الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
في كل صراع لا بد من وجود قائد ، يوجه ويخطط يأمر وينهي ..... هذه الممارسات القيادية لو كتب لها النجاح ولو بشكل نسبي فالنتائج ستنعكس على الجهة المنفذة سلبا أو إيجابا ، سواء كانت شعبا أو حكومةً أو أمم عديدة كما في قيادة الأنبياء عليهم السلام ، ولذا لم يرسل الله تعالى نبيا إلا وجعله أهلاً للقيادة {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } أي جعلناك أهلاً لقيادة الأمم .. وشرح الصدر هو توسعة العقلية والقدرة في العمل الجماعي بقيادة واعية .. يقول موسى{ع} لله تعالى حين كلفه بالنبوة والقيادة {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي }.....بعض الصراعات تصقل قيادات من رحم الحدث ، بحيث يفرض القائد نفسه في وقت الصراع، لأنه يمتلك ملكة القيادة في التوجيه وسعة العقل وقوة الشخصية المؤثرة لإدارة الصراع ، وهذا يحتم عليه أن يكون قادرا على إدارة الصراع والسيطرة على التوجيه العام حتى لا تتبعثر مشاريعه الفكرية والإدارية ....تبقى مسالة رئيسية ومهمة وهي وجود قاعدة جماهيرية تستوعب تلك الأفكار وتترجمها إلى مشروع عمل ينفذ على الأرض سواء عمل ديني أو سياسي أو إداري ... الخ هذه النقطة الأساسية في القيادة يأتي بعدها..1- إيمان ذلك القائد حقيقة بالأفكار التي ينادي بها ويسعى إلى تطبيقها على الناس ، مثلا يدعو إلى النزاهة وهولا يحمي المفسدين ، ويدعو إلى الحرية ولا يمارس الطغيان ، ويدعو إلى القانون وهو لا يخترق القانون..!!2- أن يكون قدوة في الممارسة يسع قلبه الكبير والصغير الغني والفقير ، لا يجامل ولا يحابي على الحق ولا يتنازل عن المبادئ التي يجاهد من اجلها ولا يعقد صفقات مع هذا وذاك من اجل البقاء في السلطة ،ولو كلفه حياته ولو لم يبق له الحق من صديق " يقول علي{ع} القوي عندي ضعيف حتى أأخذ منه الحق والضعيف عندي قوي حتى أأخذ له الحق" لذلك تستجيب الجماهير لمثل هذه القيادات الميدانية .. {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } فلا تصلح الأمم البشرية ولا تنتظم من غير قيادة حكيمة تسعى في مصالحها جلباً للخير ودفعاً للشر من غير استئثار أو ظلم أو إهمال.3- أن يكون بينه وبين الجماهير تواصل دائم ، لا يحجب نفسه عنهم لأنهم يتركوه ولا يلتفتون لأقواله ، مد الجسور بين القائد ومجموعته مهمة سهلة على القائد الحقيقي وصعبة على القائد الطارئ على الساحة ، ولنا في قصة مسلم بن عوسجة عبرة حين يوصي حبيب بن مظاهر بالحسين{ع} وهو يلاقي الموت ، أو واضح الطفل التركي الذي فتح عينيه وجد الحسين القائد واضعا خده على خده ابتسم وافتخر" من مثلي وابن رسول الله واضع خده على خدي "!! وبالمقابل هناك قادة تركهم جندهم لمصير اسود في جحور الأرض أو أنابيب المياه القذرة .. لا أريد الإطالة لان الفكرة وصلت ولكني اتسائل .. المظاهرات التي تجري في المحافظات الغربية والمساجد السنية من يقودها الآن ..؟؟؟ هذا سؤال موجه لكل عراقي " ولأبناء المحافظات الغربية خاصة ...نحن كلنا مع مطالب العراقيين ، والكأس الذي شربه أهالي الانبار وصلاح الدين والموصل من القيادات السياسية بعد 2003 نحن شربناه قبلهم وتعايشنا معه منذ عام 1963 حين أصبح الظلم والتهميش والقتل والسجن والإقصاء التام المبرمج لأننا شيعة شروكية روافض فرس مجوس ..نحن والخوف متعايشون .. وكره القيادات ضمن مقتنياتنا يرضعه الطفل الجنوبي من ثدي أمه ، لبنا مخلوطا بلوعة وحرمان وخوف وتهميش ..{ ولكن لم يتحدث احد من الشيعة ولا مراجعهم ضد إخوانهم السنة} ولم نتهمهم بأعراضهم الكريمة ولم نحلل دماءهم مطلقا .... نعم نقول القادة السيئون من السنة ومن المنطقة الغربية ظلمونا وقتلونا وسرقوا أموالنا ، ولكن لا يدور في خلدنا إن جميع السنة يتحملون وزر ذلك ..!! قتل علماءنا ونهب ثرواتنا وإقصاء قياداتنا وفكرنا الديني الإسلامي الحقيقي .. كان في القيادة فتات من الشيعة هم أسوء من السنة على أبناء جلدتهم في كل المقاييس .. أما إن يظهر معمم أو ما يسمى شيخ عشيرة مهرج يعمم تسميات وشتائم على طائفة الشيعة في العراق متهما إنهم يهود ومجوس نكايةً بإيران الإسلامية .. هؤلاء ليسو قيادات ولا رجال دين .. ثم شعار المتظاهرين المركزي الذي يقولون فيه {خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود} هل يعلمون إنهم يذكرونا بالخليفتين الأول والثاني حين هربا من اليهود ولم يحققا أي انتصار..!! والذي قتل مرحبهم وقلع بابهم هو إمام الرافضة والفرس المسلمين سيدنا ومولانا علي بن أبي طالب {ع} .. فهل يدعون بهذا الشعار الخليفتين للانتصار على اليهود الشيعة ..؟؟ أو علي بن أبي طالب {ع} ليقتل الشيعة .؟؟؟ولذلك لو طبقنا الفقرات أعلاه على القيادات الميدانية في المظاهرات السائرة لتقسيم العراق لا محالة وهي واقعة والفرصة مواتية لهم بعد غياب صوت العقل وتسيد الرأي الشوفيني العروبي الأموي ... نقول سترون تلك القيادات والعمائم القائدة عندكم الآن .. إنها لم تكن أهلا للصعود على المنصات والتحدث عن الدين والحق والعدل ، ناهيك عن القيادة ونصيحتي لأخواني أبناء المنطقة الغربية قبل أن يسبق السيف العدل... أن يدققوا في القيادات ورجال الدين والسياسيين كيف سيحققون طلبات الشعب بعد تقسيم العراق ، ان هؤلاء لا كفاءة لهم ولا يصلحون للقيادة، وأخيرا القيادة هي القود للأمة نحو الخير والرفاهية ، وليس جني الإرباح والمناصب والأبهة ودخول التاريخ وتصفية حسابات سياسية على حساب أبناء البلد وأموالهم وأعراضهم{مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }الأعراف178
https://telegram.me/buratha