المقالات

قوانين بعض العشائر دمار المجتمع

730 08:57:00 2013-01-21

صباح الرسام

العشيرة اسم يجمع ناس تربطهم رابطة الرحم (الدم واللحم) وينتهون الى جد اعلى وتتفاوت الاعداد من عشيرة الى اخرى فهناك عشيرة كبيرة وهناك عشيرة صغيرة اقصد بعدد الافراد وتنقسم العشيرة الى افخاد وبيوتات واصل العشيرة فرع من قبيلة .العشيرة تعني سند للفرد في السراء والضراء وعليه الالتزام بقوانينها ويفتخر ابن العشيرة بالانتماء الى العشيرة لانه يعتبر العشيرة اصل وجذور على اعتبار انها تمثل مبادئ وقيم والنخوة والجود والكرم وكل الخصال الجيدة ويجب ان تحارب الباطل . للاسف اصبحت بعض العشائر بعيدة عن القيم والمروءة فهي في وقتنا الحاضر وتعيش الحقب المتخلفة فتراها تدافع عن الظالم لانه ينتمي لها وتحارب المظلوم فمنهم من يدافع عن السارق ولكم مثال اذا دخل سارق الى بيت ليسرقه وتمكن صاحب البيت من قتله سوف يبتلى صاحب البيت ويقولون له لماذا قتلته لماذا لم تمسكه وتسلمه الى الشرطة لماذا اطلقت عليه النار ، فصاحب الدار ابتلى بدم واصبح مطلوب عشائريا ً ( بلوة ) تضحك تبكي ماذا اذا كان صاحب البيت ضعيف البنية أو شيخا كبيرا وكان السارق قوي البنية وصاحب عضلات كيف يستطيع امساكه ، ان تركه ركبه العار وان قتله ابتلى بدمه اما اذا استطاع السارق قتل صاحب البيت فتنتهي القضية ويضيع دم صاحب البيت ، واذا تمكن صاحب البيت ان يمسك السارق ويسلمه للشرطة يقولون له لماذا سلمته للشرطة لماذا لم تسلمه لاهله فاذا مات في السجن او مسه مكروه سوف تدفع الثمن ، وكثيرا ما نرى ونسمع عن حالات بعد القاء القبض على مجرم تستخدم عشيرته كل السبل من اجل اجبار الضحية على التنازل لكي يطلق سراحه وهذه الحالات تشجع على الجريمة .

