اليوم رأسي مزدحم حد التخمة بأفكار تصادمت فيما بينها حتى كاد ينفلق ..الأفكار ليست من بنات رأسي، بل هي نتاج هذا الحراك الخارج عن منطق الأشياء والذي يجري في بلدي...
نكرم اللصوص ونقتص من المسروقة داره..نجلد القتيل ونضع النياشين على صدر القاتل...نهش ونبش بأهل السحت وآكليه، ونشيح بوجوهنا عن النزيهين والأتقياء... وصاحب الهوى يرديه , ويجره إلى الباطل ويدنيه, ونعوذ بالله من الضلال والتيه...
اليوم فقط أكتشفت أننا شعب أدمن الخديعة..فالذين صدعوا رؤوسنا بأحاديث عن القيم ألإسلامية والثوابت التي خلنا أنهم لن لا يتزحزحوا عنا ولو تزحزحزت الأرض التي يقفون عليها، فقد أذابوا تلك القيم والثوابت في ماعون "السلطة" بقليل من من الحياء، وشربوها دفقة واحدة كما يشب العطشان قدح ماء في يوم قائض....
الأصبع البعثي الذي قالوا أنهم سيقطعوه لو كان أصبعهم، مستعيرين قول عاشق الشهادة العظيم ، لفوه بغلالة من رعاية وإحترام، وأحاطوه بتبجيل وبلا حدود...
... اليوم أكتشفت أن من كتب "الطريق الى الحرية" كان يعني "الطريق الى السلطة"..وأن أحاديث الجهاد والمجاهدين باتت نسيا منسيا، بل أنها خبزا بائتا لا يستساغ أكله...
ويوما بعد يوم يكشف الحاكة الوان خيوطهم، ويوما بعد آخر يغيرون من قشرتهم كما الثعابين تغير جلودها في مواسم الربيع...!
معذرة سادتي..ربما يجبرني تزاحم الخيبات في راسي أن أعيد حساباتي أنا الآخر، فقد أصاب بما أصيب به غيري، مع أن صديقا لي قال لي أول أمس أنك تعيش في الوقت الزائد، وأنه كان يفترض بك أن تكون واحدا من بين الستة من أهلك الذين قتلهم البعث!
صديقي قال لي أيضا مبشرا إياي بالشهادة : لا تعجل ستلحق بهم...قلت له أتمنى ذلك وبشرك الله بالخير... ولكني الآن أعلن تراجعي عن أمنيتي، فماذا سأقول للشهداء من أهلي الذين سبقوني ومنهم أخي الأعز حينما يسألونني أين كنت؟...!
https://telegram.me/buratha