هادي ندا المالكي
قبل أيام كتب احد المتيمين بأسلوب إدارة السيد المالكي والمدافعين عنه مقالا يتهم فيه المرجعية الدينية وعلى طول تاريخها بنعوت وأوصاف تنم عن جهل وحقد وتحامل وبطريقة فجة ووقحة وساق من القرائن والأدلة البائسة التي يعتبرها براهين على أخطاء المرجعية وكل هذا التحامل والتجاوز لان المرجعية الدينية العليا منعت حل البرلمان وكما يريد المالكي معتبرا هذا المنع بمثابة التكريم للبعثيين الذين يحاربهم المالكي بشجاعة حتى وان أعادهم جميعا ومنحهم الحقوق التقاعدية وأعاد لهم ممتلكاتهم حتى جعل الكثير من المجاهدين الذين قارعوا النظام ألبعثي المباد يتحسرون على ذلك التاريخ وذلك الإرث الذي بنوه وهم يقارعون اعتى مجرم في تاريخ الإنسانية ويتمنون لو كانوا من أتباع البعث بسبب التهميش والإقصاء الذي وجدوه في حكومة مختار العصر.وواضح ان كاتب المقال لا يفقه شيئا ولا يدري ماذا يدور في الساحة السياسية وكل ما يعنيه هو بقاء المالكي وبأي ثمن حتى لو قسم العراق وحتى لو قتل ثلث الشعب العراقي وحتى لو عاش جميع ابناء العراق تحت خط الفقر وحتى لو نهبت واختلست اموال الشعب العراقي بسبب الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة وحتى لو دخلنا في عداء مع جميع دول العالم وحتى لو اختلفنا مع جميع شركائنا وحتى لو تخلينا عن جميع تحالفاتنا الإستراتيجية وحتى لو قامت الحرب الطائفية ليس كل هذا مهم المهم عنده ان المالكي أصبح وحيدا وعلى الجميع ان يقبل بمشاكل المالكي وأزماته وجهله بإدارة شؤون الدولة بل ان الشيعة والتشيع في خطر لان المالكي بقي وحيدا وما دام بقي وحيدا فالجميع على خطأ والمالكي هو الأصح والأجمل والاعدل،بل ان جميع مشاكل العراق وعلى طول تاريخه يرجع سببها الى المرجعية ولو انها أغلقت بابها وتركت المالكي يحكم لكان خيرا للمالكي وللشعب العراقي رغم ان المرجعية لم تطرق باب المالكي ولم تسمح له بزيارتها وهي من ابتلت بنزقه وجنونه وتخبطه وهو من يطرق بابها،ولا ادري كيف اعتبر هذا اللوذعي امر المرجعية بعدم حل البرلمان يصب في صالح البعث وبودي لو يترك السب والشتم ويخبرنا هذا المدعي "احمد عبد الله " بنظريته التي يتبناها هو والمالكي فقط بينما رفضها الجميع والكل يعرف ان نتائج الانتخابات النيابية المقبلة لن تفرز غير المكونات التي تتواجد اليوم بل ان اجراء انتخابات برلمانية في هذا الوقت لن تنتج غير مكونات سياسية متشنجة وتتكلم بنفس عصف الشارع المتأزم وفي ذلك خطر على العملية السياسية برمتها هذا غير ان حل البرلمان بطريقة المالكي الخزاعي هي التفاف على الدستور وتجاوز على القانون .والشيء المضحك والذي يدعوا الى الشفقة هو ان جميع العقلاء والأشراف يدينون للمرجعية خاصة في الفترة التي أعقبت سقوط نظام الصنم بالولاء والطاعة والحنكة والرؤية الصائبة بل يعتبرها القريب والبعيد والوضيع والشريف انها صمام امان الحفاظ على وحدة الشعب العراقي من التقسيم والتخبط والفوضى الا هذا الجاهل المركب والتابع الذليل.وربما يكون من سطحية تفكير هذا المسكين المتخلفة هو هذا الربط البهلواني والذي يعود الى القرون الوسطى وهو اني مالكي وهذه المالكية تحتم عليه الدفاع عن المالكي ضد المرجعية وضد القوانين الطبيعية والوضعية وضد مستقبل الشعب العراقي والا فانا ديوث كما يعتقد ورغم قساوة هذا الاتهام والذي يعتبر قذفا في الشرع الاسلامي وهذا القذف تترتب عليه اثار وتبعات الا اني اترفع عن الرد عليه بمثل اسلوبه الرخيص ولكن اقول ان التطاول علي من قبل الجهال والطارئين واصحاب الكراسي والنفعيين بسبب دفاعي عن المرجعية الدينية العليا وسام اعتز به واتشرف ان اكون خادما لمراجع الدين الكرام وهذا شرف لا يناله الا ذو حظ عظيم رغم يقيني ان المرجعية الدينية العليا ليس بوارد الاهتمام او التاثر بمثل هذه الكتابات البائسة لان دولا وشعوب واحزاب ومؤسسات لم تنال من عظمة المرجعية فهل ينال منها هذا القزم المتهالك.
https://telegram.me/buratha