حارس مرمانا ونتيجة ذلك حصلوا منها على مبتغاهم ودخل الهدف في مرمى الفريق العراقي ... على اية حال انتهت ايضا عراقية وقدر الله ما أراد.
المرحلة الحاسمة ذهبوا الى (الخطة ج) وهي انهم اذا لم يفعلوا شيئا فسيفقد المشايخ مجتمعين كأس البطولة وسيأخذه غريمهم فريق (علاء الزهرة) كما يحلو لهم ان يسمونه. لانريد الاطالة كان الحسم بين عيال زايد واسود الرافدين فمن هم عيال زايد المسندين من كل مشيخات الخليج مجتمعة... انهم لاعبي الكرة وجمهور الكرة ومشايخهم الذين يدعمون هذا الفريق.
اول نذالة عملوها هو انهم استغلوا التنقل الحر بين مشايخهم لكي يملأو الملعب بمشجعي فريق عيال زايد ... رغم ان قوانين اللعبة تقضي بأن يكون هناك نصف من ملعب الكرة لمشجعي هذا الفريق والنصف الآخر لمشجعي الفريق الآخر ... فكان جلاوزة خليفة من ضمن الداخلين لتشجيع فريق عيال زايد ... اما من يريد ان يشجع الفريق العراقي من ابناء الخليج الشرفاء وبالخصوص شرفاء البحرين فكان عليهم ان يبرزوا هوياتهم للجهات الامنية الموجودة في بوابة الملعب ... والكل يعرف المغزى من وراء هذا الاجراء!!.
جسر جوي بين الامارات ومطار المنامة متكون من عشرات الطائرات لنقل مشجعي عيال زايد وكأنها حرب دولية للغنيمة ارض دولة اخرى واسقاط نظامها !! بينما على الطرف الاخر ارجعوا اربع طائرات لمشجعي اسود الرافدين ... وعذرهم على هكذا اجراء جاهز لايحتاج كثير عناء (انها اجراءات الفيزا الروتينية التي تحتاج الى عدة ايام قبل ان تصدر بينما يدخل الاوروبي والامريكي الى مشايخهم ويحصل على تأشيرته داخل المطار وخلال اقل من دقيقة وهو واقف امام موظف الاستقبال!!)... المهم ان لايصل مشجعوا الاسود الى داخل الملعب فالملعب كله محجوز لمشجعي فريق عيال زايد لان المشايخ قرروها ان تكون لحساب فريق (خليجنا واحد) وبالضد من اسود الرافدين!! ولم يكن لمشجعي الاسود سوى مكان لايتسع الا لخمسمئة متفرج تم حصرهم في زاوية الملعب البعيدة ... ومن يريد التأكد فليراجع شريط المباراة.
بدأ عزف السلام الجمهوري وبدأ جمهور عيال زايد وجلاوزة المشايخ بالنهيق استهزاءا بالنشيد الوطني العراقي ... كنت اتوقع حينها ستكون نهاية اللعبة عند هذا الحد وكنت اتوقع ان ينزل رئيس الاتحاد العراقي بعد ان تأخذه الغيرة كأي عراقي يشاهد مايحدث ليوجه اللاعبين بحمل علم العراق والطواف به حول الملعب ومن ثم الخروج منه احتجاجا على ماحدث على اقل تقدير ... بل كنت اتوقع ان تأخذ الغيرة صاحب الكرش المنتفخ والابتسامة البليدة وزير الخارجية وصاحبه نائب رئيس الوزراء الجالسين في مقصورة الشرف مع التافهين من امثالهما في مكان لاشرف فيه ولاهم يحزنون ... ولكن من اين نأتي بالحمية والغيرة لمن لاحمية له ولا غيرة عنده على بلده ..
ان من يتسمى بوزير خارجية العراق قالها بالفم المليان انه يمثل الاقليم ليس الا, ولا يهمه من امر العراق شئ. هؤلاء هم من عنيتهم بالثيران في بداية مقالي ووالله لم اقصدهم شخصيا فهم احقر من ان اتطرق اليهم ولكن قصدت منصبهم الذي (يلغفون من ورائه شهريا عشرات الآلاف من الدولارات والكثير من الامتيازات تحتى مسمى قيادتهم لشعب العراق ولكن اين نحن منهم والعراق تضحك عليه صبيان الخليج في ملاعب الكرة وهم ينظرون باعينهم)... فرئيس اتحاد كرتنا وزبانيته يعتاشون متطفلين على بقايا فضلات مايرميه اليهم مشايخ الخليج وصنوه ووزير خارجية العراق ومثله من يسمى بنائب رئيس وزراء العراق ماهم الا ثيران جالسة ترتدي القمصان والاربطة في منصة لاشرف ولا اخلاق تحميها.
كتبت احدى الصحف القطرية الرياضية مقالا اشارت فيه الى الاصل اليمني للاعب الامارات عمر عبد الرحمن فقامت قائمتهم ولم يقبلوا الا باعتذار رسمي من قطر وقد خرج مشايخ قطر واعتذروا رسميا لهذه الاهانه الكبرى التي حصلت للاعبهم (عموري) وكأن الانتماء الى اليمن عار مابعده عار!! عافانا الله عما يحمله هؤلاء التوافه من عقول متخلفة منحرفة!!
اما ثيران العراق الجالسون في منصة الشرف فكأن امر الاستهجان لنشيد العراق الوطني الذي فعله جمهور عيال زايد لايعنيهم في شئ فهم لايمثلون العراق وانما يجب ان يحافظوا على الاخوة العربية حتى ولو ضربتهم هذه الاخوة بالنعال على قفاهم بل حتى على وجوههم, برغم ان الاخوة العربية لاتعنيهم بشئ لانهم بنظر المشايخ ليس الا كرديان وصفوي !! والكردي والصفوي لاعلاقة له بهذه الاخوة العتيدة. لانريد ان ننبش كل ماجرى من سوء تحكيم وسوء خلق وسوء ادب من جمهور البحرين وجمهور الامارات فهم انما يعبرون عن اخلاقهم بعفوية بدوية صادقة وكما قال الشاعر ... انما الامم الاخلاق فإن ... ذهبت اخلاقهم ذهبوا
ولكن ما يعنينا ان سياسيينا لايعنيهم امر العراق ولا علم العراق ولا هيبة العراق في شئ فما بالك بالكثير من محافظاتنا الشمالية والغربية وهي ترفع علم البعث او علم الاقليم وتأنف ان ترفع علم الدولة العراقية وما من مستنكر لهذه الافعال فهل بعد ذلك من عتب على السياسيين وهم يهانون امام العالم وهم مبتسمين بملئ اشداقهم ... هؤلاء من قصدتهم بالثيران رغم ان الثيران خلق من مخلوقات الله وفائدتها لاتعد ولا تحصى اما هؤلاء فهم ثيران متطفلة على شعب العراق ليس اكثر, واقصد بشعب العراق الشريف منهم .... ذلك الذي تأخذه الغيرة على ارضه وبلده وليس الذي يحمل علم البعث او علم غير علم العراق ليخرج متظاهرا طاعة لولي الامر الذي يأمره من على بعد بواسطة الريموت كونترول.
هنيئا لنا نحن ابناء العراق الشامخ بهذا الجيل الفتي الذي امتعنا بلعبه بين اعتى الخصوم واخبثهم ورغم خسارته في النهاية فأنه قد اذاقهم معنى الخيبة التي يعانون منها والعقدة الكبرى التي ترعبهم حتى في المنام والتي اسمها العراق العظيم والعظمة لله الواحد القهار, فلعمري لم تكن تلك مبارة بكرة قدم وانما ملحمة سطرها احد عشر لاعبا وهم يضعون علم العراق على صدورهم ليقولوا لهؤلاء الخونة المتخاذلين ممن خرج رافعا علم البعث وتدعمهم قنوات موزة واخواتها ... صه ياصعاليك فنحن اسود الرافدين.تحية صادقة الى كل السياسيين الذين وقفوا بصدق مع محنة الفربق العراقي البطل واللعنة الى ابد الدين على كل اولئك الذين يقولون مالايفعلون.
https://telegram.me/buratha