وهناك مناطق فيها ديكتاتوريات عشائرية لكثرة عدد افراد العشيرة في المنطقة فتجدهم يسيطرون على المنطقة ويعتدون على الاخرين والناس تخشى شرهم وتسكت على افعالهم لانهم ان تصدوا لهم ابتلوا ويلقون ما لايحمد عقباه ويلقون ايضا العتب من الاخرين ويكثر سماعهم لعبارة ( شورطكم وياهم شجابكم عليهم ) هؤلاء اهل شر وغير ذلك من اللوم الذي يجعل المرء يفقد صوابه ، ولديهم قانون يسمونه فورة الدم وهو في حال تشاجر شخص مع ابن العشيرة التي تسيطر على المنطقة فيشنون غارة على الشخص او بيته وتكون بعد علمهم بالمشاجرة فيهجمون على المساكين وتكون نهاية الغارة بنصر المهاجمين وعندما يتاذي الشخص يقولون هذه فورة دم ولا يؤخذ بها وتكون حجة ضد المسكين الذي لم يتوقع هكذا هجوم مباغت ويتبجحون بهكذا قانون المسمى فورة دم . .وهناك مهازل عند البعض وهي مهازل اسقاط حق الضحية في الفصل ( الدية ) التي شرعتها الاديان وهذا حق للضحية سواء كان مقتولاً او فيه عوق فهؤلاء يعتدون على حق الضحية وحق اولاده الذين اصبحوا بلا معيل يكفل عيشهم الكريم ، فتجد هؤلاء يستميتون من اجل جعل الدية شبه معدومة ويفتخرون بذلك متناسين الشريعة السماوية وحقوق العائلة ومتناسين حق الضحية ولو كان الامر معكوسا ً بمعنى انهم اهل الضحية تقوم الدنيا ولا تقعد وتطالب بدية خيالية وان كانت القضية بسيطة وتافهة ولاتستحق ان تذكر .الكل يعتبر ان الشعب العراقي عشائري ديني وهذا يضع علامة استفهام على بعض العشائر لماذا لايسألون رجل الدين في حالة الخلاف بين العشائر بدل اراقة الدماء هل رأينا خلاف بين عشيرتين او اكثر وذهبوا الى رجل دين ليحل الخلاف بعقلانية ؟ الجواب كلا لان العصبية العشائرية تلغي الدين .هناك مآسي جرت يندى لها جبين الانسانية سقط فيها عشرات القتلى والجرحى لاسباب تافهة بسبب حيوان او مشاجرة اطفال او بسبب طير او أي سبب تافه ، وهناك مهازل نذكر منها مهزلة الجريذي الذي دخل دار ففزعت منه فتاة فسقطت وكسرت رجلها فطالب ابوها جاره بالفصل واعتبره صاحب الجريذي فاستجاب الجار لطلبه وبعد فترة دخل الجريذي الدار ابو الفتاة فقتله ابو الفتاة فطالبه جاره بالفصل ايضا ، وهناك حادثة مضحكة وهي ان احد الشباب رأى في منامه ان يتجامع مع اخت صديقه وعندما روى منامه لصاحبه قامت الدنيا ولم تقعد وانتهت القضية بدفع دية ، نفس الحادثة وقعت في زمن الامام علي ع ان احدهم رأى في المنام انه مع ام صاحبه فاشتكى الى الامام قال له الامام ع اوقفه في الشمس واجلد ظله ، وهناك مصيبة وهي مصيبة السبب مثلا ذهب شخص على صديقه فاخذه معه في مشوار وتعرض صديقه الى حادث فيطالبون الشخص بفصل ويعتبرونه السببً ، وان احدا دخل وسلم واثناء مصافحة شخص اخر مات الاخر فيطالبونه بفصل وايضا يعتبرونه السبب في وفاته ، ذات مرة وقع حادث في منطقة العزيزية سيارة عبرت من شارع الاياب وعبرت الجزرة الوسطية باتجاه شاحنة (لوري ) متوقفة بشارع الذهاب اؤكد الشاحنة متوقفة بالشارع اللآخر فاصطدمت بها السيارة الصغيرة التي اتت من الشارع الاخر واعتبروا ان الشاحنة السبب في موت الركاب واخذوا دية من صاحب الشاحنة ، انها مصيبة هل وصل الانسان العراقي الى هذا المستوى واصبح اضحوكة اين القيم اين الحكمة اين الدين والمرؤة . ومصيبة الثأر مصيبة كبيرة أخرى تقع على اناس لا ناقة لهم ولا جمل يذهبون ضحية لا لذنب ارتكبوه بل لاجل قرابتهم من قاتل او مطلوب لعشيرة فيدفع ثمن جريمة او خلاف غيره فتجد شخص محترم بعيد عن المشاكل وله اخ او ابن عم مجرم وشراني ويسبب المشاكل فتجدهم يتركون المجرم ويقتلون المحترم وهذه اكبر مآساة ، وعندما تحدث معركة بين عشيرة واخرى في مدينة او محافظة ما فتجد من يدفع ثمنها في محافظة اخرى او مدينة اخرى يقتلونه بسبب انتسابه للعشيرة المتحاربة وهو لايعلم بهذه الحرب او العداوة . للاسف هذه المآسي والمهازل اساءت لاسم العشائر الكريمة المتمسكة بالقيم والمبادئ الطيبة فلو دققنا جيدا نرى اهم الاسباب هي العصبية ووجود شيوخ يفتقرون للحظ والبخت او تبؤ شيوخ المنفيست الذين سرقوا الشيخة بسبب امتلاكهم المال وسرقة هذا المركز الاجتماعي ادى الى الاساءة لأسم وقيم العشيرة .ولاننسى العصبية العشائرية عند بعض العشائر او استعلائها وهذه العصبية تظلم النساء بسبب عدم مواقفة عشيرتها الزواج من شخص ينتمي لعشيرة اخرى وهذا القانون الاستعلائي يفرض على نساء العشيرة ان تتزوج ابن العشيرة فقط ولا يسمح لها بالزواج من انسان غريب مهما كان الثمن حسب قانونهم وكم من قتاة عنست وبقيت بلا زواج وماتت وهي عذراء وهذه العصبية تلاشت شيئأ فشيئا وهي شبه المعدومة بسبب وعي الناس .وهناك النهوة عند العشائر ان ينهي او يلغي زواج ابنة العشيرة من شخص من عشيرة اخرى ولا يتم الزواج الا بموافقة صاحب النهوة ، وتكون النهوة حتى لو كان من نفس العشيرة لانه الاقرب بدرجة القرابة فابن العم اولى من ابن الخال حتى لو كان ابن العم متزوج ولديه اولاد كثر فمن حقه ان ينهي ويتزوج من أبنة عمه .نتمنى ان تكون العشائر بعيدة عن التعصب وتكون سند للمظلوم وان كان خصما ويد ضاربة تضرب كل معتدي وان كان منها لكي يعيش المجتمع بسلام وامان ويصبح مضربا للامثال لان العراق ان لم يكن بلد الخلافة الاسلامية فهو بلد سومر وبابل الذين اول من شرعوا القوانيين من اجل السلم والامان للانسان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك