عباس المرياني
شهدت السنوات التي أعقبت تشكيل حكومة الشراكة الوطنية برئاسة السيد نوري المالكي نهاية عام 2010 عددا من الاحداث المهمة والمؤثرة في مسيرة الدولة العراقية والحكومة المنتخبة تمحورت معظمها في اطار الازمات الحقيقية والوهمية مما تسبب بظهور فجوة عميقة وخطيرة بين السيد المالكي وبين حلفائه الذين دخلوا معه طمعا ورغبة حتى كادت هذه الازمات والمشاكل ان تفض عرى الحكومة والشراكة بين المتحالفين لولا مواقف لاطراف محددة ساهمت بشكل كبير في استمرارية الحكومة واظهرت انها عنصر توازن واستقرار رغم انها لم تكن طرفا من حكومة الشراكة الوطنية ولم تعتقد بنجاح هذه الحكومة وتخطي مهمتها لاسباب موضوعية اثبتت الايام صدق نبوءتها.ويعرف الجميع ان تيار شهيد المحراب برئاسة السيد عمار الحكيم رفض بعد نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة الدخول ضمن فريق حكومة الشراكة الوطنية لاسباب كانت تتعلق باستخلاص تجارب السنوات الاربعة الماضية والتي تمثل فترة استيزار السيد المالكي الاولى وبطريقة ادارة السيد رئيس الوزراء والية تشكيل الحكومة ونتائج الانتخابات وطبيعة المتحالفين الا ان المجلس الاعلى والسيد الحكيم ورغم عدم مشاركتهم بحكومة السيد المالكي الا انهم اثبتوا انهم ليسوا طلاب مناصب وامتيازات وانهم اصحاب كلمة ومواقف عندما برهنوا هذا المعنى بالدليل والافعال وليس بالاقوال خاصة عندما رفضوا اسقاط حكومة المالكي وفي مناسبتين متتاليتين ليس من اجل استمرار المالكي مع جل احترامنا وتقديرنا لشخصه لكن لثوابت راسخة ومخاوف حقيقية كانت تواجه المشروع الفتي وتجربتنا الناجزة وليس من المعقول ان نحرق كل حصاد وتضحيات ابائنا واخواننا ومستقبل ابنائنا لاننا نختلف مع رئيس الوزراء في الرؤية وفي الطريقة..فالمشروع اهم والمستقبل لا زال رحبا ويتسع كل الخيرين والاخطاء يمكن معالجتها ما دامت غير قاتلة.اليوم وبعد كل هذه التضحيات وهذا الاقصاء والتهميش المتعمد من قبل الاخوة في دولة القانون اتجاه المجلس الاعلى وقائده السيد الحكيم ورجاله ومع كل المواقف الخالدة التي اظهرها الحكيم ورجاله في الوقوف كمصد ودرع لعدم النيل من تجربتنا ومشروعنا المشترك ومنع اسقاط حكومة السيد المالكي نجد من ينبري للتجاوز على السيد عمار الحكيم وعلى مواقف المجلس الاعلى وبطريقة لا تحمل اي نوع من الاحترام واللياقة وتكون عادة مليئة بالمغالطات والاكاذيب التي تفضحها مواقف السيد الحكيم والمجلس الاعلى وهي تجاوزات مدفوعة الثمن ومخطط لها ومن قبل اعلى المستويات.ان السيد عمار الحكيم اصبح اليوم منهجا وخيارا في الرؤية والطرح وفي المقبولية الداخلية والخارجية وعلى كافة الاصعدة وليس بحاجة الى عطف ولطف اي طرف وسيكون هو عنوان المرحلة المقبلة بعد ان تكشفت اوراق جميع الفرقاء السياسيين واعطى كل طرف مكنون تجاربه في القيادة والقدرة والمقبولية والاستيعاب وحل الازمات وتجاوز الصعاب وصواب المنهج لذا فان خسارة السيد عمار الحكيم ستكون مكلفة للاطراف الاخرى وهذا ما لا يتمناه السيد الحكيم واخوته لانهم اصحاب مشروع حقيقي عنوانه عراق واحد اخوة متحابين .ليس لدى دولة القانون فرص اخرى يمكن ان يهدروها في طبيعة العلاقة التي تربطهم مع السيد الحكيم "خاصة بعد ان خسرت دولة القانون كل حلفائها" لانه اعطى كل مالديه وليس عليه ان يستمر في معالجة اخطاء الاخرين في حين ان الاخرين غير مهتمين بكثرة اخطائهم لذا فان المنطق يحكم بان تتحمل الاطراف الاخرى نتائج اعمالها واخطائها وهذا يتوقف على طبيعة العلاقة في المرحلة المقبلة .
https://telegram.me/buratha