المقالات

مؤتمر الوحدة الاسلامية ونهج الحوار

416 13:32:00 2013-01-28

... نور الحربي

ليس مستغربا ان تكون قلعة الاسلام ايران العلماء والشهداء والتضحيات والدفاع عن المقدسات هي قبلة الباحثين عن وحدة اسلامية تتجاوز الاقوال وكلمات التملق وليس غريبا ايضا ان تكون جهود هولاء العلماء منصبة للبحث عن اسباب قوة الاسلام وتدارك ما يمكن تداركه من ارباكات في علاقة ابناء الامة التي يحاول الغرب المستكبر واذنابه لجعلها عقبات امام هذه الوحدة الممطلوبة باقوى حالاتها اليوم وسط ما تعيشه من التحديات الكبيرة التي تواجهنا جميعا كمسلمين منتمين لمنظومة واحدة هي منظومة العمل الاسلامي المفترض ان يكون موحدا. في مؤتمر الوحدة الاسلامية السادس والعشرين الذي تحتضنه في طهران في هذا الوقت الحساس وهذه الفترة الحرجة حيث محاولات زرع بذور الفتنة وادامة حالة التقاطع ونشر الاقتتال المذهبي بين ابناء الشعب الواحد فضلا عن خلق ضد مذهبي يصورونه على انه خطر يتهدد وجود كل فريق من الفرق الاسلامية ولو تنبهنا جيدا فسنفهم ان اقامة هذا المؤتمر يعتبر خطوة مهمة لابد من استثمارها باتجاه تعزيز حالة الوئام ومواجهة الخطر القادم والذي لن يتحقق الا بوجود حالة التضامن والتكاتف ويرسخ التعايش بين الطوائف الاسلامية. ولايضاح المبتغى فعلينا ان نفهم عمق الرسالة التي يوجهها علماء الامة اليوم والتي تقول ان لا مناص عن التقائنا واجتماع كلمتنا عبر تعزيز القواسم المشتركة التي تجمع بيننا فنستحضر الهموم شعوبنا ومنطقتنا مبتعدين عن التصعيد الخطير ان اكثر ما يتهدنا اليم هو وجود اطراف تسعى لاثارة النزعة الطائفية التي تقف خلفها اجندات معينة واهداف سياسية تقوم باذكائها اطراف لها مصالحها وان ادعت حرصها على وحدة كلمة المسلمين زورا وبهتانا يضاف اليها قوى اقليمية تحلم عبر هذا التصعيد ان تكون ذات اهمية ودور يؤهلها لاخذ موقع البديل عن انظمة تهرأت وشاخت لتكون بذلك المحامي والمدافع الاول عن وجود كيان الصهاينة الغاصب وامنه المزعوم سبب كل مشاكل المنطقة لذلك فدون وجود الوحدة الاسلامية ورص الصفوف عبرها ومن خلالها فمن المستحيل ان ننعم بالامان ولن نكون بمأمن من الانتكاسات ومزيد من التشرذم . ان استحضار مصالح امتنا العليا ستكون الضمانة للبحث عن مخرج حقيقي لمشاكل شعوبها مع التأكيد على ضرورة احتواء جميع اطياف المجتمعات الاسلامية على اساس التسامح والعدالة والحد من تأثير القوى المناوئة التي تنشر وتدعو للتطرف الديني والمذهبي على حساب امن واستقرار هذه الشعوب والمجتمعات ولايفوتنا ان نتذكر ان أي مشروع بامكانه ان ينطلق ان توفرت الاسباب الموضوعية له ومنها توفر العزيمة والارادة لوجوده وقيامه من اجل سيادة الاهداف السامية وتحقيق الكرامة ولنا من الامثلة الحية الكثير وليس الامام الخميني الراحل ذلك المصلح الكبير والثائر العظيم الا دليلا على وعي الامة ونجاعة المشروع الذي امن به وانطلق الشعب الايراني المسلم من اجل جعله واقعا ملموسا نفتخر به كمسلمين وهو وان تحقق الا انه اخذ وقته الكافي في التفاعل والاعداد بين صفوف الجماهير المؤمنة به مع رؤية علمائية واثقة من نصر الله وتأييده وتضحيات جسام وهذا ما يقودني لتتبع كلمات السيد عمار الحكيم في هذا المؤتمر والوقوف عندها وهو يطرح هم الامة الاسلامية في مؤتمر الوحدة الاسلامية هذا واثقا من الحل عبر انتهاج الحكمة والموعظة الحسنة التي دعا لها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز "حينما تكون هناك أزمة فيستلزم الحوار والتواصل واللقاء والاستماع للآخر وبالتالي عقد مثل هذه المؤتمرات فرصة لتذليل العقبات والتصدي للتحديات، وبما اننا نعيش اليوم مشكلة اثارة الخلافات الطائفية فيجب عقد مثل هذه المؤتمرات للتغلب عليها" اما موقفه من همه الاقرب وما تشهده الساحة العراقية باعتبارها تواجه تحديات من هذا النوع فقد كان له قول معبر عن الحقيقة كاملة فهو يرى ان هناك بعض الأخطاء وقعت بهذا الخصوص، وهناك مطالب مشروعة وحقة للمواطنين ويجب معالجتها بما يسمح به الدستور والقانون فهوبوصفه مشخصا للحالة والمصلحة يجد انه مع كل مطلب حق وكل ظلامة تحصل وتحتاج من يردها ولكن بيئة الاحتجاجات والتظاهر السلمي وهي بيئة صحية وحريات حقيقية، إلا أنها ربما توفر مناخات للاستغلال من قبل بعض الأطراف التي لها اجندة خارجية تحاول ركوب الموجة واستغلال مشاعر المواطن العراقي باتجاهات خاطئة ولذلك فينغي الفريق والتمييز بين ما هي مطالب مشروعة وانحرص على تلبيتها والايفاء بها وبين الاجندات الأجنبية والتي لابد من ابعادها ليبقى العراق لمواطنيه وابنائه وهو عين ما نريد ونرى .ان المؤتمر الذي نحن بصدده ونترقب ان يخرج بنتائج وثمرات تحمل الخير لامتنا ينبغي استثمار اجوائه لتصفية القلوب والنفوس والاتجاه الى الحوار لاغير فمنه ننطلق للتأسيس لعقد وطني يحفظ دماء وكرامة ابناء الشعب العراقي المسلم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
تی فی شیعة
2013-01-28
سلام علیکم... مع الشکر و التقدیر تمّ نشرهذه المقالة " مؤتمر الوحدة الاسلامية ونهج الحوار" فی موقع "تی فی شیعة": http://www.tvshia.com/arabic/ هدیة موقع تی فی شیعة إلیکم: قال الرسول الأعظم صلّی الهش علیه و آله و سلّم: «مَن رَدَّ عَن عِرضِ اَخیهِ المُسلِمِ وَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ اَلبَتَّةَ» (ثواب الاعمال و عقاب الاعمال) یا علی
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك