المقالات

هل تنجح لعبة الازمات ؟

388 10:23:00 2013-01-24

محمد حسن الساعدي

يمر بلدنا اليوم بسلسلة متواصلة من الازمات السياسية بما يشكل تدهوراً خطيراً خصوصاً في ظل الوضع الاقليمي والأحداث من سوريا ، ومدى تأثير التغيير السياسي المحتمل فيها والذي قد يؤثر سلباً على الوضع الداخلي العراقي ، وقد يحدث اهتزاز للنظام السياسي والعملية السياسية والمشروع الوطني ككل .لذلك ومن هذا المنطلق يجب أن يسعى سياسيونا الى توحيد رؤاهم وأهدافهم للخروج من عنق الزجاجة وتعزيز اواصر الوحدة الوطنية والتفاهمات السابقة بين الشركاء السياسيين بمعنى آخر ان الوقت والوضع لايسمح بمثل هذه الصراعات والأزمات والتي يدفع فيها المواطن العراقي الثمن ، أذ يجب أن يضعوا مصلحة الشعب العراقي هي العليا ، والنظر على أن أمنه خط احمر لايمكن تجاوزه ، كما ان تحركات المجاميع الارهابية وتحالف البعث الفاشي معه جعل الاستهداف يكون اكبر واخطر ، مما يتيح له الدور والفرصة الى العودة الى الساحة السياسية بوجه آخر وصورة اخرى .اليوم دخلت المرجعية الدينية بقوة في الازمة الراهنة ،تلك المرجعية الدينية التي تحظى باحترام وتقدير جميع فئات الشعب العراقي،تظل في نظر العراقيين تمثل صمام الأمان في أوقات الأزمات،وقد برز دور المرجعية مجدداً عندما ضاقت فضاءات السياسة عن احتواء الأزمة الأخيرة،فأعلنت المرجعية خارطة طريق لمعالجة الأوضاع الراهنة من خلال مبادئ رئيسية لإنقاذ البلاد والخروج من الازمة .التشنج والاصطفاف الطائفي في الشارع العراقي أدى الى عدم اعتدال الخطاب السياسي ما أسهم في تعميق المشاكل السياسية وتغليب المصلحة الفئوية على حساب المصالح الوطنية.ان الخطاب السياسي العراقي لم يكن خطابا معتدلا وهو احد الاسباب التي ادت الى الاحتقان الطائفي والمشكلة التي حدثت في العراق هي مشكلة سياسية بالدرجة الاولى ، الذي عزز وصول المشكلة الى الشارع العرقي هو الخطاب السياسي الذي تحول الى حالة مساجلة وتبادل الاتهامات والاتهامات المضادة بين اطراف المعادلة السياسية العراقية وهي كانت تصب في ايصال المجتمع الى حالة الاحتقان الطائفي باعتبار الجو الطائفي المشحون هو افضل جو لنمو التكتلات الحزبية الضيقة والطائفية. الخطاب السياسي يسعى الى تحقيق المصالح الحزبية الضيقة لان وجود الاحتقان الطائفي ادى الى تغييب الوعي الجماهيري وان الحل الوحيد هو تصحيح الخطاب الوطني والكتل السياسية بدأت في الاونة الاخيرة تلتفت الى هذه المسألة لانها جرت علينا البلاء، أذ ان ظهور التكتلات الجديدة تؤشر وجود تضارب في الأجندة السياسية، والمطلوب من فرقاء السياسيين ان يحملوا الهم الوطني العراقي بعيداً عن اجندات الاخرين. وقال ان الحل الوحيد في بقاء العراق موحدا هو وجود الخطاب السياسي الموحد وان الساحة العراقية ما زالت لحد الان دون الخطاب الموضوعي وهي بحاجة الى العمل وتفادي اخطاء السابق.في ظل هذه الصراعات والأزمات المتلاحقة اليوم فاننا نطرح التساؤلات ماذا ينتظرُ العراق؟ هل هو مقبلٌ على كارثةٍ سياسيةٍ وحربٍ طائفيةٍ وعرقية؟ هل سيتمُ تقسيم هذا الوطن إلى ثلاث فدراليات للكورد والسنة والشيعة؟ أم أن الأصوات الداعية إلى المحافظة على وحدة العراق هي الأعلى والأكثر تأثيراً؟ ربما مع مرور الوقت نجد الاجابة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك