المقالات

الـمـــتـآمــرون

1094 12:23:00 2013-01-27

علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني

ان الاحداث الاخيرة التي وقعت في العراق سواء كان المظاهرات او التصعيد في العمليات الارهابية ودخول العشائر العراقية على خط الازمة السياسية و كذلك عقد صفقات بعض الساسة العراقيين مع بعض الدول الاقليمية من اجل الانقلاب على العملية السياسية تحت شعارات شتى, كل ذلك لم يكن مفاجئا لنا وكتبنا عنه منذ الايام الاولى لما يسمى (بالربيع العربي)..لكن الذي لم نكن نتوقعه ان ينحدر رئيس مجلس الوزراء في منزلق خطير من خلال تمكين رجالات البعث البغيض والذي بدوره يفخخ العملية السياسية والامنية في البلد...اليوم وددت ان اكتب حول ما نتصوره عن خطورة المرحلة المقبلة وما نعتقد انه قادم من خلال ما يعمل عليه المتآمرون والذي نتمنى ان تكون هذه التصورات في غير محلها او ان يتدخل العامل الغيبي الرباني في تسديد المخلصين من ابناء هذا البلد في دفع شر الاشرار وكيد الفجار.ان خروج التظاهرات في المناطق التي يقطنها اخوتنا السنة هي بمثابة كلمة حق يراد بها باطل و ان المرجعيات الدينية قد وزنت الامور بدقة متناهية ففي نفس الوقت الذي تدافع به عن حقوق اخوتنا السنة وضعت حدودا لمن يتربصون باهل العراق الدوائر...لكن مازالت الحكومة العراقية لا تدرك خطورة المرحلة ومن يعتقد ان التظاهرات ستتوقف عند مطالب معينة او عند تلبية المتظاهرين فهو واهم, التظاهرات تحرك بأصابع خفية لا يعرفها اغلب المتظاهرين انفسهم. ان التظاهرات هي بداية لمنعطف خطير في تاريخ العراق, فعلى المتصديين للمشهد السياسي ان يتعاملوا معها بقدر خطورتها, ويقوموا بتشريح القضية ومعرفة نقاط الضعف والقوة فيها, ومن اهم نقاط الضعف فيها هي انها خرجت قبل التوقيت الذي خطط لها, المتظاهرون سبقوا المرحلة و قد يعود السبب الى احد الامرين التاليين:اولهما: ان ردت الفعل غير محسوبة بشكل جيد بعد اعتقال حمايات العلواني مما جعلت الامور تتسارع قبل التوقيت المحدد . اما الثاني: ان قطر والسعودية وتركيا ومن يدعمهم من وراء الستار قد حسبوها بشكل خاطئ , وكما يقال ( غلطت الشاطر بألف). في تصوري القاصر ان ما كان يخطط له من قبل هؤلاء هو ان يوقدوا فتيل الازمة في العراق بعد التحقق من ان نظام بشار الاسد شارف على الانهيار, وبالتالي تبدء مرحلة العراق على الطريقة السورية وبنفس الشعارات, وفي اعتقادي ان الخلل الذي وقعوا فيه هو انهم لم يكونوا على دراية كافية في الوضع السوري, او انهم لم يقيموا المرحلة بشكل دقيق, او انها بداية للانسحاب من المشهد السوري بعد تحقيق بعض اهدافهم وفشلهم في البعض الاخر مما جعلهم ينتقلون الى الساحة العراقية من دون روية .. فمن المفترض ان تبدء عمليات التظاهر في العراق في وقت لا يزيد على شهرين او ثلاث من بدء المراحل الاخرى التصعيدية.. ان المخطط له بعد سقوط نظام الاسد ان يدفع بالإرهابيين الذين تم تجميعهم في سوريا من جميع انحاء العالم وبأعداد هائلة وبأحدث الاسلحة الى العراق تحت عناوين مختلفة ومنها تحت عنوان الاستقرار في سوريا وغيرها, وبذلك يتم حصرهم في زاوية العراق و ايضا بعد تدهور الوضع الامني في العراق سيكون تدخل عربي او اقليمي او دولي من اجل دفع هؤلاء الارهابيين الى الجمهورية الاسلامية الايرانية وقد يكون باتجاه شمال ايران, وهناك ستكون المعركة الفاصلة.بما ان امراء الحرب في سوريا وبكامل ادواتهم وشعاراتهم هم نفسهم الذين بدأوا يغذون الفتنة في العراق, لابد لنا من دراسة تفصيلية لمعرفة هذا العدو من اجل التعامل معه بطريقة مناسبة, وهنا سنحاول الاختصار ونشير بشكل مقتضب. ان الوضع السياسي والاقتصادي والعسكري في العراق يختلف عن سوريا, وكذلك الوضع الدولي الداعم للعراق, وايضا عدم خروج العراق من البند السابع ووو... جميع هذه القضايا تجعل العراق يختلف عن سوريا في الكثير من المفاصل, ففي بعضها تكون قوة للعراق وضعف لسوريا, و اخرى قوة لسوريا وضعف للعراق , بشكل عام الوضع العراقي افضل بكثير من الوضع السوري, وهذا بطبيعة الحال يجعل طريقة معالجة الاوضاع الحالية يختلف بشكل كبير عن سوريا وباقي الدول التي تعرضت للأحداث... ان من اهم نقاط الضعف في الحراك هو التوقيت, فان تسليط الاضواء على احداث سوريا ومصر وليبيا ومالي وغيرها من البلدان يعطي فرصة كبيرة للحكومة في مجال الحسم الامني, بعد ان تسبق ذلك خطوات سريعة منها: التشتيت على المستوى الاعلامي وتكاتف الاحزاب والتيارات السياسية والابتعاد عن استغلال الازمة للدعاية الانتخابية, وكذلك تأليف قلوب بعض رؤوس المتظاهرين و الضرب بيد من حديد وبسرعة خاطفة على رؤوس المجرمين ( البعثيين, التكفيريين, الطائفيين), وذلك بالتنسيق مع البعض من ابناء تلك المناطق واذا كانت بأيدي ابنائهم المواليين للوطن تكون اسلم, كما ان الشرعية الدولية لابد لها ان تكون حاضرة ولو بالبسيط الممكن, ...ان دخول الارهابيين المتواجدين على الاراضي السورية الى العراق يعني عدم خروج العراق من الازمة الا بتغيير المعادلة السياسية وخراب البلاد والعباد, هذه المجموعات وحسب متابعتنا لهم انهم مجموعات تكفيرية في اغلبهم مجرمون وقتلة وهم لا يستطيعوا ان يتعايشوا مع اي مجتمع, فالمجتمع طارد لهم وهم كذلك, وهذا يعني انهم من اصحاب اللاعودة , وذلك معناه استحالة السيطرة على الاوضاع في العراق وستكون اقل الحلول سوء هو التقسيم وهو احد الاهداف التي يسعى لها المتآمرون...ان اعداء العراق سينزلون ساحة الصراع بشكل غير مسبوق وبكافة امكانياتهم وذلك لما يمثله العراق من اهمية, فعلى الجميع ان يكون بقدر هذه المسؤولية العظيمة والابتعاد عن المواقف الغير مسؤولة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك