المقالات

الحكيم "يُسلح" أتباعه

946 21:21:00 2013-01-27

محمد المياحي

قد فهمنا السلاح هو آلة تستخدم في الحروب, لردع الخصوم وإلقاء الضرر بهم , ويعتبر السلاح مفردة عنفيه لا تنتمي للديمقراطية وحقوق الإنسان , فنشهد كثير من السياسيين في العراق دائما يهددون بالسلاح وإشعال الفتنه والدمار , وهذا نهج شوفيني منافي للقيم الإنسانية , وبما أن لغة السلاح هي لغة العاجزين والفاشلين فأن لغة الحوار والحكمة هي لغة العقلاء والوطنيين, نحن اليوم نعيش أزمة سياسية يراد بها ان تتحول إلى أزمة مكونات طائفية , ومن يريد ذلك هم من فشلوا بإدارة الدولة ولم يقدموا شيئاً لجماهيرهم, فعزوفهم على الوتر الطائفي يأتي لمنا غمة مشاعر أبناء مناطقهم الذين لا يملكون الوعي السياسي الحقيقي الذي يمكنهم من كشف زيف من انتخبوهم , هناك من يعتاش على الأزمات والحروب وهناك من يهلل ويصفق لإراقة الدماء الزاكيات للفرد العراقي , نعم هؤلاء ليس عراقيون وان امتلكوا الهوية العراقية فالانتماء للوطن يختلف عن الشعور بالوطنية , وفي ضل كل هذا نرى الفصيل السياسي الذي يقوده الحكيم مازال هادئاً ومنضبطاً ولم يُنجر للدخول طرفا في تلك الأزمات, وهو يحاول إن يكون عنصر التقاء بين الجميع , الحكيم بحكمته وحنكته عمل على تسليح أتباعه بروح المحبة والولاء للوطن لأروح الكره والبغضاء , عمل على تربية جيل يؤمن بالحوار لا بالسلاح جيل يؤمن بالشراكة لا بالإقصاء , لان لغة السلاح والاقصاء هي متبنيات عشاق السلطة ولغة الحوار وقبول الأخر هي متبنيات من يمتلكون مشروع بناء دولة عادلة ترتكز على مبدأ التعايش السلمي , نعم تسلح إتباع الحكيم بحكمة قائدهم جعلوا الطائفة انتماءاً مقدسا والطائفية شيئا محرماُ , لم نرى منهم مزايدات إعلامية ولا هتافات غير حضارية ولا شتيمة ولا تكفير إلى الأخر , وهذا لم يأتي من فراغ بل جاء من أصالة المشروع ومشروعية الانتماء المرجعي لهذا الخط السليم في النهج والقيادة , فربما يعتبر هذا السلوك والوضوح وعدم الانحياز لطرف ما على حساب الأخر انه ضعف أو هروب ,بل هو عين الصواب والحكمة لأننا لا نحتاج لقوة السلاح دون قوة المعرفة والرقي , فتسليح الحكيم إتباعه بالعلم والمعرفة وتربية جيل الشباب وإعدادهم للمستقبل هي نظرة استيراتيجية يعمل بها الحكيم وسيقطف ثمارها بالقريب العاجل , فمهما تمكن الآخرون من رفع السلاح ولغة الحروب سيخسرون ومصيرهم مصير الظالمين والمنكسرين , وسلاح الانتماء للوطن والمواطن هو من ينتصر ويحقق أمال الأمة ,

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اثيرالشرع
2013-01-28
مقال رائع وتحليل منطقي ..احسنت اخي العزيز
الدكتور شريف العراقي
2013-01-28
وهذا لايكفي وانما بالسلاح الحقيقي
ارشد الياسري
2013-01-28
احسنت اخ محمد جميل تحليل جميل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك