عادل عبد المهدي* نائب رئيس الجمهورية المستقيل
من سقط في طوزخرماتو سقط بفعل انتحاريين ينتمون عادة لجغرافيا سنية.. ومن سقط في الفلوجة سقط بفعل رصاص اطلقه على الاغلب من ينتمي لجغرافيا شيعية.. والعملان سيزيدان الحقد والكراهية. وسيدفعان للمزيد من الدماء.
لن ننجح لبناء مستقبل مشترك الا بوقوف الشعب بجميع تلاوينه ضد القاعدة والارهاب ومنع عودة الدكتاتورية وتصفية موروثات الماضي..
ولن نستطيع تحقيق تضامن الشعب دون معالجة المظالم التي سببتها انحرافات وتشريعات وخروقات كانت السبب الاساس لخروج المظاهرات.. فلاقت تأييداً واسعاً في مضامينها، وتحفظاً على بعض صورها وخطاباتها.. وهو ما تمت معالجته بشكل غير قليل.. فان بقي من نشاز واستثناء،فيجب تقوية جبهة المتحاورين بالتلبية السريعة للمطالب المشروعة.. فالساحة معقدة لدى الطرفين، وفيها قوى كثيرة باجندات مختلفة. فان لم تملأها قوى الاصلاح والعقل فستملأها قوى الجهل والتخريب.
لقد قالت المرجعية كلمتها الواضحة بادانة الارهاب.. وطالبت بتلبية المطالب العادلة وحماية المتظاهرين وسحب الجيش بعيداً عن ساحات التظاهر..واظهرت الحكومة وجل القوى السياسية والاجتماعية رغبة –مندفعة او حذرة- لايجاد الحلول المطمئنة.. فالاوضاع خطيرة ولا تتحمل التسويف والمناورة.. والوطن وحياة المواطنين اهم من اي حزب او فرد. فالازمات لحظات توتر،ستقود فيها القرارات الخاطئة والجبانة لمآسي عظيمة، بينما تقود قراراتها الصائبة والشجاعة لنقلة نوعية نحو الخلاص والشاطىء الاخر.. فمحاربة الارهاب والدكتاتورية والطائفية كل متكامل وواجب على الجميع الايفاء به.. ورفع المظالم وسياسات التمييز المقننة بتشريعات وتطبيقات سيئة، بل اجرامية،يجب ايقافها. فاننا عندما نواجه ابناء شعبنا، من اية قومية ومذهب، فان الكلام عن لي الاذرع..والحمل على النية السيئة بدل حسنها.. واتهام كل منا الاخر بامتداداته الخارجية،يصبح ضرباً من الخيانة لكل المبادىء والقيم. فالعدوان يجب التصدي له مشتركين.. والظلم يجب ان يرفع عن كائن من كان.. والعدل والحق يجب ان يتوفرا، دون النظر لمذهب المواطن وقوميته.. بخلافه ان فلتت الامور واستمر القتل والارهاب.. وانتقل التحرك من اطاراته المطلبية والسلمية الىمصادمات ووقوع ضحايا، فسنشهد المزيد من طوزخورماتو والفلوجة.. وستتلاشى الفرص القليلة والمتناقصة.. وستتقطع خيوط نسيج الوطن الجامع.. ليهزم منطق التصالح والعقلاء، وينتصر الجهلاء وثقافة المؤامرة.. فيبرر كل منا افعاله وعلاقاته، ليستنكرها على غيره.. وندمر -مرة اخرى- تجربة ومرحلة.. نمتلك فيها امكانيات النجاح.
1/5/13128
https://telegram.me/buratha