الشيخ حسن الراشد
قبل اكثر من 5 سنوات تهافت الارهابيون والطائفيون والاعراب على اسطنبول لعقد مؤتمر طائفي سمي وقته بـ(مؤتمر نصرة اهل السنة في العراق ) وبرعاية تركية وعربية سعودية وقطرية وكان من ابرز الحاضرين انذاك هو المأبون الطائفي عدنان الدليمي مستغيثا بالاعراب والارهابيين في العالم العربي للقدوم الى العراق لنصرة ما يدعيه عاصمة الرشيد وتخليصها من الصفويين .. وجاء ذلك المؤتمر في خضم المؤامرات التي كانت تحاك ضد العراق الجديد ونظامه الديمقراطي الذي اتى بالاغلبية الى الحكم ولم يفت القوم ولكي يتحقق لهم ما يرمون اليهم من اشعال نار الطائفية وخلق الفتن واثارة الهواجس الشيطانية عبر استهداف الابرياء وتفجير دور العبادة حتى وصل الامر بهم في ان ينفذوا الاجندة الاقليمية لدول بعينها وهي حاقدة على العراق من اجل ما كانوا يتصورون ان ذلك قد يؤدي الى اسقاط العملية السياسية وانهاء حكم الاغلبية وعودة البعث الطائفي من جديد الى الحكم حيث قاموا بتفجير مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام في سامراء فلم يكن القوم يتوقعوا ان يهب العراق هبة رجل واحد لوقف مسلسل الاحقاد والتاَمر فقد تمت السيطرة على بغداد خلال ساعتين وتم تدمير كل اوكار الارهاب والفساد وفر القوم الدبر ولم يبقى لهم باقية سوى قاعا صفصفا !
وبعد ان فشلت تلك المحاولات في اسقاط حكم الاغلبية ولم تصل مساعيهم الخائبة الى هدفهم المنشود استمر مسلسل الانفجارات والمفخخات والاجساد الانتحارية النجسة باستهداف الابرياء واتباع اهل البيت عليهم السلام وضرب البنى التحتية للعراق ولم تقف مؤامراتهم مع الاعداء عند حدود معينة بل كانت عمليات القتل والارهاب تشتد بين فترة واخرى وكان الهدف واضحا وضوح الشمس وهو اخراج المكون الاكبر والاهم في العراق من العملية السياسية وصياغتها بما يتناسب وذوقهم الطائفي حتى جاء ما يسمى الربيع العربي ليتحول الى ربيع قطري عبراني وعثماني بامتياز.هذه المرة ولكي يعطي القوم تاَمرهم بعدا اوسع عربيا واسلاميا ولكي يدغدغوا مشاعر الغوغاء والارهابيين والفوضويين ويصورو للاخر ان عملهم هذا يتناغم مع ((ثورات)) الاعراب وفلسفاتهم في التدمير والحرق والفوضى والخراب وحتى الارهاب ـ ولا نشك في ذلك ـ اخترعوا لانفسهم ومن عاصمة الخلافة الانكشارية العثمانية عنوانا لمؤتمرهم الجديد تحت اسم (( مؤتمر نصرة انتفاضة الشعب العراقي)) برعاية تركية خالصة لم يختلف شكل الحاضرين في هذا المؤتمر عن المؤتمر الاول وكانت الوجوه هي ذاتها والعقول هي هي لم تتغير وما تغير هو الاسم والعناوين وبقيت حتى المضامين هي ذاتها والهدف كما قلنا اقتلاع حكم الاغلبية التي اختارتها صناديق الاقتراع تلك الصناديق التي لم يعترفو بها رغم انها ضمت اصواتهم الكسيحة التي فضحت حجمهم وصغرهم في المجتمع العراقي الا ان العناد والمكابرة وكل صفات الشيطان قد ركبت عقولهم حتى باتوا لا يرون الا انفسهم ولا يدركون الا قيمهم الفاسدة وفكرهم الارهابي القذر ‘ وحتى يعطوا لعملهم مبررا وليتداعى على ضوءه المزيف جيوش الضلال والارهاب اختاروا مفردات اقرب لافكار القاعدة وجبهة النصرة الارهابية تعكس ذات المحتوى والمفهوم لدولة العراق الاسلامية التي اسسها الارهابيون في تنظيم القاعدة على قواعد فرضية وهمية في ارض الرافدين حيث خرجوا يوم امس ببيان ختامي لمؤتمرهم المسخ دعوا فيه لاقامة ((حكومة راشدة))!! وهي ذات الحكومة الفرضية لتنظيم القاعدة في العراق اي (حكومة دولة العراق الاسلامية) ومن نفس الاشخاص وذات العصابات التي تشكلت اليوم في قالب (مؤتمر نصرة انتفاضة الشعب العراقي)!! انتفاضة غابت عنها ثلثي الشعب العراقي واهم مكون واكبره وهو الشيعة فيما الكورد ليس فقد غابوا عنها بل لا يعتبرون انفسهم حتى جزء من هذا الحراك الشيطاني!