بقلم: ضياء رحيم محسن
منذ فترة ليست بالقصيرة يشهد البلد نوعا من الحراك السياسي، الذي جاء بعد أن خرجت الجماهير في تظاهرات ( قد يكون البعض منها على حق)، نجد على الطرف الآخر مجلساً تشريعياً غير فاعل، مجلساً تشريعياً عبارة عن جسد بلا روح، ونحن وإن كنا لا نشكك في نوايا نوابه، لأنهم في النهاية عراقيون وكذلك فهم حديثوا عهد بالتجربة الديمقراطية، وربما تكون تلك هي المشكلة، فحين تكون الأغلبية حديثة عهد بالعمل السياسي يحدث هناك سقوط لمفاهيم شتى، فنلاحظ غياب المعارضة الحقيقية داخل قبة البرلمان، وهذا راجع إلى غياب التكتلات والتيارات والتحزبات (حتى مع وجود مسميات للتكتلات)، لكنها ترفض العمل على وفق وجود حكومة ومعارضة ، فنحن نفتقد الى المعارضة الحقيقة حتى وإن كانت موجود في الشكل لكنها في واقع الأمر مشاركة في الحكومة وبالتالي صفة المعارضة تنتفي عنها. أعود الى السلطة التشريعية، فما نشهده تحت قبة البرلمان يشبه النكات، فالمجلس لا يكاد يلتئم لمناقشة موضوع مهم إلا عندما يكون رؤوساء الكتل النيابية موافقون على طرح هذا المشروع ونسوا أو تناسو أن المواطن الذي إنتخبهم هو المستفيد او المتضرر الوحيد من إقرار أو رفض مثل تلك المشاريع، إن السياسة والديموقراطية الفاعلة التي تنهض بالأوطان لا تكونان هكذا، فإن لم يكن هناك الصوت والصوت المعارض، لما حدثت النهضات ولا تقدّمت الإقتصادات، إن الفترة الماضية تكاد تكون فترة جيدة ليتعلم ساستنا الكثير منها في كيفية تمشية أمور البلد حتى مع وجود المشاكل، وعندما تكون هناك رؤية بأن العراق أكبر من هذه المشاكل سيكون بإمكان ساستنا الخروج من عنق الزجاجة باقل الخسائر وبرضى الله والمواطن عنهم. وبالعودة على التظاهرات التي خرجت ، فأن على منظمي هذه التظاهرات أن يعلموا بأن ليست جميع مطالبهم هي دستورية، فالدستور الذي صوت عليه الشعب العراقي بمختلف اطيافه هو الذي يقرر فيما إذا كان بالإمكان تعديل تلك المادة او تلك وبما لا يسبب عودة للنظام السابق أو إطلاق سراح المجرمين الذين إكتوى من لهيبهم الشعب بأسره، فمن غير اللائق بالمواطن أن يخرج إلى الشارع ويهتف وهولا يعلم مغزى ولا معنى هتافه.نحن نعيش في دولة مؤسسات، والوطن ليس حكراً على أحد، والتغيير يمكنه أن يمر بالقنوات الدستورية السليمة، ودون الحاجة إلى التظاهر والتخريب، لأن التظاهر يضر بوطننا، ونحن لا نرضى أبداً الضرر لبلدنا وهو بلد الخير والعطاء والنماء، فلنكن جميعاً على قلب رجل واحد نتفاعل ونتماسك ويشد بعضنا بعضاً حتى نستطيع أن نصل بوطننا إلى بر الأمان.والله من وراء القصد.
https://telegram.me/buratha