الحاج هادي العكيلي
وانا أستمد مقالتي من مقولة للسيد الشهيد محمد باقر الصدر ( قدس سره ) عندما قال (( لو كان أصبعي بعثياً لقطعته وقطعت الذي بجنبه )) وتسائلت : هل كان يتصور ان أول المخالفين لها والخارجين عليها هم حزب الدعوة ؟!!! وهل كان يتصور ان يأتي يوم يكون فيه حزب الدعوة ملاذاً للبعثيين ؟!!! فاليوم يمثل حزب الدعوة الطريق السهل والمعبد لعودة هولاء البعثيين الى السلطة . فقد قام برفع أجراءات المساءلة والعدالة عن كل بعثي بشرط الانتماء الى صفوف حزب الدعوة أو تحسين علاقته مع أحد قادته وعن طريقه سيحصل الضوء الاخضر ليعود الى الواجهة ليحصل على أحد المناصب العليا في الدولة . وما نشهده هذه الايام من تغير المواقف والتنازل عن المبادىء والثوابت والقيم من أجل المناصب والمكاسب والمنافع ويتمثل هذا بموقف المالكي واندفاعه نحو رفع الاجتثاث عن البعثيين المجرمين واعادة البعث الى الواجهة السياسية من اجل استمراره في الحكم فانه نسي او تناسى كل تلك الوعود والخطابات والكلمات قبل الانتخابات ونسي معها جميع التضحيات من صوت له وجعله يتحول الى قائد ديكتاتورياً ورئيس وزراء ديمقراطياً وهو أمراً لم يكن يفكر فيه ولم يحلم يوماً به ، وبهذا قد خسر نفسه وتاريخه وناخيبيه . ان دعوة المالكي للبعثيين بالعودة الى وظائفهم ورفع عنهم قرارات المساءلة والعدالة هي دعوة مخالفة للدستور لان الدستور نص على حضر حزب البعث المقبور في البلاد ، وان اعادة البعثيين هي اعادة الى تلك السيوف على رقاب العراقيين التي مازالت ملطخة بدمائهم . ولا ادري كيف نسي المالكي القول الشهير للشهيد محمد باقر الصدر ( قدس سره ) (( لو كان اصبعي بعثياً لقطعته )) لربما سمعوه او فهموه (( لو كان أصبعي بعثياً لقبلته )) .وللاسف الشديد فأن البعض يعد مقولة السيد الشهيد بكلمة سياسية جاءت لظرفها ومكانها ، ولم يعِ هذا البعض ان كلمة السيد الشهيد جاءت بناءاً على خلفيته الفقهية والشرعية وصدرت من حكيم القى الله في روعه الحكمة فهو لا يتأثر ولا ينفعل ولا يرتجل المواقف بقدر ما يستنبط الاقوال من خلفياتها وحثيثاتها الشرعية . لتعززها مقولة شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره ) عندما قال (( كان البعث عدونا الاول وهو اليوم كذلك وسيبقى كذلك )) نتيجة لعلمه ان البعث سيتكيف ويتلبس بلبوسات شتى ويدب كدبيب النمل وبنعومة الافعى السامة لذا حذر منه ومن دبيبه . ونقول قولتنا هذه (( أُقتل بعثياً تدخل الجنة )) لكي لانكون مثل اولئك الذين تاجروا بدماء العلماء والمراجع وخيرة رجالات العراق وبعذابات الاطفال والنساء والشيوخ ، ونكون متصدين كذباً وزوراً لندافع عن حقوقهم والاقتصاص من مجرمي البعث ونعيد البسمة الى شفاه الاطفال والكرامة الى عفيفات النساء والعزة الى شعب حكم عليه بالاعدام . فقد خسرنا الدينا لاننا لم نكن عند حسن ظن الشرفاء وابناء وبنات المقابر الجماعية فقد استخدمناهم وسيلة لتحقيق المنافع الشخصية ومطية نرتقي بها المناصب والاستحقاقات لذلك سوف لم يرحموننا في الدينا اجلاً أم عاجلاً ، وقد نخسر الاخرة لان الله تعالى أستخلفنا في الارض لنعيد الحق ونقتص من الظالم وقد عاهدنا الله لان مكننا من المجرمين لنقر عيون الشهداء الذين سبقونا بالشهادة وما قول الله تعالى (( ولكم في القصاص حياة ياأولي الالباب لعلكم تتقون )) هو خير دليل على ذلك .
https://telegram.me/buratha