ومما جاء في بيان المؤتمر المسخ والذي حمل في طياته ذات المفاهيم التي تحملها ادبيات الارهابيين في تنظيم القاعدة وجبهة التصرة الارهابية هو كتالي :((جبهتنا هي عراقية شارك في تأسيسها عدد من قوى المناهضة للاحتلالين (الأميركي والإيراني)، وتنطلق في مواقفها وتصوراتها من احكام الدين الاسلامي كما جاء بالكتاب والسنة قولا وعملا، ظاهرا وباطنا مع مراعاة أحوال الناس..وأضافت الجبهة:هدفنا أيضا جمع الشعب العراقي حول مشروع الجبهة لتغيير الواقع الذي فرضه الاحتلال والعمل على اقامة انتخابات في ظل استقلال البلاد وصولا الى حكم ينشر العدل والامانة وتقديم الخدمات الضرورية للشعب العراقي المحروم والارتباط بعلاقات دولية..ولفتت إلى أنها تسعى لـاستكمال عناصر القوة والتصدي للمخاطر التي تقيد الشعب العراق تحت قيادة جديدة تنبثق من هذه الجبهة بدلا من الحكومة الطائفية، مؤكدة ضرورة العمل وفقا لمبادئ الدولة الاسلامية، ولا يمكن مواجهة مشروع التجزئة الى بمشروع الوحدة واستعادة الامة الواحدة..وبينت الجبهة أن هدفها إحلال الشورى في الحكم عبر تأسيس حكومة راشدة))!!الامر لا يحتاج الى كثير من الفطنة لايجاد مقاربة وفهم لاهداف المتامرين في المؤتمر حيث اسقاط العملية السياسية في العراق انهاء حكم الاغلبية من اهم اهدافهم وهذا يعني ان حالات الغوغاء والفوضى المنتشرة في صحراء الانبار القاحلة الجرداء هي صناعة ارهابية بامتياز يقف خلفها الانكشاريون والاعراب وهم يستندون الى تجارب ربيع الفوضى والخراب والدمار واستنساخ نماذج القتل والارهاب وغياب النظام والقانون لتطبيقها في العراق ولذك اسسوا جيش ((العراق الحر)) بدعم تركي انكشاري قطري ‘ وهم يرون اليوم ان الفشل الذي اصابهم في سورية وعجزهم عن اسقاط الاسد لن يعوضه الا بتكرار التجربة ذاتها في العراق ولذلك تتحدث التقارير اليوم عن شكوى المعارضة السورية والارهابيين المسلحين من ضعف عمليات التمويل وتوقف ضخ الاموال الى جيوب تجار الموت والقتل والارهاب وعوضا عن ذلك اتجه المجرمون نحو العراق وتم رصد الملياراد من الدولارات لتخريب العراق ونشر الفوضى والدمار فيه كي يتم لهم اسقاط العملية السياسية وانهاء حكم الاغلبية ‘ ويشترك الاتراك الانكشاريين بقوة في هذه المؤامرة ولهم دور قذر في تخريب العراق وحتى ان عمليات الاغتيال بكواتم الصوت كانت تتم باسلحة تركية حيث ان الاتراك قاموا خلال فترة شهر العسل مع الحكومة العراقية وعبر الشركات التركية العاملة في العراق بتهريب اعداد كبيرة من السلاح الكاتم للصوت وقد كشف بعض المصادر ان رأس الخيط في اكتشاف ان اسلحة الكواتم للصوت هي تركية المصدر جاء عبر الجمارك اليمنية التي قامت بتفتيش سفينة تركية كانت قادمة من ميناء مرسين التركية الى ميناء عدن حيث بعد التفتيش تم العثور على كميات كبيرة من اسلحة