المقالات

الشعوب بين سياسة علي (ع ) وسياسة معاوية

536 23:58:00 2013-01-25

حسين ناصر الركابي

لاشك إن استلام شؤون ألدوله بيد الإمام علي (عليه السلام ) بعد مقتل عثمان بسبعة أيام ذلك في ( 25) ذي الحجة عام (25 هـ ) فوجد الأوضاع متردية بشكل عام وعلى اثر ذلك وضع خطه إصلاحية شامله ركز فيها على عدة محاور مهمة :أولا . تطهير جهاز ألدوله فور تولية منصب رئاسة ألدوله هو عزل الذي سخروا جهاز الحكم لمصالحهم الخاصة واثروا ثراء فاحشا واختلسوا من بيوت المال. ثانيا. تأميم الأموال المختلسة اصدر الإمام علي عليه السلام قرار حاسم بتأميم الأموال المختلسة التي نهبها الحكام السابقون .ثالثا . السياسة المالية التي انتهجها الإمام ( عليه السلام ) امتداد لسياسة رسول الله صل الله عليه واله وسلم الذي عنى بتطوير الحياة الاقتصادية وإنعاش الحياة ألعامه في جميع أنحاء البلاد وركز الإمام ( عليه السلام ) على عدة نقاط المساواة في التوزيع والعطاء فليس لأحد على احد فضل او امتياز وإنما الجميع على حد سواء الإنفاق على تطوير الحياة الاقتصادية، إنشاء المشاريع الزراعية ، العمل على زيادة الإنتاج الزراعي الذي كان من أصول الاقتصاد العام في تلك العصور ، عدم الاستئثار بأي شي من أموال الدولة .رابعا .السياسة الداخلية أمر( عليه السلام) بإزالة جميع أسباب التخلف والانحطاط وتحقيق حياة حرة وكريمه يجد فيها الإنسان جميع متطلبات الحياة من الأمن والرخاء والاستقرار .خامسا . تربية ألامه لم يعهد عن احد من الخلفاء انه عني بالناحية التربوية او بشؤون التعليم كالإمام علي( عليه السلام) وقد أولى المزيد من اهتمامه بهذا الأمر فاتخذ جامع الكوفة معهد يلقي فيه محاضراته الدينية والتوجيهية وبث الأدب والأخلاق الاسلاميه ونشر الوعي وخلق جيل يؤمن إيمانا عقاديا لاتقليديا ،.

نأتي إلى سياسة معاوية بعد إن انتهت مهزلة الحكم الذي تنصب فيها معاوية : عمل معاوية على إن يحارب مبادئ ونهج علي (عليه السلام) وان يطبع أفكار الناس بالطابع الذي يؤمن له سيطرته وأمة خاليه من أي رقابه أو احتجاج ولذلك مارس سياسة استهدف منها محوا نزعة الحرية لدى الإنسان المسلم وتحويله عن أهدافه العظيمة ونضاله من اجلها ركز معاوية في حكمه على المبادئ التالية :أولا . إحياء ألنزعه القبلية والطائفية ولإرهابية واستغلالها لسياسته الشخصية .ثانيا . مارس أبشع الجرائم الإرهابية وعمل على تجويع الشعوب حتى تظل تلك الشعوب تحت سلطته .ثالثا . التحذير باسم الدين وشل الروح الثورية والروح الوطنية عند المسلمين واستدعا معاوية( بسر ابن ارطاة ) وجهه إلى الحجاز واليمن وقال له حتى تمر بالمدينة فاطرد واخف من مررت به وانهب أموال كل من أصبت له مالا ممن لم يدخل في طاعتنا وأرعب الناس عنك فيما بين المدينة ومكة .إما ما نرى اليوم من سياسات على الصعيد الإقليمي والدولي والعراق هو سياسة ذو وجهين ، الوجه المعلن سياسة علي( عليه السلام) والوجه الثاني هو سياسة معاوية حينما نرى مسؤول عربي أو عراقي يظهر على شاشات التلفاز أو نقراء له في الصحف نجده يتكلم عن الحقوق الشرعية والواجبات وحقوق الإنسان ومحاربة الفساد وإنصاف المظلومين وحقوق الأيتام والأرامل واقتصاد البلد والبنية التحتية والحفاظ على المال العام و و و و و والى أخره عند إذن وبلا شك نقول هذا سياسة علي (عليه السلام) .وحينما نطبق الواقع نراه يختلف تماما عما يتحدث به ، نجد تجويع وتهميش وفساد إداري ومالي وإرهاب يمارس ضد شعب وسلب حقوق وتصدير أرادة الآخرين وأيتام وأرامل بلا مأوى وتدمير ثروات البلاد وتهميش دور العلماء والمفكرين والوطنين وصعود البلطجية ( لوكيه ) إلى هرم السلطة والتحكم بإرادة الناس وهذا كله يطبق ألان على الشعوب الإقليمية والعربية ومنها العراق بالدرجة الأولى عندما تأتي الانتخابات نقراء على أللافتات سوف أوفر الكهرباء وحقوق الأيتام والأرامل وإنعاش الاقتصاد وأزيد في مفردات البطاقة التموينية وحين وصولهم إلى هرم السلطة قطعوا لقمة العيش من الشعب المظلوم الذي أعطا كل شيء للوطن ولم يأخذ أي شيء منه وعند إذن وبلا شك نقول هذا سياسة معاوية . إما اليوم على الشعوب العربية ومنها العراق إن يدققوا جيدا باختيار الأصلح والأفضل وان يتركوا الشعارات الرنانة والبراقة لا سيما والشعب العراقي مر بعدة مراحل انتخابيه من مجلس الحكم إلى يومنا هذا، وما افرزته تلك المراحل هو التمييز بين أصحاب سياسة علي (عليه السلام) وأصحاب سياسة معاوية ونحن في هذا الصدد لا نريد ان نحصر سياسة علي عليه السلام في طائفة معينه وسياسة معاوية في طائفة أخرى ولكن عندما نرى أي سياسي في العالم يعمل وفق الحق والعدل والمساواة وإنصاف المظلومين وحقوق الأيتام والأرامل والحفاظ على أموال الشعب بلا شك يتبادر إلى أذهاننا حكم علي عليه السلام وحينما نرى حاكم ظالم يحكم بالحديد والنار وظلم واضطهاد وتجويع وتشريد وتدمير البلاد والعباد بلا شك يتبادر إلى أذهاننا حكم معاويه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك