عباس المرياني
لا يخفى على احد من ان العراق شهد في السنوات الأخيرة التي مرت من زمن حكومة الشراكة الوطنية أزمات متوالية بعضها مفتعل وبعضها وهمي وبعضها حقيقي دون ان يكون هناك جهد حقيقي من قبل بعض الأطراف السياسية المستفيدة من هذه الازمات رغبة في حلها مما تسبب بتفقيسها وتراكمها حتى أصبحت هذه الأزمات ملجأ لكتل معينة تستغلها اسوء استغلال لتثبيت وجودها وللحصول على مكاسب وقتية او للسيطرة على حركة وتوجه الشارع الذي لا زال يتعاطف مع الشد الطائفي والعرقي بدرجة لم تتمكن السنوات العشر التي أعقبت سقوط نظام صدام من تفتيته او إذابته. غير انه في ظل هذه الأجواء المتوترة التي تشهدها الساحة السياسية العراقية يبرز دور السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الإسلامي العراقي ومكتبه مقرا ومحجة لرؤساء الكتل السياسية العراقية ورؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية المعنية بالشان العراقي من قبيل الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وغيرها من المؤسسات.وتقاطر الوفود المختلفة صباحا ومساءا يعطي رسالة واضحة عن دور وفاعلية وتاثير السيد عمار الحكيم في المساهمة في حلحلة الأزمات والخروج بالبلد نحو بر الامان ومن الصعب ان تجد مثل هذا الحراك في اي مكتب من مكاتب الحكومة او الكتل السياسية وكما هو الحال في مكتب السيد الحكيم.وهذا الحراك المتواصل من حركة الوفود لم ياتي من فراغ وإنما جاء بسبب حاجة هذه الوفود الى من تلجا اليه في الحصول على النصيحة والمشورة والرأي السديد ومن يضع الحلول والعلاجات المنطقية البعيدة عن المصالح الشخصية والبعيدة عن الانفعالات ،اضافة الى ذلك ان السيد الحكيم وتيار شهيد المحراب وفي كل الأزمات اثبت انه جزء من الحل وليس جزء من المشكلة وهذا الامتياز يمنحه القدرة على الحركة اكثر من الإطراف الأخرى التي تحسب حركتها بمقدار ارتباطها بمشكلتها او بالمصالح التي تسعى لتحقيقها.كما ان من الأسباب الأساسية التي تجعل السيد الحكيم ومكتبه قبلة للباحثين عن الحل هو مقبوليته لدى جميع الاطراف السياسية وهذه المقبولية تمثل جواز مرور فوق الدبلوماسي تجعله يتواصل مع الجميع دون توقف او دون حساسية تأطر الدوافع التي يتحرك من خلالها.ان السيد عمار الحكيم نجح في الوصول الى عقول وقلوب جميع من في الساحة السياسية العراقية ومن له علاقة بملف الحكومة وازماتها المتتالية بسبب طبيعة الطرح والحلول الواقعية التي يتبناها والتي تراعي في كل الاحوال وحدة العراق ومصلحة جميع ابناء الشعب العراقي دون تمييز بين مكون وأخر.كما ان المجلس الأعلى ومن خلال رؤية قيادته نجح في اشاعة السكينة والاطمئنان لدى جميع المتنافسين من انه لا يسعى الى انتهاز الفرص وهذا ما جعل ساحته محط رحال الجميع.الشيء المؤكد ان السيد عمار الحكيم تجاوز الفترات الزمنية التي يحسب بها عمر الانسان واثبت للقريب والبعيد ..للصديق وللعدو انه سليل مرجعية معتدلة وربيب مراجع ومفكرين كبار وانه ابن العراق من شماله الى جنوبه.
https://telegram.me/buratha