المقالات

انفلونزا الازمات والمستشفى الهندي..!!!

443 15:54:00 2013-01-26

وسام الجابري

المتابع لحال الدولة العراقية الحديثة التي تشكلت بعد العام 2003 يرى طغيان حالة التوافق بين مرتكزاتها نظرا لوجود طوائف رئيسية وقوميات مهمة يكون وجودها مكملا لأضلاع المربع الذي يشكلها فالحكومة علي سبيل المثال وهي متمثلة برئاسة مجلس الوزراء عندما تكون للأغلبية الشيعية يجب ان تتوزع بقية جزئيات الدولة بين المكونات الاخرى من منطلق التوافق فالطرف السني والطرف الكردي اصبح وجودهم من الضروريات بين رئاستي الجمهورية والبرلمان مناصفة وهذا الامر ما سار عليه الوضع السياسي العراقي بعد التغيير الذي طوى صفحة غابرة من صفحات الاستفراد والدكتاتورية , وعلى هذا الحال اصبح التوافق هو من يحدد مسار واتجاه الدولة سيما وانه يساهم وقد ساهم فعلا في الحد من شعور المكونات بتهميشها ويعطي انطباعا واضحا بمشاركة الجميع في بناء الوطن , ولعل ما يمر بنا من أزمات متوالدة بتقادم زمن الحكومة الحالية ومواصلة مسيرة الاخفاقات المتتالية في الملفات التي يفترض ان تكون منجزة منذ زمان بعيد بمجرد ان نعرف ان الحكومة الحالية التي يترأس رئاسة مجلس وزرائها الاستاذ نوري المالكي اصبح لديها خبرات متراكمة في كيفية ادارة الدولة بفعل مضي اكثر من خمسة سنوات على تشكيلها وبفعل وجود كتلة نيابية تقف داعمه لرئيس مجلس الوزراء يعطيه اندفاعا نحو اقرار القوانين وتفعيلها الا ان ذلك الامر لم يكن وبطبيعة الحال بقى حبيس المخيلات والاحلام الوردية , وبعد ان عجزنا عن رؤية حلول واقعية ملموسة للملفات الموكلة مهامها للمسؤول التنفيذي الاول في الحكومة أصبحنا نبحث عن حلول أكثر واقعية ولمساً للمشكلات التي تعد اخطر فتكا بالعملية السياسية من سابقاتها فرئيس مجلس الوزراء الذي من المفترض ان يكون قائداً ورئيساً لوزراء العراق بكرده وعربه بشيعته وسنته وتركمانه ومسيحيه وصابئته رأيناه ابتعد عن هذا المفهوم فكانت ازمة حقيقية بين مكونات مهمة من مكونات المجتمع العراقي فالاكراد والسنة العرب وجدوا في شخص رئيس الوزراء مهارة كبيرة في خلق الازمات وتكتيكاً بارعا في تسويف الحلول الجذرية لها وبرغم كثرة مناداة الشركاء بفرض حلول واقعية الا ان استنساخ الازمات مع اطراف متنوعة في العراق جعل الجميع يخشى من ان تصاب العلمية السياسية بالأنفلونزا المعدية سيما وان مستشفياتنا قد لا تستطيع معالجتها اسوة ببقية الامراض المزمنة وحينها قد نكون مضطرين للذهاب الى الهند التي مازالت تعج بالمرضى العراقيين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك