حافظ آل بشارة
تعلن الحكومة انها استجابت لطلبات المتظاهرين المشروعة ، المتظاهرون يرفضون العودة الى بيوتهم ويقولون انهم يريدون ان يروا نتائج على الأرض ، الحكومة اعطت تنازلات غير متوقعة ، وردا على كرمها راحت طلبات المتظاهرين تركز على ثلاث نقاط طريفة هي اطلاق سراح جميع السجناء ، الغاء المادة 4 ارهاب والغاء قانون اجتثاث البعث ! ثم تطورت تلك الطلبات الى اسقاط الحكومة والنظام والدستور ، دلال ما بعده دلال ، هذه بالتأكيد ليست مطالب شعب انما هي المطالب القديمة لانصار النظام السابق عندما هددوا بالعودة الى السلطة ونادوا بها من دمشق سنة 2005 وكانت مطالب مضحكة ، وزال العجب حين قالت المعلومات السرية انها مبثوثة بضوء أخضر أمريكي وغربي هدفها تهديد وتحذير القائمين على العملية السياسية من الذهاب كثيرا باتجاه ايران ! بعدها انقطع بثهم ، الآن يتكرر المشهد ، القاعدة استولت على التظاهرات والمتظاهرون اسرى لديها لتحقيق هدف دولي ، هناك صوت بعثي لكن البعث لم يعد موجودا وقد اندمجت بقاياه بالقاعدة ، ومن يشذ عنها يقتل ، وعملية قتل النائب عيفان واضحة المقصد ، المتظاهرون يحسون بهذا التوظيف الخفي لمطالبهم ، مطالب بعضها مستحيل ، لا يمكن لبلد كالعراق وما جرى فيه من تحول ان يلغي قانون المسائلة والعدالة ، لوجود آلاف المجرمين والقتلة من منظومة صدام يجب محاسبتهم ، ولا يمكن الغاء المادة 4 ارهاب لأن المستفيد من الغاءها الارهابيون فقط ، ولا يمكن اطلاق سراح جميع السجناء فهذا مطلب لم ينطق به المتظاهرون لأنه مخالف للعقل والمنطق . هذه المطالب المستعارة من سنة 2005 يجري تمريرها وسط ضجة هائلة من الشعارات والصراخ والتحشيد والتحريض ، بعضهم يصاب بما يشبه الصرع امام الكاميرا ، صرع مدفوع الثمن ، المطلوب تهدئة كاملة ثم الوقوف أما المتظاهرين وتوجيه الاسئلة الآتية : هل تريدون الغاء قانون المسائلة والعدالة ام تعديله ؟ هل تعترضون على اصل القانون أم على الأخطاء المرتكبة في تنفيذه ؟ هل تريدون اطلاق سراح جميع السجناء أم السجناء الأبرياء الذين اعتقلوا بالخطأ ؟ أو السجناء الذين تقرر اطلاق سراحهم وتأخر بسبب الروتين ؟ ستكون اجوبة المتظاهرين شيئا آخر . يجب تذكير المتظاهرين بالجزء المشرق من سلوك الحكومة وهي التي اعادت الى الخدمة 16 الف بعثي في مواقع حساسة ، وسلمت أهم المناصب العسكرية اليهم وسمحت لمحققين من الأجهزة القمعية السابقة ان يعملوا في الدوائر الأمنية الحالية وهم المتهمون باغتصاب سجينات او التحرش بهن . تحالف العراقية قاطع الحكومة وهو يعرف كل هذه الحقائق ويعرف من الذي يقود التظاهرات وماذا يريد ، لانقاذ الاستاذ رافع العيساوي وافراد حمايته من القانون يجب تقسيم العراق ! عندما لاحظت القيادة الخفية للتظاهرات تجاوب الحكومة خشيت عودة الهدوء لذا طورت المطالب الى اسقاط الحكومة والدستور وكل شيء ولم يبق الا أن تنادي بالعودة الى حكومة صدامية طائفية والغاء العملية السياسية في العراق وهو المطلوب من وراء كل هذا الشحن واللف والدوران . الخطوة المقبلة المتوقعة ضرب التظاهرات بارهابيين بزي الجيش ، كمبرر لتسليح المتظاهرين ودفعهم بالقوة الى حرب اهلية قاسية ، واستخدام صور وعلم واناشيد صدام لالهاب الحس الطائفي ، نقل سيناريو سوريا الى العراق ، انه التقسيم خلافا لرغبة كل العراقيين ، خارطة اقليمية جديدة تخدم اسرائيل ، المتظاهرون الابرياء هم الضحية لكنهم الآن لا يسمعون اي نصيحة بسبب الشحن وفقدان الهدوء ، انهم آخر من يعلم وأول من يندم
https://telegram.me/buratha