جبار التميمي
عشر سنوات اكتملت منذ سقوط النظام البائد في التاسع من نيسان عام 2003وعشرات المليارات بل مئات المليارات من الدولارات صرفت على إعداد قوات مسلحة جيش وشرطة واستخبارات ومخابرات ولكن الأمان ناهيك عن الاستقرار لم يتحقق في بلاد وادي الرافدين وعاصمته دار السلام مئات المليارات من الدولارات انصرفت لكن لم يتوفر للناس حتى ماء الشرب والكهرباء ،ونحن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ،في زمن لم يعد الناس فيه يندهشون او يتعجبون لاختراع جديد قد يقوم بها صبية نابغون ولكن في هذه السنوات ظهرت في وطننا فئة فاسدة كبيرة من المليونيرية ،بل المليارديرية رقت بلايين وترليونات الدولارات من ثروات الشعب العراقي ، الذي يئن تحت هول وشر نتائج حكم المحاصصات القومية والدينية .، بعد
كما عانى من حكم وحروب صدام ، إضافة إلى الحصار الدولي ، رغم أن الدستور ينص على أن النفط والغاز هو ملك كل الشعب العراقي في كل الأقاليم والمحافظات ولا احد غير (الحرامية ) يعرف أن تذهب هذه الأموال .لقد نهجت الطبقة السياسية الجديدة في النهج الذي رسمه المحتلون الجدد لها ، نهجت نهج التمزيق القومي والطائفي ، تقسيم العراق إلى منطقة شيعية ، وأخرى سنية إلى جانب إقليم كردستان ، ذلك النهج الذي دعا إليه بايدن وكان وقتها رئيس لجنة الشؤون الخارجية غير أن ( ليس كل ماتتمناه الامبريالية تأتي الرياح به ) فاكتفوا بالمحاصصة مؤقتا وعيونهم على الهدف باقية كعيون الدجاجة ترنو إلى المزابل وهي تموت ومعروف إنهم ثبتوا المحاصصة دستوريا في أهم مؤسسة بيد السلطة غير الديمقراطية الجيش والشرطة وأجهزة الأمن فقد نصت المادة (9) الفقرة أولا :آت تكون القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية من مكونات الشعب العراقي بما يراعي توازنها وتماثلها دون تمييز أو إقصاء وهنا يستذكرني قول للإمام علي (ع)
يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام (واشعر قلبك بالرحمة للرعية وألطف بهم ولا تكونن عليهم سبعا ضاربا تغتنم أكلهم فأنهم صنفان أما أخ لك في الدين وأما نظير لك في الخلق ) بهذه المقولة الدستورية الخالدة يضع أمير المؤمنين عليه السلام معالم دستور للراعي الحقيقي الذي يتصدى لقيادة الأمة ويكون في طليعة من يتحمل عمق المسؤولية الشرعية والأخلاقية من هنا يتضح أن العمق الذي ينطلق منه السياسي قائم على مبدأ الرحمة واللطف للرعية التي تريد من يقودها أن يجسد هذه الميدان العملي حقيقة واقعية وليس كلاما نظريا تتقاذفه الفضائيات هنا وهناك دون أن يكون له حضور حقيقي او قل هي مجرد شقشقة هدرت ثم فرت هذه المقولة تحتاج إلى عمق شمولي ومعرفة واسعة في صفوف الجماهير لكي تميز من يعيش معها ويتحسس آلامها ويشعر بحقها وليس مجرد شخصية سياسية لاهم لها إلا الوصول والارتقاء إلى سدة القرار وتحقيق أحلام الوصول ! الوقائع والشواهد التي مرت علينا أعطت لنا انطباعا بان بعض ساستنا لايمتلكون أي من شعار الرحمة واللطف وإلا من يثير الأزمات ويفتعل المشاكل ويشعل ملفات تشم منها روائح الطائفية المقيتة يسهم إسهاما نظريا وعمليا في القتل المادي والمعنوي لشعبه وأناسه وهذا مالمسناه من تجربة مريرة من بعض الساسة المبرقعين بلباس الديمقراطية والشراكة الوطنية ولابد لنا أن تمتعن في قوله عليه السلام ولا تكونن عليهم سبعا ضاربا تغتنم أكلهم فالعبارة غاية في الدقة والمعرفة لمن يسير في هذا الدرب المليء بالتعرجات والاستهواء والميول ومافعله بعض الساسة من تشريعات امتيازيه تعد في نظر العقلاء مبالغ خيالية تستدعي الوقوف أمامها تعد القشة التي قصمت ظهر الجماهير التي قذفت في أعناقهم الأمانة الشرعية والأخلاقية والتي أوصلتهم إلى سدة القرار على حساب الأبرياء والفقراء والمستضعفين ورسالتنا إلى بعض من هؤلاء يكفي ما عانه أبناء هذا الشعب النبيل طوال سنين خلت من نوائب يقف مدد القلم عاجزا عن إحصائهم وما عليكم إلا الوقوف مع جراحهم الكثيرة التي تنوعت شجاها بين القتل العمدي من فتوى مشيحة فاجعلوا ميزان الرحمة هو المقياس الذي منه تطلقون ...
https://telegram.me/buratha