كواتم الصوت كانت مخبأة في علب البسكويت معدة وبشكل مهني للتهريب الى داخل الاراضي اليمنية وهي ذات الانواع التي تستخدم في اغتيالات الكفاءات العراقية من اتباع اهل البيت عليهم السلام في العراق ‘ والاخطر من ذلك هو ان الاتراك قد فتحوا مراكز لتدريب الارهابيين البعثيين على القتل والاغتيال وصنوف العمليات الحربية والارهابية ‘ واليوم الارهابيون في الحزب الاسلامي وجماعات الطائفية يتوافدون ويتقاطرون على مراكز التدريب في تركيا وقد ذكرت صحيفة ايدلنك غازيت التركية في تقريرها نقلا عن مصادر امنية استخباراتية ان المسلحين يتلقون التدريب على اعمال الارهاب والقتل في مراكز خاصة لتدريب الشرطة في منطقة غولباسي في العاصمة التركية انقرة وان هؤلاء المسلحين محسوبين على الارهابي الفار والمحكوم عليه بالاعدام بجريمة الارهاب والقتل طارق الهامشي ووفقا للتقرير فان هناك ايضا تعاون وثيق بين الاتراك الانكشاريين وبين المجرم الفار عزت ابوالثلج الدوري الذي تعهد للاتراك منحهم الموصل وفرض السيطرة التركية عليها بعد ان تتم الاطاحة بحكم الاغلبية واسقاط الحكومة التي انتخبها الشعب .والسؤال هنا هل حقا ان ناقوس الخطر بدأ يدق على شيعة العراق ؟؟والجواب نعم لان هذه المرة يريدون تكرار تجربة ليبيا وحتى سورية وعبر اثارة الفوضى والشغب والاحتجاجات المستوردة والمستنسخة وهذا الخطر يشكل تهديدا داهما على حكم الاغلبية وان التصدي له لا يتم الا من خلال الامور التالية :اولا: قطع العلاقات الديبولوماسية مع الحكومة التركية وطرد سفيرها من العراق وغلق القنصليات العثمانية في المحافظات العراقية وايقاف كافة انواع العلاقات التجارية والاقتصادية مع تركيا وذلك من خلال الغاء العقود التجارية وطرد الشركات التركية التي تعمل كواجهات للارهاب وتهريب السلاح وتدمير العراق واستبدالها باخرى اوروبية وحتى ايرانية ـ نعم ايرانية لان الايرانيين لم يرسلوا لنا الارهابيين ولم نرى يوما ان ايرانيا فجر نفسه ولكن راينا الاتراك والعرب وغيرهم ـ .ثانيا: القيام بحملة من الاستنفار العام وحض الشباب على التطوع في الجيش واللجان الشعبية وفتح المعسكرات للتدريب في مختلف مناطق العراق وارسال فرق وكتائب من المتطوعين والمتمكنين الى الحدود او الى المناطق الفاصلة بين الشمال والجنوب والغرب والجنوب وحث الخطباء وائمة المساجد على تشجيع الاهالي للالتحاق بمعسكرات التدريب .ثالثا : الاعلان عن قيام حكومة اقليم الجنوب والوسط كخطوة استباقية نمنع هجمة الوحوش والانكشاريين علينا وهذا الاعلان سوف ينزل عليهم كوقع الصاعقة وقد اشرنا في مقالات عديدة على ضرورة اعلان قيام حكومة اقليم في الجنوب والوسط وهو حق دستوري لا يستطيع احد ايراد الاشكال عليه وقد نشرت يوم امس الاخت الفاضلة ناهدة التميمي مقالا بهذا الخصوص ينصح قراءته لانه فيه ما يكفي من الدليل لضرورة الاعلان عن هذه الحكومة .اما الامر الاخر والذي لن يقل اهمية عن تلك النقاط هو ان يتفق التحالف الوطني مع الجانب الكردي لحل الملفات العالقة وخاصة الامر المتعلق بكركوك والدولة الكوردية المستقلة ونعتقد ان ضربة المعلم من قبل التحالف الوطني العراقي هو ان يعلن بقبوله قيام دولة كردية في الشمال حتى وان تطلب ذلك انضمام كركوك اليها .
الشيخ حسن الراشد
https://telegram.me/buratha