قلم سامي جواد كاظم
عندما انتصرت الثورة الايرانية الاسلامية دخل الرعب لبعض الدول ومنها العظمى ومما زاد في رعب دول المنطقة عندما تحدث السيد الخميني رحمه الله عن تصدير الثورة وهذا الامر فسر عدة تفاسير طبعا ولهم الحق في هذه التفاسير فكل من يخشى شعبه يخاف من الثورة ومتى القائد او الحاكم يخشى شعبه ؟ عندما لايكون عادل وعميل لاجندة خارجية فله الحق ان يخشى تصدير الثورة بالعموم فكيف بها اذا كانت منطلقة من مفاهيم وعقائد شيعية فان هذا يعد الخطر الاكبر ، ومهما يكن قصد ايران في تصدير الثورة فانه يعتبر طبقا للقوانين الدولية الوضعية الامريكية تعتبر تدخلا في شؤون الدول الاخرى .بعد ماتفتت الاتحاد السوفيتي وبدات امريكا التحضير لمرحلة جديدة لايمكن لها ان تبدا مع تفتيت السوفيت فلابد لها من ضمانة اكيدة وتسوية سليمة مع بقية الدول دائمة العضوية حتى يتم تقسيم قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن بخصوص من ترى امريكا ومن بمعيتها انها بحاجة لقرار اممي حتى تنفذ مخططاتها .نقطة الصفر لبدء التخطيط العسكري لفرض الديمقراطية كانت مع احداث ايلول وبدات تظهر مصطلحات ومفاهيم تمهد الطريق لغايات اكبر ،وظهر لنا تصدير الديمقراطية من هلال خطابات البيت الابيض المستجدة ، ومع دخول اوباما البيت الابيض في الدورة الاولى له وجعل دعايته التغيير بدات مرحلة جديدة في الوطن العربي ولا اقول الشرق الاوسط ترضية لامريكا واسرائيل لما ينطوي عليه هذا المصطلح ، بدات مرحلة ما تسمى الربيع العربي الذي حاول البعض اشراك امريكا في ما حصل وقد يكون تدخلها بعد الثورات كي اجهاضها .ايران تريد تصدير الثورة وامريكا تريد تصدير الديمقراطية فاي البضاعتين انفع للشعوب ؟الثورة لايمكن لها ان تزور ، الديمقراطية يمكن لها ان تزور ، الثورة تنتقم من الحاكم الجائر، الديمقراطية تتستر على الحاكم الخاسر ، الثورة يقودها ابنائها ، الديمقراطية يقودها سياسييها ، يمكن لاطراف خارجية التدخل في الثورة والديمقراطية ولكن هذا التدخل يختلف فللثورة يكون التدخل اما داعم لها ولايقدر على تغيير مسارها او للقضاء عليها وهذا ما يحدث في البحرين، اما الديمقراطية فيمكن للتدخل الخارجي تغيير مسيرها وتبقى اسمها ديمقراطية.الان وكان المنطقة العربية اصبحت بين استعمارين الامريكي والايراني !!!، فايما انفع للمنطقة ؟( لاتقل ايهما )الثورة وفق المفاهيم الشيعية مرفوضة جملة وتفصيلا لدى كل حكام المنطقة لانها تصطدم مع ما يخطط له اليهود ، وهل حقا ان ايران تريد ان تحتل المنطقة من خلال تدخلها ام من خلال تنامي قوتها العسكرية ؟وماذا لو قررت دول المنطقة توقيع معاهدة صداقة او ضمانة مع ايران ؟ ومن هو الاكثر تدخلا في الشؤون الداخلية بعضهم للبعض؟اذا كان الحاكم مؤامر ( لاتقل متامر) فان المنطقة ستبقى ملتهبة لان هذا الحاكم مسلوب الارادة في اتخاذ قرار قد يراه الاسلم لشعبه .اي دولة اذا ارادت ان تحمي مصالحها من الخطر القادم اليها فانها ستعمل على تهيئة حلفاء من المنطقة والتاثير في سياسة الدول الاخرى مع الحنكة في اتخاذ الموقف السليم لضمان سياستها الخارجية وهذا ماهو عليه حال ايران وامريكا ففي الوقت الذي تندد بعض الدول بتدخل ايران في الشؤون الحكومية العراقية لا تندد بالتدخل الامريكي والاسرائيلي في شؤونهم الداخلية ، بل ومن العار على امريكا التي فضحت حقيقة سياستها المستهترة في المنطقة عندما رفضت خطاب الرئيس السوري الاخير الموجه الى شعبه وطرح بعض الحلول لازمة بلده، والسؤال الى امريكا ماعلاقتك انت بالشان الداخلي السوري؟ حاولوا جهد ايمانهم تسمية ما يحدث في سوريا بالثورة الا انهم عجزوا عن ذلك لان الثورة لا تقتل شعبها ولا تستخدم اسلحة ثقيلة فجاء مصطلح الجيش الحر ، واصل الصراع في سوريا هو محاولة امريكا تصدير ديمقراطية مزيفة على غرار ما حدث في لبنان والعراق لان سوريا الاضمن لهم اذا ما جرت فيها ديمقراطية مع الطائفية فان الاكثرية هي للسلفية على عكس العراق ولبنان وفي نفس الوقت تسلب حليف من ايران والاهم في ذلك اشغال واشعال المنطقة في دوامة ريثما يحاولون ترتيب البيت السعودي بعد موت ملكهم هذا اذا لم يكن قد مات فانهم مقبلون على مرحلة خطيرة ومن المتوقع ستنهار الدولة السعودية وهذا يؤثر في امريكا وفي نفس الوقت يربك ايران لانها ستكون الذريعة لتواجد قوات امريكية في المنطقة بكثافة اكثر مما هو عليه الان .ماذا لو تدخلت ايران في الشان الداخلي الخليجي اعتقد من السهولة اسقاط الدول الصغيرة ولكنها ستكون المنفذ لمجلس الامن والامم المتحدة لمحاربة ايران وسيكون سيناريو طاغية العراق الغبي في احتلال الكويت حاضر بوجه اخر، وعليه فان ايران لم ولن تقدم على هكذا خطوة بل وتحاول امريكا جاهدة التمهيد لايران للقيام بذلك ولكن طالما ان الاعيبها مكشوفة لايران فانها ستبقى المنطقة هكذا حتى هلاك ملك السعودية وعندها ستتغير حكومات. .
https://telegram.me/buratha