المقالات

المرجعية الدينية اسقطت دعايات الانتخابات.

537 13:02:00 2013-01-20

محمد حسن الساعدي

كلما اقترب موعد انتخابات في العراق بدأ المواطن العراقي يشعر بتخوف من ارتفاع وتيرة التوترات السياسية وإثارة الازمات وزيادة الاضطرابات الأمنية وقد أخبروا ذلك من تجربة السنوات الماضية. وعام الانتخابات المقبل (2013) بدأت بوادره تطل بوضوح مع تصاعد الحملات الاعلامية وتفاقم الأزمات وكثرة الخروقات الأمنية انه عام الاستقطاب الشعبي بامتياز.ومع بداية هذا العام بدأ الوعد والوعيد والتهديد بحل البرلمان على أثر خلافات وصراعات مشخصة أذ ان الأزمة السياسية الاخيرة تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، في ظل استمرار التظاهرات المناوئة للحكومة، ومحاولات الجماعات المسلحة استغلال هذه التظاهرات لإذكاء التوتر، في وقت تزداد فيه المخاوف من عودة العنف الطائفي مرة أخرى.ان المرجعية الدينية وجهت نحو حلول ناجعة للخروج من هذه الأزمة كما أنها قدمت خارطة طريق لوضع حد للتدخلات الخارجية في العراق، فمن الواضح ان تنظيم القاعدة يحاول استغلال الاوضاع الساخنة في العراق وصب الزيت على النار وتوسيع رقعة الأزمة الحاصلة بالعراق إن المرجعية الدينية للشيعة في النجف الاشرف كانت على صلة علمية مستمرة مع إتباع الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى فلم تكن معزولة فكرياً و عقائدياً رغم جهد السلطات المتعاقبة في محاولة عزلها عن ممارسة دورها الابوي في الحفاظ على مصالح الشعب العراقي وكانت توصياتها وتوجيهاتها نابعة من الحرص على أمن واستقرار المواطن العراقي .أن المشهد السياسي يقف على صفيح ساخن مرشح للانفجار في أي لحظة، سيما وان العام المقبل سيشهد انتخابات مجالس المحافظات في نيسان (ابريل) وبعده بثمانية او تسعة اشهر ستكون الانتخابات التشريعية. الدعايات الانتخابية لن تتوقف اذاً، وكذلك الحال في مسلسل التسقيط والمزايدات السياسية والسبب ببساطة أن غالبية الكتل ترى في الازمات الطائفية والقومية طريقاً الى كسب الناخب عن طريق عقله لا عواطفه.اليوم المرجعية وضعت الاصبع على القشة التي قصمت ظهر البعير حيث تؤكد ان سبب ما نعيشه اليوم من تفقيس للازمات وعدم تصفيرها هو ما تقوم به الكتل السياسية والقادة من تسييس بعض الملفات والمؤسسات والتي يجب ان تحظى باستقلالية وفق الدستور والقوانين المقره منها على سبيل المثال لا الحصر ملف المساءلة والعدالة والذي يفترض ان يكون بعيد جدا عن التسييس وان لا يخضع للأجندات السياسية بل يحظى باستقلالية قضائية ولا يشمل بالاستثناءات لجهات معينة لتحقيق مكاسب سياسية وكذلك ملف المحكمة الاتحادية في مجلس النواب يجب ان يحظى باستقلالية ويكون بعيد جدا عن محاولات تحقيق مكاسب سياسية ويجب التأكيد على استقلالية القضاء من قبل القادة والكتل السياسية عملا وقولا .وهنا تظهر جليا لكل عين موقع المرجعية الحكيم في اطفاء نيران الفتن الطائفية او المذهبية او الحزبية او غير ذلك،كما يتبين موقفها العادل والمتساوي من جميع فئات الشعب العراقي من دون تمييز بين قريب او بعيد ، يبقى أن نرى ردة الفعل العقلائية والمنطقية من أطراف النزاع تجاه هذا النداء الأبوي الحريص على سلامة الوطن وأبنائه من مختلف الطوائف والمذاهب العراقية ، ويثبت للجميع ان من يقف ضدها له سوء العاقبة وهو الخسران المبين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك