حافظ آل بشارة
يتسائل البعض عن سبب استبعاد المجاهدين الذين قاتلوا نظام صدام في الثمانينيات والتسعينيات من المواقع المهمة في العملية السياسية ، وقال باحث ان جيل المجاهدين تم حذفهم من الحياة السياسية على مراحل : 1- الاستبعاد السياسي . 2- الحرمان من الحقوق الطبيعية كالسكن والراتب وما حصلوا عليه من الفتات يعد اهانة . 3- الاذلال بتعريضهم للفقر والفاقة والتشريد . 4- التجاهل الاعلامي والثقافي ، ومن يجري احصائية على المواقع الرسمية التي يشغلها مجاهدون قدامى يجدهم اقلية محاربة أما الاغلبية الساحقة فقد استبعدت . يقابل هذا الاجراء اعادة البعثيين الى مواقع قيادية قديمة وجديدة ، اضافة الى بدء الاجراءات العملية لابطال قانون المسائلة والعدالة ، ويقال ان الاستجابة العشوائية لطلبات المتظاهرين في المحافظات الغربية سوف تسفر عن دخول البعثيين الى مؤسسات الدولة افواجا افواجا مع مزيد من التهميش والابعاد والتجاهل للمجاهدين ، ومن يلقي باللوم على ساسة البلد فهو جاهل بالحقيقة ، فالأمر يتعلق بشرط أمريكي ، وقال أحد القياديين من اصدقاءنا وهو ممن حضر في كواليس ما قبل السقوط ان واشنطن كانت تريد ازالة رأس النظام في العراق مع عدد من المجرمين الكبار والأبقاء على هيكلية الدولة البعثية من حزب وحكومة وجيش الا ان الرياح سارت بما لا تشتهي السفن ، واقدم بريمر على حل القوات المسلحة وتفككت الدولة والحكومة ثم قاموا بحظر الحزب دستوريا ، وهي عملية ذكية تمهد لاعادة تشكيل هذه المؤسسات بالعناصر نفسها ولكن تحت مسميات جديدة ، وهذا ما يجري الآن ، يجب ان يبقى العراق محكوما بهذا الفريق العلماني المطيع المجرب في طاعته مع تغيير الخط الأول والثاني في النخبة الحاكمة ، ولا بأس ان تأتي بالبعثيين الشيعة وتعيد تلميع وجوههم طائفيا لزرعهم في مواقع مهمة حكومية وحتى حزبية ، الساسة عاجزون عن مخالفة هذه الأجندة ، والا فقدوا مواقعهم وامتيازاتهم ، لذا لم يعد أحد قادرا على التحدث في هذا الموضوع خوفا من العواقب ، يجب ان يبقى موضوعا مسكوتا عنه ، هذا فقط جواب على من يتسائل حول الموضوع ، ولكن السؤال المطروح هو : اذا اتفقت كلمة القوم على تهميش وابعاد المجاهدين عن مؤسسة الحكم فلماذا يبالغون أكثر في التنكيل بهم بحرمانهم من حقوقهم الطبيعية ؟ لماذا يتطور الظلم الى عملية اذلال ؟ ثم التجاهل المقصود ؟ هل هي عقوبة لهم على جهادهم ضد النظام الصدامي ؟ أغلب وسائل الاعلام العراقية ليس فيها ذكر لتأريخ المجاهدين او الشهداء او سيرتهم او عملياتهم القتالية الاسطورية ، اما حزبهم الرسمي فقد اختفى بقدرة قادر ولم يعد أحد يتذكر فيلق بدر ولا منظمة بدر ولا الجمهور الواسع لهذا التشكيل التأريخي الذي كان مدرسة للجهاد والبطولة والايثار واصالة الفكر والسلوك ، جيل ذهبي من الرجال وتأريخ مشرف يجري حذفه بهدوء من الحياة العراقية ، دون ان يعترض أحد ومن يعترض يعد مخالفا للطبخة ، ويفقد نصيبه منها . هؤلاء الانصار المخلصون سيدافع الله عنهم ووعده حق وهو القائل : (إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور) وسيكون واضحا لمن الغلبة ، ومن الذي سيندم ولات حين مندم .
https://telegram.me/buratha