بهاء العراقي
في وقت تدير الدولة ظهرها للداخل نجدها منفتحة على الخارج بكل صورة وطريقة وليس اخر الانفتاح بيانات وزارة الخارجية حول مباراة كرة قدم جمعت منتخبنا ومنتخب الامارات في خليجي 21 والتعبير عن ان بعض المواقف الشعبية ليست معبرة عن الموقف الرسمي وطبيعة العلاقة بين العراق والامارات والحقيقة انها غاية الدبلوماسية فالبعض انجرف وراء مشاعره وبدء يكيل السباب لشعب الامارات بسبب مباراة لا غير !! لكن اين هي دبلوماسية الدولة والحكومة فيما يتعلق بمواطنيها فالتوازن غائب في المواقف بل ومعدوم احيانا ,فكل حلول الازمات والاستجابات لها وجهين لاثالث لهما الاول ان ترضي الجلاد والثاني هو ان تنال من الضحية وهو ما حدث بالفعل في قضية اعادة البعثيين حتى اننا سمعنا تيارا جهاديا يطالب بان يساويه المالكي وحكومته مع البعثيين فبعد سنوات من الجهاد والصبر يكافأ البعثي ويقدم ويعود الى سابق عهده فاتحا منتصرا بينما تهمل عشرات الطلبات التي تقدم بها المجاهد الغيور الذي دفع عشرات الضرائب في سبيل دينه ووطنه بحجة او بغير حجة فالحكومة لاتحتاج الى حجج و اعذار لتنصف من تعرفهم جيدا لكنها تتحجج بعد وجود القوانين والتخصيصات الكافية لتقديم هذا الانصاف واذا اخذنا مثلا صغيرا عن حجم المظلومية التي تعرض لها الاف الشباب المجاهد لوجدناهم وهم من دفع ثمن الثورة والانتفاضة اقل الناس حظا واكثرهم تضحية على مدى سنوات ومنهم شريحة ثوارانتفاضة شعبان الذين يسمون مجازا بمهجري رفحاء ولا احبذ اقول مهجرين لانهم ثوار انتفاضة شعبان التي اعادت للعراق وجهه الحقيقي واغلب هولاء من الشباب الذين لم يشملوا بقوانين المهجرين والسجناء والمبعدين ولا حتى المواطنين من الدرجة الاولى فقوانيننا انتقائية تغدق على البعثي وتتناسى عمدا هولاء بحجة ان الزواج ووجود شريكة الحياة شرط اساسي لنيل المنحة والمكافأة وهو ما لم يتمكن منه قسم كبير منهم لذا بقيت مأساتهم طي نسيان الحكومة والبرلمان العزيز بسبب ممانعة كتلة دولة القانون وحجتها انها لاتريد ان تضيع هوية هولاء فالحاقهم بقانون مؤسسة السجناء سيضر بقضيتهم ولا اعلم هل بعد عودة البعثيين توجد عندهم او عند غيرهم قضية ثم لماذا يوضع شرط امام من هجر بفعل ثورته على الطغيان ان يكون متزوجا وكيف له ان يتزوج اليوم وهو بلا ضمان وبلا عمل فمعظم سنوات شبابه قضاها غريبا يعاني مرارة الغربة ليفاجأ بخذلان الناصر ومن تغنوا ببطولاتهم حيث كانوا قبل سقوط الصنم يكررون الزيارات ويتصلون بابطال انتفاضة شعبان ورجالاتها في السعودية بينما هم اليوم يوصدون الابواب بوجههم وكأنهم فعلوا فعلة مشينة وقد تكون هذه الفعلة بنظر البعض هي عدم قبولهم بالانتهازيين وطلاب الفرص على حساب قضيتهم الاولى وهي خلاص الوطن وربما تكون فعلتهم هي كسر حاجز الخوف الذي زرعه النظام في قلوب العراقيين واعادة العراقي الى جادة رفض الظلم والخنوع ولا اعلم ربما كانت هي رفضهم للبعث المجرم واساليبه والا فتكريم البعثيين واقصاء المجاهدين المنتفضين يؤكد جزءا من هذه المظلومية العظمى التي لن تنتهي مادامت الانتهازية والمساومة تعشعش في قلوب اصحاب القرار الحكومي فيا من تناسيتم كل ذلك نقول لكم ان كل ما تتباهون به من تاريخ ومجد زائف لايساوي مقدار ضئيلا من تضحيات ابناء الانتفاضة الشعبانية ولئن وصلتم اليوم الى مركز القرار وادعيتم انكم اقوياء فانكم اقوياء بهم لا بغيرهم فحتى من رشوتهم بالمال واشتريتم ضمائرهم من اجل تحقيق الغلبة والتباهي من شيوخ الاسناد ومرتزقة الحكومة نقضوا عهودهم ومواثيقهم لان بعضهم لا يتحمل شرف المسؤولية وواجب الالتزام بالموقف بينما صمد ابناء الانتفاضة المهجرين قسرا اكثر من عشرة سنوات في صحراء قاحلة تتخطفهم اجهزة مخابرات نظام صدام ومن تعاون معهم من ازلام الوهابية فقط لانهم التزموا القضية واعطوا كلمتهم لشهيد المحراب بالصمود حتى تحقيق النصر والعودة لارض الوطن رافضين نعيم المهجر وامتيازات اوربا وامريكا فهل يجازون بمثل هذا الجزاء .. الى الله المشتكى وهو المستعان فالاختبار صعب لمن يرى ان الطريق طويلة وتحتاج موقف من لايبيع مبادئه في سبيل قضيته الاسمى وان تسلل الاحباط الى صدور البعض فلأنهم ادركوا كذب وزيف شعارات المرحلة الماضية التي تاجر بها البعض للوصول الى مبتغاه لاغير وسينتهي هولاء قريبا لان حبل الكذب قصير لان العدل اساس الملك ومن لايمتلك العدل فعليه ان يدرك انه ماض الى طريق الزوال وان تحايل وتلاعب ...
https://telegram.me/buratha