المقالات

وللنخلة محنتها في بلادي

927 22:08:00 2013-01-22

لطيف عبد سالم العكيلي

عبر ثلاثة عقود من الزمان ،أفضت مجموعة من العوامل في مقدمتها قلة المياه المتأتية من خطورة السياسات المائية التي اعتمدتها دول المصب حيال مهمة الاستئثار بأكبر ما يمكن من حجوم مياه الانهار العراقية وحجزها في سدود وخزانات بقصد الافادة منها في مشروعات انتاجية لتدعيم اقتصاداتها ،اضافة الى تداعيات الحروب التي عاشتها البلاد ،وتنامي اثار مشكلة التغيرات المناخية إلى تقلص عدد بساتين النخيل ومساحاتها الخضراء في مختلف مناطق بلادنا بعد أن كانت النخلة فيما مضى عنوانا لنماء البلاد ووفير خيرها الذي يتوارى خلفه تاريخ شعب حافل بالعطاء والمدنية والحضارات .وعلى وفق التوقعات والتخمينات غير المستخلصة من قاعدة بيانات مفترضة والتي تدعمها رؤى المتخصصين واصحاب الشأن ،تراجعت أعداد نخيل العراق في الأعوام الأخيرة إلى نحو( 11 مليون ) نخلة بعد أن كان مجموعها في أواخر العقد السابع من القرن المنصرم يقدر بأكثر من ثلاثين مليون نخلة تقع معظم بساتينها في محافظات البصرة وذي قار واسط وميسان ،إضافة إلى محافظات بابل وكربلاء وديالى وبغداد ومدن أخرى .ولعل ما نقلته المصادر الخبرية قبل ايام قليلة عن رئيس المجلس البلدي لناحية مندلي (90كم شرقي بعقوبة) التي تعرضت في العقد الثامن من القرن الماضي إلى ضرر بالغ نتيجة العمليات العسكرية التي تسببت في هجرة القسم الأعظم من سكانها الى جانب تدمير اغلب بساتينها الزراعية من أن الناحية التي كانت في بداية العقد الثامن من القرن الماضي غابة عملاقة من أشجار النخيل التي تتميز بكثرة أنواع التمور فيها ،خسرت ما يقرب من ( 80% ) من بساتين النخيل خلال ( 30 ) عاماً مصداق على ما اشرنا اليه فيما تقدم ،مؤكداً في الوقت ذاته أنه لم يتبق في الوقت الحالي سوى ألف دونم تفترشها بساتين نخيل تعاني من انحسار مستمر في أعدادها ؛بالنظر لتفاقم المشكلات الخاصة بمصادر المياه التي تسببت بنقص كبير في ايرادات المياه الى بلادنا ،اضافة الى نشوب الحرائق فيها بفصل الصيف .ان الواقع الذي تقدم ذكره يملي على ادارة القطاع الزراعي التأسيس لمشروعات من شانها النهوض بقطاع النخيل في مختلف مناطق البلاد ،وبما ينسجم مع الاسهام في تعزيز الاليات المعتمدة في مهمة اعادة العراق إلى صدارة قائمة البلدان المنتجة للتمور بعد التراجع الكبير الذي افضى به إلى المرتبة السادسة بفعل الاهمال التي طال قطاع التمور خلال العقود الثلاثة المنصرمة ،اضافة الى تجريف البساتين وتحويلها جنسها الى مناطق سكنية او صناعية ،مثلما هو حاصل في تنامي ظاهرة العشوائيات .ولعل في مقدمة حزمة الاجراءات التي ينبغي تطبيقها هو إنشاء مركز تخصصي لتطوير وتوسيع زراعة النخيل في البلاد وتجديد البساتين القائمة من اجل زيادة اعداد النخيل والارتقاء بنوعية انتاج التمور . في امان الله اغاتي .المهندس لطيف عبد سالم العكيلي / باحث وكاتب .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندس لطيف عبد سالم العكيلي
2013-01-24
بسم الله الرحمن الرحيم اخيتي الفاضلة ام فاطمة شكري وامتناني لمشاركتك . تحيتي واحترامي ,
المهندس لطيف عبد سالم العكيلي
2013-01-24
بسم الله الرحمن الرحيم الاخ الفاضل ابو هاني الشمري المحترم يؤسفني اشعارك اني كتبت ردا حول مداخلتك الجميلة ،غير ان ضيق المساحة المخصصة للتعليق لم تسمح لي باكمال ما كنت اتمنى ان يصلك .وقد اجد نفسي مجبرا لكتابة مقال موسع حول الموضوع في القريب العاجل باذنه تعالى .ابارك فيك اهتمامك بالموضوع الذي عكس عراقيتك واصالتك ،واتمنى ان تكمل جميلك وتطلب من الاخ المسؤول في وزارة الزراعة باعلان البيانات التي ذكرتها لانها تثلج الصدور وتدخل الغبطة الى النفوس .حفظ الله تبارك وتعالى بلدنا وشعبنا مع فائق احترامي .
ام فاطمه
2013-01-23
لقد رايت بام عيني كيف تتحول اراضي التنومه النخليه في البصره الى بيوت بسرعه عجيبه
ابو هاني الشمري
2013-01-23
الاخ المهندس لطيف المحترم: في آخر احصائية مؤكدة اجرتها وزارة الزراعة ومن على لسان احد المسؤولين الكبار فيها ان العدد الحالي للنخيل هو 21 مليون نخلة بعدما هبط عددها الى 9 ملايين نخلة فقط الى ماقبل اربع سنوات وهذا يعني ان الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة حاليا تسير بالاتجاه الصحيح . علينا ان نتوخى الدقة ونتكلم في كل خطأ تعمله الحكومة كما هو وكذلك علينا ان نثني على ماتفعله من عمل بالاتجاه الصحيح. ما أشرت اليه من وجود مراكز بحثية ومراكز لزراعة النخيل نسيجيا كلها موجودة حاليا وتعمل بشكل صحيح. اسعار التمور تم دعمها وبذلك اتجه اصحاب النخيل الى الاهتمام ببساتينهم. صناعة التمور تحسنت في الوقت الحاضر وهنالك انواع لابأس بها تصدر الى الخارج, ولكن المشكلة ان المواطن داخل البلد لايعلم بذلك لعدم وجود الدعاية الاعلامية المناسبة. تبنت وزارة الزراعة توزيع الاصناف الجيدة من شتلات النخيل الى المزارعين لغرض النهوض بهذا القطاع الذي عانى كثيرا خلال اكثر من اربعة عقود. مكافحة الافات الزراعية التي تصيب النخيل مستمرة وهي مجانية وتقوم بها الوزارة بشكل دوري ومستمر.. وهذا امر يحسب لها بل ازداد عدد طائرات مكافحة آفات النخيل حصرا. هنالك العديد من مناطق العراق تعرضت بساتينها الى التدمير الكامل بسبب عوامل متعددة اهمها الحروب التي مرت على العراق والاهمال الذي طالها بسبب ارسال اصحابها الى جبهات القتال او تهجير اهلها الى اماكن اخرى لوقوعها ضمن مناطق العمليات العسكرية اضافة الى التجريف الذي طال العديد منها بسبب الاجراءات التعسفية التي ارتكبتها طغمة البعث الحاكمة آنذاك.. ناهيك عن الامراض والحرائق والجفاف وغيرها الكثير من الامور .. ولكن يظهر ان الامور حاليا تسير نحو تحسين الكمية والنوعية للاسباب التي اشرت اليها سابقا. ما تحتاج الوزارة اليه للتسريع في زراعة اكبر عدد ممكن من النخيل هو ادخال المكننة الحديثة في ادامة النخلة اضافة الى استخدام التقنيات الحديثة في الري والتسميد للتغلب على شحة المياه. اضافة الى تحرك وزارة الموارد المائية وبشكل واسع نحو استصلاح اراضي جنوب العراق التي عانت الكثير بسبب التملح الذي طال اكثر مناطقها الزراعية. اما عن تشريع قوانين جديدة لغرض اجبار الفلاحين ممن يمتلك 5 دونم من الاراضي الزراعية فما فوق على زرع عدد معين من النخيل لكل دونم فهو امر يجب ان تدرسه الجهات المعنية بشكل واسع لانه يحتاج الى توفير الاعداد الكافية من الشتلات اضافة الى القوانين المكملة لتطبيقه. وهو قانون لو تم تشريعه وتنفيذه لتجاوزنا كل بلدان العالم في عدد نخيلنا. اما الاحصائيات التي تنشر بين الحين والآخر عن تدني عدد النخيل حاليا فهي طرق تستخدمها وسائل معروفة الاتجاه لجعل المواطن محبطا ولبث الريبة على كل شئ داخل البلد وهؤلاء الذين يريدون ان يظهروا العراق بهذا الشكل المأساوي هم انفسهم من قتلوا النخلة بأيديهم, لذلك نرجوا الانتباه . نرجوا ان تستمر الوزارة بهذا النهج لتجاوز الاربعين مليون نخلة خلال الاعوام القليلة القادمة بل لارجاع العراق الى مكانه الصحيح وهو الاول عالميا في عدد النخيل ... وعسى ان يكون ذلك ونحن احياء نشاهد ذلك بأم اعيننا. تحياتي لكم ونأسف للاطالة التي لابد منها للتوضيح.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك