المقالات

اذا اردت ان تكون ثرياً فكن في العراق برلمانياً

547 15:01:00 2013-01-21

سليم الرميثي

اذا اردت ان تكون ثرياً فكن في العراق برلمانياً اكثر من نصف الشعب العراقي يعاني الفقر والتهميش من شماله الى جنوبه واكثرالناس في كل مدن العراق من زاخو حتى الفاو.. يخرج رب الاسرة منذ طلوع الفجر ولايعود الى بيته الاّ بعد غروب الشمس او الى الليل ليحصل على رغيف الخبز لعياله واهله.. ومن العراقيين وهم كثر ممن يحملون على عاتقهم مسؤولية اكثر من عائلة بسبب الحروب والعمليات الارهابية التي تركت لدى كل عائلة عراقية ارامل ويتامى ومعاقين باعداد هائلة في غياب قانون اِعانة يطبق بشكل علمي و دقيق لحماية هؤلاء من الفقر والعوز والتسكع وهذا ماتسبب في ازدياد الفقر والمعانات اضعافاّ.. المشكلة ان الناس اصبحت في حيرة من امرها ..تصدقَ مَن وتكذبُ مَن؟ الكل في البرلمان واعضاء الكتل ورؤسائها يسب ويلعن السراق والفاسدين والكل يسب ويلعن الحكومة وكل يوم لجنة تتبعها سلسلة من اللجان التحقيقية التي اصبحت كالخيوط العنكبوتية وطبعا كل اعضائها من نفس الكتل ومانعرف بعد راس الخيط .....وين؟. الغريب في الامر ان زيادة عدد الفقراء في العراق تقابلها زيادة كبيرة وخيالية في ميزانية الدولة..و هناك تناسب طردي واضح بين الامرين بحيث نرى ان الفقر يزداد سنويا يقابله صعود ميزانية البلد الى اكثر من مائة مليار سنويا.. المفارقة الاخرى وبعد عشر سنوات على التغيير من المفترض ان يكون الناس افضل مما كان ولكن لحد الان نرى الامور تسير عكسيا بحيث سائت الامور المعاشية بالنسبة للمواطن العادي ولكنها تحسنت ووصلت الى حد التخمة عند المسؤولين في الدولة.. فاصبح التناسب طرديا مثلما ذكرنا بين زيادة اعداد الفقراء ويقابلها زيادة في ميزانية الدولة.. وهناك تناسبا عكسيا بين مستوى دخل المواطن و دخل المسؤول وراتبه.. ان الميزانية اصبحت فقط لرجال الدولة واما باقي الشعب فحصته التهميش واللامبالات..فمثلا نرى أن راتب اي مسؤول او موظف ينتمي لاحد الاحزاب الحاكمة لايقل عن ثلاثة ملايين دينار بينما المواطن العادي لايحصل الاّ على اقل من خُمس هذا المبلغ مع انه يعمل من الفجر حتى المساء.. ألا يشكل هذا خللاً و ارباكا في النظام الاقتصادي للبلد؟..أما البرلماني فهذا له شان آخر ولامقارنة مع اي كان بل اصبح البرلمان التجارة الرابحة رقم واحد عراقيا لكسب المال والشفط واللفط من خلال المساومات والابتزاز والمقاولات.. و البرلماني منين مايلتفت يلغف ملايين والمواطن منين مايلتفت سودة مصخمة.. فحقا نقولها وبدون حسد اذا اردت ان تكون ثريا كثراء قارون ماعليك الاّ ان تصبح برلمانيا في العراق ..أما شلون تصير برلماني فهذه تحتاج الى حظ وبخت مع بهارات حزبية قد تكون دينية او ليبرالية وما عليك الاّ ان تكون كريماً في اللسان وفي لحن القول.. و تُغَني للفقراء انشودة الاحلام(اِحلم اِحلم حتى الموت.....وما اريد منك بس الصوت) وتجعل من الفقراء يحلمون باستملاكهم بيوتا وسيارات ورواتب ومزارع وراح تقضي على الفساد والمفسدين. لتضمن أصواتهم وتخطب في كل مكان تجلس فيه وتبني آلاف الوحدات السكنية والمدارس والمستشفيلت وتحسن من خدمات الكهرباء والماء وهلم كذبا ونفاقا..وبعدما تحصل على صك الغفران وتدخل قاعة البرلمان تأتيك الملايين والمليارات طائعة خانعة مستسلمة من كل حدب وصوب.... وعندها ستُغنّي اِنشودة (ابق احلم يمسكين..وظل ساكن بالتنك والطين)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك