ابو ذر السماوي
من بين اهم النقاط التي خلفتها الازمة السياسية المزمنة ورداتها الاهتزازية وبناتها من ازمات مولدات بطريقة ممنهجة ومدروسة بحيث ان الاولى تدل على الثاني. هو ان التازيم بات سلاح وطريقة وخيار كما انه حل سريع وبسيط يلعب به الجميع من رواد الازمة الى ان يصلوا الى النتيجة المرجوة والحلقة الاخيرة وهي جر البلاد الى فتنة طائفية والمراهنة على تبعاتها العاجلة وحصد نتائجها السريعة بشعبية عارمة وتشنج وتجييش وخندقة وعسكرة الشارع العراقي.هنا فقط يمكن القفز على واقع الوطن والمواطن من سوء خدمات وتدني الواقع المعيشي وتعطيل عمل المؤسسات ومراكز الدولة وشل بنيانها والحنين الى الماضي والتمترس خلف مظلومية زائفة وغير واقعية ، كون المراهنة على الطائفية تجعل من الجميع في حرب و (رفع شعار كل شيء من اجل الطائفة) وفي الحقيقة ان الطائفة (وبهذه الطريقة ) يراد لها ان تختصر بشخوص ومسميات وبالتالي فالوطن سيهمش ويختزل بتلك الشخوص ويتحول المواطن الى صوت اجوف ووعاء يملا بما يريده هذا العنوان وذلك الشخص وتلك الجهة وكل يريد الغلبة ويبحث عن ادواتها فمن جهة يرى في العصابات والمجاميع المسلحة الخيار الوحيد وجهة ترى بالبعث واعادة آليّاته واساليبه والتغني به من اولوياتها ومن مقوماتها ومن عوامل ومعالم النصر .وفي الجهة الاخرى اظهرت الازمة بان هنالك من يراهن على المواطن والوطن بلا ضغوط بلا تخويف وبلا تهويل وبلا تهريج بلا تعالي بلا تمويع لهمومه، من ظهر في كل ازمة موقف الحريص موقف المهتم بالامر من يحسب ويدرك عواقب الامور هذا الاتجاه تمثل وبلا منازع وبشكل ظاهر بشخص السيد عمار الحكيم وعلى طول الخط في البداية لمزه البعض واستفزه الاخر ولا يخفى على الجميع قالوا (بانه مفلس من المناصب وخارج اللعبة السياسية وانه يتحدث بمثالية وانه يبحث عن شعبية مصطنعة يحب الاضواء ووووو) لكن شيئا فشيا ادرك الجميع بان ما قاله الحكيم هو عين الصواب بان مافعله ويفعله السيد عمار الحكيم هو العقل وهو المنطق بان اراء الحكيم ليست لعب ولا لمجرد الحديث وليست للتنظير وبانها مستندة على قاعدة صلبة تحتاج الى ارادة حقيقية وصراحة وتقبل الاعتراف بالاخطاء .ما قام به السيد عمار الحكيم هو نقد الذات اولا الاعتراف بالاخطاء والتعامل بواقعية والنظر الى حقائق الامور لا الالتفاف عليها او القفز على الواقع لهذا اقترب من الجميع واول من اقترب منهم هو المواطن بهمومه بمعاناته بطموحاته بامانيه باحلامه بما يريد بما يحب بما يكره بعيدا عن المزايدات والمجاملات والتحزبات والعجيب فان القائمة العراقية تراه قريبا منها وكذلك الكرد ولن يبتعد المالكي او دولة القانون فما فعله الحكيم كان بمثابة( الانقاذ والاحياء وعتق الرقاب) للمالكي ولدولة القانون وحزب الدعوة خصوصا بغض النظر عن ( تحاملهم عليه وحربهم ووصفهم اياه واتهامه ونعته بالفاظ تصل الى البذاءة والشتم والسباب ...)ناهيك عن تقبل الاطراف الاخرى ومن مختلف المكونات و التوجهات السياسية وبالخصوص اطراف التحالف الوطني والتي توصلت اخيرا الى نتيجة بان الحل عند السيد عمار الحكيم و بانه هو وحده من يستطيع ان ياخذ السفينة الى بر الامان .فكيف استطاع السيد الحكيم عمل ذلك ؟وكيف استطاع من تحمل كل ذلك؟ الجواب بسيط ربما لن اكون مبالغا ولن اكون مغاليا او منحازا لو قلت ان السيد عمار الحكيم ومن خلفه المجلس الاعلى وكتلة المواطن وتيار شهيد المحراب فعل ذلك بالتزامه بخط المرجعية واقترابه من المرجعية واتباعه لمنهجها وتنفيذه لخطابها بلا مراجعة ولا تحفظ بذلك فقط و(بالطاعة والتسليم )لا بالتحامل والتجاهل والابتعاد عنها لابمغالطتها وتحريف الحقائق لم يكن بالانتهازية والانتقائية فما تقوله المرجعية بمثابة الدستور و الصراط المستقيم للسيد عمار الحكيم وقيادات وشخصيات تيار شهيد المحراب (قدس سره) ولا اعتقد بان نهج وتوجيهات المرجعية بعيدة عن اماني المواطن ومصلحة الوطن وهذا ما اظهرته الازمة الاخيرة من تطابق رؤى المرجعية الشريفة ومصلحة الوطن العليا والابتعاد به عن الحرب والفتنة الطائفية وكيف اختار الجميع السيد عمار الحكيم كنقطة التقاء والقيام بلم الشمل والانطلاق بحوار وامكانية عقد اجتماع لحل الازمة .ولا اعتقد بان الجميع صادقون او مخلصون لكنهم مجبرون فبيد شكروا الحكيم وطالبوه بعقد اجتماع وبيد اخرى يحاربونه ويشتمون واعطوا الضوء الاخضر لمسوخهم واقلامهم الماجورة بالنيل من الحكيم وهذه المرة بقسوة فالنيل والتجاوز على الحكيم لم يقف عند شخصه بل تعداه للنيل من المرجعية والتهجم عليها والتشكيك بها والطعن بمصداقيتها ونواياها فهل جزاء الاحسان الا الاحسان وهل يعي القوم ما يفعلون وهل ان ذنب الحكيم بانه يرى في المرجعية القيادة الفعلية والابوة الحقيقة ومصدر القوة والملاذ الامن وهل ان ذنبها ان يتطابق خطاب الحكيم برؤيتها وتوجهاته باقوالها ام ان ذنبهما هو النصح للجميع والتعامل مع الجميع والاخلاص للوطن والمواطن للدين والانسانية بلا مقابل لا لشيء الا انهم يأدون تكليفهم ويعملون بما تمليه عليهم مسؤوليتهم ....
https://telegram.me/buratha