هادي ندا المالكي
تتزايد وتيرة تداعيات ساحة الاعتصام في الفلوجة حصرا بصورة سريعة ومقلقة بعد يوم دام خلف اكثر من خمسة قتلى وما يزيد على ستين جريحا من المتظاهرين على ذمة وكالات الانباء المعتدلة بسبب الاحتكاك بين المتظاهرين المعبئين بالجهاد والقتال والحقد الطائفي وبين القوات الامنية المدافعة والمتحفزة تبعه استهداف قناصة خارجين عن القانون وهجمات متتالية قادها علي السليمان وبمساعدة فلول القاعدة وبقايا النظام البائد بحسب اعترافه ضد قوات الجيش زاد من حصيلة القتلى والجرحى بين صفوف الجيش والقوات الامنية وزاد من احتمالية تطور الاوضاع الى ما هو اسوء بسبب اتجاه الاوضاع الى التصعيد مع غياب شبه تام في السيطرة على مواقف المتظاهرين ومطالبهم التي لا تنتهي.واحداث الفلوجة الدامية كانت هي الحلقة الاخطر حتى الان وكانت تمثل المحذور المقلق لجميع المعنيين بالشأن العراقي والباحثين عن حلول حقيقية لكنها في الوقت ذاته تمثل بداية الانطلاق نحو تنفيذ اجندات خارجية يراد منها جر البلاد والعباد الى الاحتراب الطائفي مرسوم بدقة في دول الخليج وبسيناريو لا يختلف كثيرا عما يجري في سوريا.وليس خافيا على احد ان الذهاب الى الاحتراب والاقتتال لن يكون بمصلحة طرف على حساب الطرف الاخر وسيكتوي جميع ابناء الشعب العراقي من الموصل الى الجنوب حصرا بنيران هذه الحرب الاهلية والغير مبررة اصلا اذا كان هناك من يبرر الذهاب الى القتال لتحقيق اهداف اخرى ومأل هذه الحرب اما الجلوس الى طاولة المفاوضات والصلح خير او الذهاب الى الاسوء وهو تقسيم العراق لا سامح الله وفي هذه الحالة فان اكثر الاطراف ضررا هم الاخوة السنة لاسباب متعددة تتعلق بالثروات والامتداد والمساحة والثقل السكاني سواء بالقياس لدول الجوار او المحيط العربي ولا يخالجنهم الامل بعودة المعادلة السياسية الى ما الت عليه قبل عام 2003 لان هذا امر مستحيل ودونه كل الاحتمالات حتى تلك التي لا يمكن ان يتصورها الذهن او يقرها غير المألوف.اليوم تذكرت وزير المالية رافع العيساوي باعتباره الطرف الاكثر اثارة وفتنة في الموضوع بعد اندلاع تظاهرات المنطقة الغربية طالما ان احدا لم يتذكر حمايته سيئي الصيت المتهمين بالارهاب والقابعين في سجون بغداد على ذمة التحقيق مما يعزز نظرية التخطيط المسبق لافتعال الاحداث،وقد انتهى دوره وترك اكمال المهمة المرسومة بدقة الى من هم اكفأ وافضل منه في تمثيل الادوار لانه يعلم ان السيناريو المعد لا يحتمل تواجده وتركوا له مهمة ممارسة هوايته المفضلة في الضرب على "الدف" والدف لمن لا يعرفه هو الة تراثية تستخدم مع الاغاني والاهازيج الراقصة واكثر من يستخدمها هم الغجر..ان جر القوات الامنية الى دائرة الصراع ومن ثم استهداف هذه القوات بطريقة عدوانية واضحة واعتبارهم مليشيات يؤكد بما لا يقبل الجدل ان النوايا مبيته لمثل هذا الصراع وان من يعتبر القوات الامنية مليشيات لا يتردد من استهدافها واعتبارها اهداف حقيقية وهذا ما جرى فعلا حيث تم استهداف القوات الامنية وجرى خطف عدد من المنتسبين وتعذيبهم وقتلهم والتمثيل بهم.ان على الحكومة حماية منتسبيها وعليها تقع مسؤولية تطبيق القوانين التي من شأنها ان تعزز سلطتها وعليها ان تضرب بيد من حديد ولا تتراجع امام الهجمة الشرسة وعليها ان تحمل من اخرج المتظاهرين مسؤولية اعادتهم الى بيوتهم او السيطرة عليهم ومثلما يطالب هؤلاء بمن تسبب بقتل المتظاهرين على الحكومة ان تلقي القبض على من اعتدى وحرض على العنف وتسبب بقتل عدد من افراد القوات الامنية وقطع لسان كل من هدد الجيش والحكومة وخاصة هذا المراهق حاتم سليمان ووزير المالية لانه اساس الفتنة.ان الدولة التي لا تحمي سلطتها وسطوتها لا يحترمها حتى الصبية والمراهقين والمثل يقول الأسد الميت يرفسه حتى الحمار.
https://telegram.me/buratha