المقالات

مقاضاة البعثيين وورثتهم على المقابر الجماعية والتفجيرات الارهابية

634 00:57:00 2013-01-24

الشيخ حسن الراشد

لم يشهد العراق جرائم ابادة جماعية وتطهير عرقي وطائفي طوال تاريخه المديد الا في عهد الحجاج الامويالارهابي ان لم نقل ما ارتكبه صدام وايتامه من جرائم وحشية وقتل منهجي وقطع للرؤوس وعمليات ذبح بالجملةفاق التصور والخيال ولم يرتكبه اي ديكتاتور وحاكم مستبد بدأ بحجاج ومرورا بغزوات التتر وليس انتهاءا بعهدالانكشاريين العثمانيين الاتراك المستعمرين .المؤرخون قد لا يسجلون بدقة جرائم الصداميين وقد لا يسبرون غور كوارث الانسانية التي حلت بالعراقيين في الشمالوالجنوب وقد لا يهمهم كثيرا ان يؤرخوا مشاهد المقابر الجماعية وقتل المئات الالاف العراقيين في الجنوب وابادةالعشرات الالاف من الكورد في الشمال رغم ان الاكراد بذلوا جهدا في هذا المنحى واستطاعوا ان يوثقوا تلك الجرائمالتي حلت بابناءهم واباءهم وامهاتهم ويثيروا قسما كبيرا من الرأي العام وكسبوا تعاطفا دوليا بهذا الخصوص الا ان العراقيين في الجنوب والوسط وبتعبير ادق الشيعة في العراق هضمت حقوقهم وطمست معالم الجرائم والابادةالجماعية والانتهاكات الصارخة لحقوقهم والتي مازالت مستمرة على ايدي الارهابيين والطائفيين وداعميهم من خلالعمليات التفجير المرعبة والهستيرية التي تنفذها الايادي النجسة في العراق وبدعم وتعاطف او سكوت انباري لميرقى الى مستوى حتى التنديد !

ان الحكومة العراقية الحالية والتي سبقتها ايضا تتحمل المسؤولية الكبرى في توثيق جرائم البعث الصدامي والارهابيينالسلفيين والقاعدة وحلفائهم في العراق ‘ فهي لم تستطع حتى ايجاد مؤسسات ثابتة ونشطة او دعم هذا التوجه من اجلتأريخ وتوثيق علميات الابادة الجماعية والتطهير الطائفي التي تعرض ويتعرض لها العراقيون الشيعة على ايديالقتلة والطائفيين وعصابات الغدر البعثية ومن لحق بركبهم ..

ان توثيق تلك الجرائم وتدوينها وتشكيل لجان متابعة في كل محافظة يشكل عملا ليس فقط حقوقيا وانسانيا بل خطوةمتقدمة نحو مقاضاة المجرمين واالارهابيين والحاضنين لهم خاصة ان تلك الاعمال الارهابية البشعة وعمليات التطهيرالطائفي والمذابح التي حدثت على ايدي افراد او جماعات اوحتى مناطق معينة اصبحت معروفة وواضحة وهي كثيرةوكبيرة ومبعثرة بحاجة الى تجميع وتدوين بطريقة منهجية وتوثيقها دوليا وادخالها ضمن ملفات ابادة الجنس البشريلدي المنظمات العالمية والمحافل الحقوقية الدولية تمهيدا في المستقبل لفتح جوانب منها لمقاضاة الافراد والجماعاتوحتى الدول التي ساندت ودعمت ماليا واعلاميا وسياسيا تلك الاعمال البشعة الاجرامية .

هناك صور ووثائق وتقاير كثيرة وكثيرة جدا عن جرائم اهل الانبار ـ لسنا نقول كلهم ـ وما اقترفوه ابان عهد المقبورصدام المجرم من اعمال قتل وانتهاك لحقوق الانسان والمشاركة في الابادة الجماعية خاصة وان كثير من ابناءتلك المنطقة كانوا يعملون في الاجهزة الامنية والقمعية وبعد سقوط النظام البعثي فتحواغ حواضنهم للارهابيين وقاموا بعمليات ارهابية بشعة ومرعبة بحق ابناء العراق في اغلب المحافظات وشكلوا عصابات قتل وميليشياتارهابية تحت اسماء وعناوين مختلفة لتنفيذ اعمال القتل والابادة بشكل ممنهج وهم مستمرون في ذلك يعدون العدةلامر مهول قد تشيب من فظاعتها الولدان وهم بانتظار فقط الفرصة السانحة ‘ لذلك فان توثيق تلك الجرائم الارهابيةوعمليات الابادة الانسانية عمل ضروري وسرعوي لمقاضاة المجرمين والدول الداعمة لهم ولابراز مظلومية العراقيينوخاصة ابناء الجنوب والوسط الذين تعرضوا لظلم تاريخي لم يشهد له مثيل واليوم يحاول ورثة القتلة والمجرميناعادة عقارب الساعة الى الوارء ولتكرار تلك الافعال والمهالك وتحت شعارات طائفية وغيرها من الشعارات الخادعةبهدف الاستمرار جرائمهم وعدوانهم .ان العراقيين مدعوون اليوم اكثر من اي وقت مضى لليقظة والوعي لما يجري من حولهم من تحركات مشبوهةونشاطات هدامة هدفها التغطية على كل جرائم النظام السابق واعمال القتل العشوائية التي نفذها وينفذها الارهابيونالمدعومين محليا واقليميا حتى ان احتجاجاتهم اليوم في مدن الانبار والمظاهرات التي يسيرونها وظهورهم بتصريحاتنارية وافتراءات ضد العراق الجديد على الفضائيات العربية ليس الا من اجل الهروب الى الامام ولطمس ما ارتكبتهاياديهم الغادرة بحق الشرفاء وابناء العرق الغيارى ولكي يخلقوا فينا حالة من النسيان ونلتهي بفبركاتهم واكاذيبهم وما يصبون اليه من تنفيذ اجندات خارجية وطائفية للوثوب مجددا على السلطة .

نعم العراقيون يعلمون ان هدفهم من تلك الاحتجاجات ليس المالكي ولا حكومته وهم يعلمون ان لهم تمثيل كبير فيفي الحكومة وباديهم مناصب سيادية يحلم بها اي اقلية مثلهم بل لا يستطيع حتى في بلدان مثل البحرين التي تحكمهااقلية طائفية تسمى ال خليفة ان يصل الى تلك المناصب ابناء الاغلبية فيها اما في العراق فانهم في الحكومة بحدودالنصف ولم يقبلوا بهذا التقسيم الذي كان من يسمون انفسهم بزعماءهم شاركوا في التقسيم واقرو به ولكن مع ذلك فانهم يعملون على عرقلة نهوض العراق ويسعون اليوم باعمالهم الفوضوية اسقاط العملية السياسية برمتها والاستحواذعلى السلطة كاملة وممارسة ما هم يدعون اليوم بانهم يتعرضون له من تهميش والحال انهم ليسو مهمشين كماقال احد زعماء الصحوة الانبارية الدكتور احمد الهايس حيث اتهم المتظاهرين وبعض المسؤولين فيالمحافظة بتنفيذاجندات خارجية والتنسيق مع قوى اقليمية من اجل نشر الفوضى والفتنة .كيف يكون مهشمون ولديهم اكثر من ست وزارات عدى المناصب السيادية كرئاسة البرلمان ونائب رئيس الجمهورية ونواب لرئيس الحكومة ولو افترضنا ان الكورد هو ذات المكون فان عددهم في التمثيل يصل الىالنصف واكثر رغم انهم لا يشكولون اكثر من 10% من السكان والكورد 15% .ان الهدف المعلن غير عن الهدف غير المعلن حيث ان اجندتهم قائمة على الغاء العملية السياسية برمتها واغراقالعراق في الدماء مجددا وصياغته بالرؤوس المحزوزة والاشلاء المقطعة واعادة رسمه بلون طائفي واحد يحكمشعبه من خلال الابادة الانسانية .. ومن هنا ايضا فان المبادرة لمقاضاة المجرمين والعهد البائد وورثته خاصةان نواياهم قد كشفوها مجددا في تلك التظاهرات البائدة عندما وصف ابناء الاغلبية في العراق بانهم خنازير وابناء الخنازير فيما زعماء المتظاهرين اعلنوا بملأ افواهم ان (( من يحمل اسم عبد الزهرة سوف لن يسمح له بدخولمحافظتهم)) ! ..فبادرو ياشرفاء العراق بمقاضاة الجلادين حيث انتم الضحايا وهم الجلادون قبل ان يتحول الامر ويغدو عكسيا !لقد ان اوان تطهير العراق من الارهابيين وملاحقتهم قضائيا وميدانيا قبل ان يصبحوا هم ضحايا وانتم المجرمون فاالكلمة لكم ولكم يد الطولى والارهابيون اليوم يحفرون قبورهم بايديهم واللبيب بالاشارة يفهم !

الشيخ حسن الراشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-01-24
بارك. الله بالشيخ الراشد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك